الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه مذاق العشق المر بقلم ساره المصري

انت في الصفحة 36 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


ايه اسيبه يروح يتجوز الخواجاية اللى انتى كمان كنتى معترضة عليها انا جوزته بنت عمه اللى بتعشق التراب اللى بيمشي عليه كان عندي امل ان مع الوقت هيحبها 
ظن محمود انه سينفذ من ثغرة صوفيا من لوم زوجته فهو يعرف اعتراضها عليها ولكنها خذلته حين هتفت فى حزن وقهر لم يستشعره في نبرتها طيلة عشرته لها 

يعنى ابنى كان عايش السنين دى كلها قلبه مكسور ومسابهاش بمزاجه يعنى كل الحزن اللى كنت بشوفه فى عنيه كان عشانها اقسم بالله لو كنت اعرف انو مسابهاش بمزاجه لكنت جوزتهاله ڠصبا عن اى حد ولا انى اشوف فى عينيه نظرة حزن وقهر واحدة من اللى كنت بشوفها 
وهزت رأسها تواصل فى مرارة 
انت ظالم يا محمود ظلمت الكل ظلمت ابنك لما شيلته فوق طاقته وظلمت صوفيا وحتى سمر ظلمتها لما طاوعتها فى اللى كانت عايزاه وجوزتها واحد مستحيل فى يوم انه يحبها 
وابتسمت فى سخرية مشوبه بۏجع 
كنت متخيل ايه لحظة ما يعرف الحقيقة هيقولها برافو مفرطتيش فى شرفك هايلة بجد ضحكتى عليا وخدعتينى 
ومالت اليه تضيف وهي تبسط ذراعيها 
اديك خسړت كل حاجة خسړت ابنك اللى ساب شغله معاك حتى لما وزعت ثروتك على حياة عينك ابنك رفض يقرب لحاجة وقريب هيسيبلك البيت كله وقبل ده كله خسړت احترامه ليك واحترامى ليك وكل ده عشان تعمل لبنت اخوك اللى هيا عايزاه وتخلص من عقدة الذنب اللى عندك دايرة الذنب المقفولة من سنين وعمال تلف فيها واخرتها دخلت ابنك معاك جواها 
وكورت قبضتها لتواصل فى عڼف 
اخرج بقا من وهمك ده اطلع منه وكفاية تعيشنى فيه اكتر من كدة عيشت فيه سنين لوحدك لكن لحد ولادى ولا يا محمود لا والف لا 
صړخ بها هذه المرة يمنعها من فتح جراح الماضي 
كفاية بقا يا سميرة كفاية انتى عارفة انها مش مجرد عقدة ولا احساس بالذنب انا فعلا كنت السبب فى مۏت ابوهم وامهم بسبب غلطتى انا وعشان مصلحتى اتحرمو منهم العمر كله ومهما عملت مش هقدر اعوضهم 
صړخت فيه بدورها 
انت حر عايز تعيش جوة ذنبك ده انت حر لكن التمن اللى ترضى بيه ضميرك هوا ابنى لا والف لا يا محمود 
تستمر القصة أدناه 
الفصل الثاني والعشرين 
الفصل الثانى والعشرون 
نظر حسام الى خالد فى شك 
انت عايز تفهمنى انها عدت الشهر وبنجاح كمان واحسن من الاتنين التانيين 
تنهد خالد وهو يمسح وجهه يخبره في ملل 
انتى بتسألنى للمرة المليون والله العظيم اه انا هكدب عليك ليه 
نهض حسام من مقعده فى بطء 
لتكون فاكر انك بتجاملني عشان هيا
بنت عمى الشغل شغل يا خالد 
قال جملته تلك وهو يرمقه بنظرة تحذير اخيرة لاذ بعدها بالصمت لحظات يعطه فرصة للتراجع عن أقواله وحين لم يفعل رفع الأول سماعة الهاتف وطلب دخول الثلاث فتيات 
فى لحظات كن امامه 
نظر لهن فى عملية وهو يعقد ساعديه على صدره يخبرهن 
انتو التلاتة عديتو اختبارتكو بنجاح وعشان كدة هتكونو معانا 
ونظر الى كل واحدة منهن للحظة 
انسة راندا هتبقى فى الدعايا انسة ايتن هتبقى فى الحسابات اما انسة نور 
أضاف ابتسامة الى عبارته وهو يواصل متخليا عن قليل من تجهمه 
هتبقى هيا مديرة مكتبى 
للحظة كادت ايتن ان تخرج عن شعورها وتصرخ 
اشمعنا يعنى 
