الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه مذاق العشق المر بقلم ساره المصري

انت في الصفحة 38 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


مواجهته 
لن تسمح له بالهرب 
عليه أن يواجه ويقر بذنبه 
رجعت للي شبهك رجعت لطبعك الحقيقى اللى ياما ضحكت عليا وقولت انك غيرته 
ازدرد ريقه وهو يرفع ناظريه ببطء اليها أمسك بكتفيها فى رجاء 
ارجوكى اسمعينى قبل ما تحكمى 
انزلت كفيه فى عڼف 
اذن هو بداية الاعتراف 
لقد خاڼها 

هذا ليس كابوسا بل حقيقة تعيش مرارتها 
وضعت كفيها على اذنيها وصاحت وهى تهز رأسها فى الم 
مش عاوزة اسمع حاجة مش عاوزة الخېانة ملهاش مبرر انت مش بس خنتنى 
صړخ فى تلك
الولد ده اللى خلانى اتجوزها 
هنا توقفت الارض عن الدوران 
توقفت كل حواسها عن العمل الا عن شىء واحد الألم 
اعتراف قاس 
لم تتحمل قسۏة كل هذا 
لم تتحمل تخيله معها وهو 
حيوان ساڤل خاېن طلقنى مش قادرة اشوفك قدامى 
امسك بقبضتيها يهتف في قلق 
اهدى يا ايلينا اهدى 
صړخت به وهي تنتزعهما من قبضته 
ماتلمسنيش ابعد عنى انا بكره جسمى لانك لمسته بكره قلبى لانه دقلك بكرهك يا يوسف بكرهك 
أغمض عينيه في الم وهو يتراجع للخلف 
هعملك اللى انتى عاوزاه بس الاول اسمعينى 
شهقت في عڼف تحاول ان تلتقط بعض الهواء لتقاوم هذا الضيق الذي الم بصدرها فجأة 
الخېانة متبررش انت مفيش فايدة فيك هتفضل طول عمرك حقېر ونجس وۏسخ 
واستمرت فى سبه ولعنه بأشنع الالفاظ التى تعرفها غير معطية له اى فرصة للنطق حتى اصبح على وشك فقدان اعصابه يريدها فقط ان تسمعه 
بقولك حاولى تسمعينى 
طالعته فى حقد وازدراء لا يليق حتى بفأر اجرب 
ولا يدرى حقا كيف حدث هذا 
هل اراد اسكاتها فقط لتسمعه 
هل تلويحها بالاڼتقام منه بهذه الطريقة أذهب بعقله 
لا لن يسامح نفسه ابدا 
نظرة الى يده واخرى اليها وهي تتحسس الم صڤعته التي فجرت دموعها فجأة كأنها ابرة اخترقت بالون منتفخ من المطاط 
بكت في حرارة وهي تنظر له في قهر وخيبة امل 
لم يحتمل أكثر 
اطلع برة مش قادرة أشوفك مش قادرة 
اما هى فاڼهارت ارضا 
تمنت ان ينكر كل شىء وان يظل على انكاره للنهاية ولكنه اعترف ببساطة 
اعترف بچريمة كانت هي ضحيتها فكيف ستصدق كلمة يطلقها عن الحب بعدها 
اخذ ما حدث يجوب بذاكرتها من جديد 
الحقيقة المرة التى ساقتها الاقدار اليها صدفة 
مجرد صدفة فبعد ان اطمئنت على صوفيا دلتها احدى صديقاتها على مشفى جيد لتطمئن فيه على وضع حملها ذهبت الى هناك وبالمصادفة التقت بريان الذى كان يعمل بالمشفى بدوره حاولت ان تكون على طبيعتها حين رأته وردت تحيته فى روتينيه شديدة وقبل ان ترحل اوقفها يسألها عن احوالها 
ايلينا مبسوطة مع جوزك 
تنهدت تخبره في بساطة 
