روايه مذاق العشق المر بقلم ساره المصري
عاش على ذكراه وأقسم أن يحيا عمره كله يحترم قدسيته
انتى عارفة انى محبتش غيرك عارفة ومتأكدة من ده
هتفت وهى تجلس على كرسيها فى تعب
انا مبقتش متأكدة من حاجة
ورفعت رأسها اليه بينما تسند جبهتها بسبابتها وابهامها
انا لما مشيت من قدامك تخيلت انك مش هتسينى اروح ابدا تخيلت انك هتحصلنى وتنهى المهزلة دى بس ده محصلش استنيتك كتير وانت ولا حس ولا خبر كنت بمۏت وانا بسأل نفسى هوا فعلا لو بيحبنى ازاى يقدر يستحمل ابعد
انت مجربتش الوحدة مجربتش احساس انك متكونش ليك لزمة ولا وجود ولا اهمية عند حد مجرد صفر ع الشمال كل اصحابك يفتكروك وقت ما يكونو فاضيين وبعد كدة كل حد فى حياته انت مجربتش تعيش بالشهور تليفونك ميرنش بحد يطمن عليك
اقترب وامسك يدها
اسف صوفيا اسف مليون مرة
تشيح بوجهها تحاول أن تعود لهدوئها
هتف فى دفاع
مستحيل اللى بتقوليه ده يحصل صوفيا انا هتجوزك حالا وهثبتلك انى
قاطعته من جديد في صرامة
عشان مجربتش اللى مريت بيه بتقول مش هيحصل لكن انا متأكدة انه ممكن يحصل وساعتها مش هلومك بس هكون انا الخسرانة الوحيدة
كلمينى بصراحة فيه حد تانى فى حياتك
تأملته لحظات ونظرت الى الفراغ من حولها قبل ان تزدرد ريقها وتجيبه
فى يوم وقعت من طولى وكنت تعبانة وهوا كان دكتور ولحقنى فضل جنبى طول فترة مرضى وبعدها صارحنى بمشاعره ورغبته بالارتباط بيا وانا
وافقت
شعر فى تلك اللحظة بقدميه تغوصا فى الأرض فتشبث بكرسى الى جواره قبل ان تبتلعه تماما هل أخبرته عن وجود اخر
هل قالت أن حياتها قد أصبح بها غيره
هل لا يحتمل أن يبقى هذا السؤال بداخله مطلقا
مال اليها فى مرارة يلفظه بوجهها
انتى حبتيه
اشاحت بوجهها فهتف بها
هتفت بحدة مماثلة تحمل كثيرا من مرارة أيامها
الحب رفاهية مبقتش اقدر عليها الحب بهدلنى وۏجع قلبى ورمانى ونفانى الحب مغامرة اجبن بكتير من انى ادخلها انا خلاص عاوزة استقر زى باقى الناس الاحترام وحده كفاية مش ده كلامك زمان
كلماتها كانت انصال حادة مصوبة بدقة الى صميم قلبه تخبره انها وجدت الامان الذى افتقدته فيه مع اخر
زين ارجع لحياتك
اى حياة تعنيها
قد ظن انه يعود الى جنته
ظل طيلة طريقه يتخيل نعيمها وظلالها فنقلته بكلمة واحدة الى قاع الچحيم الى جهنم وبئس المصير
سمر من زمان بتحبك
اى حب تتحدث عنه
الحب لا يمكن ان يكون الا هي فالقلب قد احتكرته منذ زمن وختمته بخاتمها الخاص
حاول تحبها انت كمان وكمل حياتك معاها
حب وحياة تعيد نفس الكلمات من جديد في جملة واحدة اين وعدك ايتها الحورية
كيف تملصت من كل هذا
كيف جرؤت وسلمت قلبها لغيره
كيف ستسمح لسواه ان يحتويها ويلمسها اى عقاپ هذا ارادات الحاقه به
شعر باناملها تربت على كتفه
زين قدرنا ان اللى بينا يتحول ذكريات ومفيش حد عاقل بيعيش على الذكريات انت بقا عندك حياتك وانا كمان هيبقى عندى حياتى خلينا نعيش الجاى من غير ۏجع
بل انه يريد المۏت حړقا وغرقا وخنقا بجوارها الف مرة على ان يشعر انه لن يراها من جديد لقد كانت السلوى الوحيدة فى حياته
كافح كل شىء من اجلها
من اجل عينيها التى كانت تقف فى انتظاره تحفزه ان يسرع
رائحتها التى ظلت عالقة بانفه تخبره ان اللقاء قريب كيف كڈب كل شىء حوله ام ان حواسه قد اصابها الخلل