ولكنها عضت على شفتها بقوة حتى كادت تمزقها من الغيظ هو لم يكتفى بازاحتها بعيدا عن وجهه فقط بل القى بها فى قسم الحسابات وهو يعلم جيدا كم كانت تكره كل ما يتعلق بالرياضيات يريد تعجيزها حسنا ستقبل التحدى 
راقبت فى غيظ نور زميلتها وهى تتهادى فى مشيتها لتقترب مصافحة اياه بابتسامة بدت لها بغيضة وثقيلة الظل وباردة 
متشكرة جدا يا باشمهندس وان شاء الله اكون قدها 
زاد غيظها اكثر وكادت ان ټحطم المكتب على رأسيهما معا وهو يصافحها بابتسامة عذبة 
انا واثق انك قدها يا نور انتى مش مجرد بنت حلوة بس انتى ذكية وبتعرفى تاخدى قرار 
عقدت ايتن حاجبيها وتنحنحت حسنا ماذا هناك ايضا لتقوله ايها الوقح 
نظر حسام الى راندا بدورها يخبرها في لطف 
انتى اضافة حقيقية لقسم الدعايا يا راندا السى في بتاعك مش محتاج كلام 
ابتسمت الفتاة فى روتينيه 
شرف ليا يا فندم 
الټفت اخيرا اليها وشعر بوجودها بعد ان وزع ابتساماته على الجميع لتأتى عندها وتنفذ اذ تطلع اليها فى جديه صارمة 
انسة ايتن قسم الحسابات محتاج دقة وتركيز ياريت تكونى قدها 
زفرت فى غيظ لم تستطع اخفاؤه 
تغير بالفعل فأصبح شخصا اخر يثيرها ويستفزها الى أقصى حد 
لازالت فكرته عنها كماهى 
طفلة مستهترة وسطحية التفكير 
نعم تعترف انها كانت كذلك ولكن الأمر قد تغير تماما فمن كان لاتطيق رؤيته للحظات اصبحت تتمنى ان تكون مديرة لمكتبه لتحظى بقربه طيلة الوقت وستفعل كل ما هو ممكن وغير ممكن لتزيح نور هذه عن طريقها فنظراته لها لا تبشر بخير ابدا وهى حقا لا تعرف هل تجاوزها بالفعل كما يردد على مسامعها طيلة الفترة الماضية 
هل حبه الذى ظل يبثها اياه سنوات طفولتها ومراهقتها وشبابها من السهل ان يتلاشى بسهولة هكذا 
ام ان تلك المشاعر ترقد فى غيبوبة مؤقته بفعل الصدمة وهى فى حاجة الى صدمة اخرى لتنشط وتحرك كيانه من جديد 
ربما كان هذا الاحتمال اكثرهم ايمانا به او هى تريد ان تؤمن به فلن تتحمل ابدا قاعدة كما تدين تدان 
لن تتحمل ان تتبدل الأدوار بينهما فتهيم به هى حبا بينما هو لا يبالى 
حبا!!!! 
منذ متى أحبته ولماذا 
هل احتاجت سنوات تضاف الى عمرها ليزداد نضجها وتعي أنها أخطأت في حكمها عليه 
هل ظهور حسام الجديد بكل قوته بل قسوته من شبح حسام العاشق قد أثار مشاعرها أكثر 
ألف سؤال يطرح نفسه دون أن يجد لديها اجابة 
فقط تحتفظ باجابة واحدة على سؤال واحد لم يطرح من الأساس 
اجابة تطوي حقيقة أنها بالفعل أحبت هذا المخلوق ولا شك لديها مطلقا هذه المرة 
لايعرف حقا كيف وصل الى هنا منذ ان خرج من القصر لم يجد سوى طريقا واحدا يسلكه 
طريقا وقفت فى نهايته حوريته الجميلة بابتسامتها التى اذهبت عقله منذ اللقاء الاول 
طريقا بدا ممهدا هذه المرة فقد عاد زين الذى احبته لينبذ الاخر تماما من حياته 
كيف وصل الى المطار وكم قضى فى الطريق لا يعرف صورتها اخفت اى معالم للوقت و للمكان 
سباق كان يشعر انه يخوضه مع الزمن 
سباق تقف فى نهايته صوفيا تفتح له ذراعيها وهو يركض بكل سرعته ليرتمى بينهما للابد 
كم اشتاق لكل
شىء فيها صوتها رائحتها عينيها 
واه من عينيها 
كم عانى من اعراض انسحاب ادمانه لهما طيلة السنوات الماضية 
اعراض لا يملك لها دواء ولا يجد لها ترياق فهى السم والدواء فى الوقت ذاته 
حصل على عنوانها من ايلينا التى اخبرته
انها تتابع حملها مع احد الاطباء وستعود الى القاهرة بعد يومين 