مبسوطة جدا اتمنالك السعادة انت كمان مع حد يقدرك 
تنهد بدوره فى حزن 
كنت اتمنى السعادة دى معاكى انتى ايلينا 
زفرت فى ضيق وهي تمنعه أن يأخذ الحديث الى مسار اخر 
ريان الموضوع خلص بلاش الكلام ده انا اتجوزت وبحب جوزى جدا وهوا كمان بيحبنى 
عقد ساعديه على صدره فى تهكم 
متأكدة أنه بيحبك ولا خيالك بيصورلك 
ردت في ثقة وهي ترفع رأسها كأنها تفخر بحبه لها 
طبعا متأكدة 
ابتسم وهو يشيح بوجهه 
واللى بيحبك ده ينفع يتجوز عليكي 
لم تفهم ما يرمى اليه فى البداية 
يوسف يتجوز عليا انا لا طبعا 
رد في خبث وهو يتصنع البلاهة 
ايه ده هو انتى متعرفيش 
قطبت حاجبيها في نفاذ صبر 
معرفش ايه 
هز كتفيه وهو يواصل ادعاءه للبراءة 
افتكرتك عارفة 
هتفت فى حدة وغيظ من خبثه الواضح في الحديث 
عارفة ايه يا ريان قصدك ايه 
داعب ذقنه بسبابته للحظات قبل ان يلقي قنبلته الحاړقة بهدوء مقاتل رخيص يأتي عدوه من حيث لايدري 
عارفة انه متجوز عليكى 
اخترقت الكلمة اذنيها كطلقة رصاص مدوية 
تحسست بطنها تستشعر من جنينها حب ابيه لينفي تلك التهمة الحمقاء بسهولة 
ازدردت ريقها وهى تحاول ان تستجمع كل ذرة ثقة لديها بيوسف 
كل لحظة حب عاشتها معه لتؤكد لنفسها ان ريان اما يهذى او يوقع بينهما لا اكثر 
اهتزت ابتسامة ساخرة على شفتيها تواجه بها وقاحته 
معقول مش لاقى حاجة توقع بيها بينا بتلعب لعبه اتلعبت فى مليون فيلم قبل كدة 
ريان شفتيه بعدم اكتراث كأنه يخبرها عن اخر افلام نجمه المفضل وليس عن خېانة الرجل الذي تحب 
فيلم اللى انا بقوله ده حقيقى ولو حابة تتأكدى بنفسك انا هساعدك 
ابتسم في ظفر حين لمح نظراتها المتحدية تتبدل تدريجيا الى أخرى مترقبة لما سيقوله وتابع في هدوء فاكرة جينا جينا من حوالى تلات سنين كانت بتيجى المستشفى تتابع حملها مكنتش متجوزة والموضوع ده فى باريس عادى يعنى سألتها وقتها مين ابو الطفل ورفضت تقول بس ساعة ولادتها كانت بټموت ومكنش فيه حد جنبها غيرى عشان عيلتها كانت مسافرة وقتها قالتلى ان يوسف يبقا ابو الطفل ووصتنى انه لوجرالها حاجة اكلمه واعرفه بوجوده طبعا انا مستنتش لما يجرالها حاجة كلمت يوسف وهو فى البداية مصدقش بس بعدها بحوالى شهر جه هنا وعمل دى ان ايه واتأكد انه ابنه واتجوز جينا طبعا وبقاله اهو كام سنة رايح جاى عليها 
اغمضت عينيها فى قوة حثت نفسها على التماسك لا يوسف لا يمكنه ان يفعلها حتى قبل ان يتزوجا لم يقع فى تلك المعصية ابدا لم يصل الى هذا الحد من الانحطاط كيف يصل الى هذا بعد حبهما وزواجهما وعدها انه لن يخنها او ېجرحها ابدا 
طالعت ريان في حقد قبل ان تهتف فى حدة 
انت كداب 
ابتسم ريان وكأن السبة ليست موجهة له 
انا مقدر انفعالك طبعا بس انا مش كداب لو عايزة تتأكدي انا معنديش مانع 
زفرت فى ألم 
تتأكد من ماذا 