نهضت فى بطء وهى تنظر فى اتجاه الباب قائلة
زين زياد زمانه جاى دلوقتى عشان هنتفق على معاد كتب الكتاب هوا هيعدى عليا عشان ياخدنى
اغمض عينيه فى الم وابتسم فلم يعد له حيلة سوى أن يتظاهر بسعادته لسعادتها
اسمه زياد
ايوة مصرى اتولد وعاش فى فرنسا وهيكمل معايا الطريق اللى انت بدأته
شعر أنها ټخونه فى تلك اللحظة اراد اى دليل يبرأها فعاد يسألها بصوت متحشرج يحمل امل اخير
صوفيا انتى مكدبتيش عليا صح
تنهدت فى عمق وهى تشير برأسها تجاه بوابة الحديقة لا يا زين الحقيقة اهى قدامك ده زياد
الټفت زين خلفه ليجد شاب يماثله فى العمر وسيم ويبدو على ملامحه الجدية رسم ابتسامة بمجرد ان اقترب فقالت صوفيا وهى تشير بذراعها تجاه زين لتعرفهما بعضهما ببعض
زين يبقا اخو يوسف جوزايلينا وصديق قديم
اهكذا اصبحت علاقتهما وكل ما يربطهما هو لا يريد هذا الرابط ابدا فاما حبيبها اولا شىء نظرت الى زياد وقالت وهى توجه نظراتها لزين
زياد خطيبى
قټلته الكلمة واخفض رأسه ليخفى انفعاله بينما يده تتكور مانعا اياها من تسديد لكمة عوضا عن مصافحته فهو من سرق حبيبته
هو من اعطاها ما افتقدته فيه
تمالك نفسه على صوتها
مش هتباركلى يا زين
اذن هو الوداع الذى ليس من بعده امل
هو الوداع الذى تطلبه بنفسها وتقطع بيدها اخر شعرة تربطهما
لها ذلك
رفع رأسه فى بطء ليهنأها ويرثي روحه
مبروك صوفيا عيشى حياتك بجد المرة دى عيشى من غير ما تبصى وراكى ولا تفكرى فى اى حاجة فاتت افرحى بجد يا صوفيا انتى تستحقى ده
واكمل فى نفسه وتذكرى يا حوريتى اننى احببتك اكثر مما احببت روحى
ابتسمت في رقتها المعتادة
وانت كمان يازين افرح بجد من غير ما تبص وراك
ابتسم فى سخرية شديدة وهو ينظر الى زياد قائلا فى حزن
خلى بالك منها
ولم ينتظر اكثر من هذا فلقد اخذ ما يكفيه من الصدمة
سار بخطوات
بطيئة تسارعت تدريجيا وهو يمنع نفسه بصعوبة من الالتفات خلفه ولكن قلبه غافله فى لحظة والټفت ليروى ظمأه بنظرة قبل ان ېموت عطشا
بعدها نظر امامه من جديد وهو يهرب بخطوات اشبه بالركض لينفجر بركانه بعيدا وينعى كل احلامه پألم وهو يغلق قصة حوريته الشقراء وجنتها للأبد
ايوة يا مصطفى انا عارف يا بنى حاول تأجلها على قد ما تقدر
قالها يوسف فى
الهاتف بينما يفك رباط عنقه ويرتمى على فراشه وبعدها واصل
انا عارف ان دى تانى مرة بس حفلة مهمة زى دى مراتى لازم تكون موجودة الاسبوع الجاى بالكتير يالا سلام
اغلق المكالمة وهو يلقى بالهاتف فى عشوائية لينهض متجها الى خزانة الملابس يخرج بعضا من ملابس النوم تنهد وهو ينحرف بيده ليخرج احدى المنامات الخاصة بها ويقربها من انفه قائلا
وحشتينى اوى
تذكر مكالمتها الاخيرة له وهى تخبره ان اليومين قد امتدا لخمسة ايام لشعورها ببعض التعب وحين اخبرها انه سيترك كل شىء ليذهب اليها منعته تماما واقنعته انه مجرد ارهاق تنهد وهو يعيد منامتها الى مكانها حسنا لم يتبقى سوى اليوم لتعود صاحبة المنامة الى ذراعيه من جديد
زفر فى حيرة على ما اصبح عليه فجأة اهل هذا المنزل سفر زين المفاجىء الى باريس
حالة امه الغريبة وعلاقتها المتغيرة بابيه وهروب كل منهما من الامر حين يهم بسؤاله
ايتن تلك الصغيرة التى كبرت فجأة واختارت ان تعمل لدى حسام دون أن يدرى حقا مالذى يدور برأسها ولكن ثقته اللا متناهية فى ابن عمه ازاحت عن كاهله الكثير من القلق
لا يوجد شخص يحتفظ بهدوءه فى هذا القصر سوى علي
هذا الملاك الصغير الذى يشبه اخته الا في عنادها فهو هادىء الطباع يقضى اغلب وقته بعد الدراسة اما فى القراءة او فى العزف على العود مغرقا القصر بألحانه العذبة
بدل ثيابه وتمدد على فراشه فى ارهاق وهو ينظر الى الوسادة الى جواره حيث كانت ترقد
ابتسم من نفسه حسنا لن يعيش فيلم الوسادة الخالية طويلا
ستأتى معشوقته لتأخذ مكانها من جديد
ستأتى حاملة طفله فى احشائها
طفلا طالما تمناه منها هى وطالما اخفى رغبته تلك حرصا على مشاعرها
طالما وقف بالمرصاد لكل من حاول طرح الامر ولو من بعيد امامها
وقبل ان يسبل جفنيه لينام شعر بمن يفتح باب غرفته بهدوء
وحشتينى وحشتينى وحشتينى حبيبتى
رفع وجهها قليلا يقبل كل انش فيه قبل أن يعيدها الى أحضانه مجددا وهو يهتف
ليه حبيبتى مقولتيش عشان استناكى فى المطار و
توقف عن استرساله فى الحديث
مالك يا ايلي انتى تعبانة
نظرت لكفيه للحظات قبل أن تنتزع كفيها منهما فى عڼف وبنظرة ثابته أفلتت كلمة واحدة كادت ان تفقده وعيه
يوسف طلقني
الفصل الثالث والعشرون
تنبيه هام
الفصل ممنوع لاصحاب القلوب الضعيفة
الفصل متعب ومرهق أرهقني جدا جدا في كتابته فرجاء شخصي يا جماعة توصيف المشاعر مش بالسهولة اللي انتو متخيلينها عاوزة ردود فعلكو على الفصل ده تحسسني ان تعبي ده له لزمة بلييييز مستنية ريفيوهات مش بس تعليقات واسيبكو مع الفصل
للوهلة الأولى ظنها مزحة سخيفة منها فلوى ثغره في امتعاض
ايلينا هيا هرمونات الحمل اشتغلت ولا ايه انتى عارفة اني مش بحب الهزار السخيف ده
تأملته بنظرات ثاقبة كأنها تراه للمرة الاولى اقتربت منه في بطء تعيد جملتها في ثبات اكبر
طلقني يا يوسف
ضيق عينيه يتمعن هذا التحدى القابع فى نظراتها حابسا خلفه شلالات من الدموع يرى لمعانها بوضوح ليدرك أنها ليست مزحة تماما
انتى بتقولي ايه تطلقي !!! ليه
عضت على شفتها السفلى حتى كادت تمزقها وأجابته في هدوء قاټل
انت خمن وشوف انا عاوزة اطلق ليه تفتكر ليه يا يوسف ايه اللى يخلينى اطلبها منك ايه اللى يخلينى اقولك سيبنى وانت جزء من روحى ليه يا يوسف
اغمض عينيه بقوة لايريد ان يضع احتمال علمها بكل شىء واردا ابدا
ربما كانت نوبة من نوبات غيرتها التى لا تنتهي وسيسهل عليه احتوائها لاداعى لأن يورط نفسه ويعترف لها بحقيقة بعيدة تماما عن مرمى خيالها ولكن هى كانت فى باريس فربما
قاطع افكاره صوتها وهى تهتف فى ڠضب بينما تخلع حجابها فى عڼف
احكيلى امتى وفين قدرت تخونى
كلمتها كانت كاڼهيار صخري سقط على رأسه فجأة دون ان يحسب له حساب انعقد لسانه يريد ان يحتفظ بالأمل لاخر لحظة
اخونك!! ايه اللى بتقوليه ده
قبضت على طرحتها بكلتا يديها
هزت رأسها فى قهر
أفلتت حروفها بصعوبة تلوذ بالتماسك لاخر لحظة
فى نفس الليلة اللى سبتنى فيها بمۏت من الخۏف عليك رحتلها وخنتنى معاها
ادار ظهره لها ليخفى علامات ذهوله
اخبرته بالمكان والزمان فلم يعد هناك شك في علمها بالحقيقة
لقد علمت بكل شىء
حانت لحظة المواجهة التى لم
يستعد لها مطلقا
تحركت لتقف فى