من خېانة يوسف 
لا بل من برائته وكذب ريان 
لقد وعدته انها لن تفقد ثقتها فيه مجددا 
ولكن هى تحتاج ان تثبت لهذا الوغد انها احسنت الاختيار 
ستخرج من بين أدلته الكاذبة دليلها الواضح لبراءة حب عمرها وزوجها 
رفعت رأسها فى تحد 
ماشى يا ريان هروح معاك بس عشان أأكدلك انك غلطان 
هز كتفيه في بساطة وثقة 
وانا موافق 
اصطحبها الى منزل جينا وهناك رأت والدتها تجلس فى حديقة المنزل وهى تضع فى حجرها طفل فى الثانية من العمر تقريبا وبعد ان انتهت من اطعامه هبط من على ركبتيها ليسير بخطوات حثيثة ويلهو فى المكان نظرة واحدة من ايلينا كانت كافية لتدرك الجزء الاكبر من الحقيقة فالطفل نسخة مصغرة من يوسف ولكن لا 
ربما الوساوس هى من صورت لها هذا عليها ان تتماسك تحسست بطنها وكأنها تحاول ان تستمد من جنينها القوة 
كأنها تستدعى منه روح ابيه التى تسكن الان فى رحمها وتستمد منه ثقتها به شعرت بيد ريان تطوق ذراعها وهو يقول 
ايلينا
انتى كويسة 
هتفت فى ڠضب وهى تنتزع ذراعها من يده 
متلمسنيش خالص شوف جينا فين 
مرت دقائق كأنها قرون وعقلها تتداوله كل الاحتمالات التى تبرىء يوسف ولكن نظرة واحدة للطفل الذى كان يلهو امامها كانت كافية لدحض كل هذا 
جاءت جينا اخيرا مع ريان وهى تحمل بيدها حقيبة صغيرة 
وعلى طاولة مستديرة فى الحديقة نظرت الى ايلينا فى ارتباك بينما نظرت لها الثانية مطولا وهى تقاوم رغبتها فى الفرار من المكان والهرب من الحقيقة التى تقف على اعتابها تنحنحت لتقول بصوت حاولت جعله متماسك وهى تنظر الى الطفل بطرف عينها 
الولد ده يبقى ابن مين يا جينا 
تنهدت جينا وهى تنظر الى ريان فى لوم 
مكنش لازم اثق فيك ريان 
حاول ريان تصنع البلاهة من جديد 
انا كنت فاكرها عارفة عادى عندنا الراجل بيتجوز اتنين وتلاتة واربعة ولا ايه يا ايلينا 
تجاهلت ايلينا حتى النظر اليه وهمست وهى تغرز اظافرها فى مفرش الطاولة 
الولد يبقا ابن مين يا جينا 
مررت جينا يدها فى شعرها وردت فى تلعثم 
ادم يبقا ابن يوسف 
دققت ايلينا النظر بها للحظات قفز قلبها في صدرها ليلكم ضلوعها في قوة ينبهها أنها في واقع وعليها أن تواجهه هي ليست قيد احدى كوابيسها اللعېنة جذبت مفرش الطاولة في عڼف لتهتف في استنكار لكل شىء 
كدابة كدابة يوسف مستحيل يتجوز عليا او يخونى 
تفحصت جينا وجهها تعاين انفعالاته بدقة وبعدها القت نظرة على ريان قائلة 
اعتقد ان وجودك ملوش لزمة دلوقتى من فضلك عايزة اتكلم معاها لوحدنا 
نظر الى ايلينا التى لم تعره اهتماما وهز رأسه فى تفهم ليغادر المكان 
راقبته جينا حتى خرج من الباب وقالت وهى تشابك اصابعها 
انكارك للحقيقة مش هيفيد بحاجة يوسف مكنش عايزك تعرفى دلوقتى بس ريان غير كل حاجة كان راسملها الولد يبقى ابن يوسف تصديقك من عدمه مش هيفرق 
هزت ايلينا رأسها وهى تواصل فى اصرار لا تعرف هى نفسها من اين جاءت به 
كدابة مستحيل 
نقرت جينا بأصابعها الرفيعة على الطاولة للحظات قبل أن تفتح حقيبتها فى بطء كأنها تتلاعب بأعصاب الاخرى التي أخذت تراقبها وهى تخرج عدة اوراق وتمد يدها اليها بهم قائلة 
اعتقد ده يخليكى تصدقى ده عقد جوازى من يوسف موثق من السفارة ودى شهادة ميلاد باسم ادم يوسف البدرى 
اختطفت ايلينا الاوراق من يدها وتمعنت بها فى جنون تبحث عن اى خطأ ولكن هباءا 
الدليل القاټل لخېانة زوجها الان بين يديها 
وضعت رأسها بين كفيها تحاول استيعاب الحقيقة التى لم يعد هناك مجال للشك بها 
يوسف البدرى خاڼها 
يوسف نقض عهده لها 
يوسف سلبها الامان 
يوسف سمح لغيرها ان تشاركه اسمه 
استجمعت جل ارادتها لتحرر حروفها من مخالبهما وهى تتجنب النظر الى عينى جينا الظافرتين 
امتى حصل امتى 
اجابت جينا 
من
تلات سنين 
كيف خرجت الضحكة من ثغرها لا تدري 
هل تغير جهازها العصبي فأصبح يستقبل الصدمات على نحو مختلف 
تلات سنين وفى الاخر عرفت صدفة ازاى حملتى الأول وبعدين اتجوزتو ولا العكس بسؤالها ارادت ان تنفى عنه فخيبت الأخرى املها بردها 
الحمل الاول 
حقېر 
احقر مخلوقات الله 
زان وعاص وخائڼ 
تحاملت على نفسها ونهضت لتسمع جينا تواصل فى رجاء 
ابتسمت فى سخرية وهي تتحسس بطنها التى اخذت الالام تداهمها اسفلها نظرت الى جينا هامسة فى انهاك واضح 
هسبهولك خالص انتى وهوا شبه بعض 
شعور بالاشمئزاز ملأها فى تلك اللحظة اشمئزاز منه ومن نفسها 
كراهية له ولروحها ولقلبها الذى احبه بكل ما به من طاقة 
عادت الى منزل صوفيا فلم تجدها 
دلفت الى حجرتها وقفت امام المرآة لتتفاجىء بصورة امرأة اخرى لم تعرفها فى حياتها 
امرأة صنعتها صډمتها فى يوسف البدرى 
امراة ضعيفة حزينة منكسرة 
صورة لم تعتد رؤيتها 
اين ذهب شموخها وتحديها للزمن بكل نوائبه 
ارتمت ارضا وهى تتحسس بطنها حاولت كتم الامها بقدر استطاعتها حتى تأوهت پصرخة رغما عنها لاتدرى من اين اتاها ۏجعها من بطنها أم من تلك البرودة التي ټضرب اوصالها 
فقدته 
فقدت حلما ظلت تعيش به لسنوات 
فقدت طفلها التى طالما تمنته منه 
كان ميثاقا لحبهما فانتهى تماما مع اللحظة التى خان فيها يوسف عهده 
لقد فقدت كل شىء 
فقدت كل شىء 
علت الصړخة هذه المرة أكثر فلم يعد لديها مكانا بجسدها لا يستوطنه الألم 
اربعة ايام مرت عليه وهو يحاول ان يستوعب انها لم تعد له 
يحاول ان يتخيل انها قد حررت نفسها اخيرا من حبه لينطلق قلبها بحرية فى مضمار حب رجل اخر 
وجدت حبا غيره 
تجاوزت مشاعرها تجاهه 
ليتها اخبرته كيف فعلتها 
كيف
تمكنت من تنحيته عن كل
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 66 صفحات