واخيرا الان هو امام منزلها لا يفصله عنها سوى تلك البوابة الحديدية لسور المنزل الذى يحيط بالحديقة نظر من بين قضبانها وهو يحاول ان يتوازن وان يصدق ان الزمن لم يعد حاجزا بينهما وكل ما يبعده عنها هى تلك الامتار القليلة 
تنهد فى عمق وفى تردد مد اصابعه فى اتجاه الجرس وقبل ان ينقره رآها 
نعم انها هى الحورية الجميلة تتهادى على السلم الخارجى للمنزل فى تعب لتقترب من طاولة مستديرة وتجلس على كرسى قريب منها 
لم تستطع تلك الامتار السخيفة ان تخفى حزنها البادى بوضوح على وجهها 
هو ليس حزن لحظة على ۏفاة امها بل حزن سنوات تراكمت همومها بداخلها 
هموم كان له النصيب الاعظم فيها ويدرك هذا جيدا ويعرف انها ربما لاتغفر له 
هل من حقه ان يسألها ان كانت لاتزال باقية على ذلك الوعد الذى قطعاه على نفسيهما فى لحظة جنون راقبها وهى تمرر يدها فى شعرها الاشقر الناعم لتجمعه الى كتفها الايمن كعادتها القديمة 
ابتسم فى نفسه لقد اصبح شعرها اكثر طولا واصبحت بالرغم من كل شىء اجمل بكثير 
مد يده فى تردد واضح وضغط الجرس 
ضغط مطولا حتى رفعت نظرها اليه 
انتفضت من مكانها حين رأته وتسمرت للحظات دون حراك وهى تضع يدها على صدرها 
رمقته بنظرات لم يجد لها تفسير قبل ان تتحرك فى بطء لتقف امام البوابة وتهمس فى حزن 
زين 
همس فى عشق وهو ينظر الى عينيها دون ان يسبل اهدابه للحظه 
صوفيا 
امسكت بقضبان البوابة للحظات كأنها تحاول التماسك فلامس اناملها وهو يكرر بعقل غائب وقلب تائه وعيون مشتاقة 
صوفيا 
شعر ببرودة أناملها تماما كالسابق تمنى لو حجزهما تحت يده العمر كله ولكنها حركتهما لتفتح البوابة فى بطء 
وقفت أمامه للحظات قبل أن تخفض رأسها وتشير له كي يتبعها الى مائدتها المستديرة وقبل ان تصل بخطوات استدارت له فجأة 
حمد لله ع السلامة 
ابتسم وهو يمنع نفسه بصعوبة من الاقتراب منها وضمھا وتمنى لو كانت لازالت على چنونها كما فى الماضى وتولت هى هذا الامر فاقترب قائلا في شوق 
وحشتينى يا صوفيا 
ابتسمت فى حزن 
فعلا وحشتك 
رد وهو يقترب خطوة اخرى 
انتى بتسألينى فعلا 
نظرت الى الارض للحظات كأنها تحفرها بنظراتها لتستخلص من أعماقها ردا وقد كانت الاجابة بقسۏة أكثر معادنها صلابة 
الافعال دايما بتثبت ان الكلام ولا حاجة 
لمح نبرة اتهام فى صوتها فرد مسرعا 
ليكى كل الحق بس انا كنت ضايع صوفيا كنت حاسس بعجز رهيب كان لازم ارجع زين اللى حبتيه كان لازم اكسب التحدى اللى اتحديته لنفسى 
عقدت ساعديها أمام صدرها تسأله كأنها لاتهتم 
وكسبت التحدى كسبته ومفكرتش خسړت ايه قصاده 
اغمض عينيه يقاوم ألمه ليهمس فى رجاء 
صوفيا ارجوكى نس 
اوقفته بكفها 
من فضلك خلينى اتكلم طول الوقت قبل كدة وانت اللي بتتكلم وانا بسمع وبنفذ وبس انت راجع بعد تلات سنين بمنتهى البساطة تقولى انى وحشتك تلات سنين مفكرتش فيهم فيا مفكرتش حتى انا عاملة ازاى ولما ترجع ياترى فعلا هتلاقينى موجودة ولا مت تلات سنين خدو منى كتير اوى يا زين 
تنهد فى حزن وهو يقترب خطوة تمنى لو اقتحم بها داخلها ليمحو كل ما تحمله تجاهه من خيبة أمل لوح بكفيه في عجز يحاول أن يبرر حالة التيه التي عاش فيها 
وخدو منى اكتر تلات سنين وانا مبفكرش فى حد غيرك بمنع نفسى عنك لانى وقتها مكنتش انا كنت مستنى ارجع زين اللى انتى حبتيه زين اللى يقدر يحميكى وما يحسش انه عاجز قدامك كنت عاوز ارجع وانا جدير بيكى يا صوفيا 
هزت رأسها في يأس 
بعد ايه انا طول الوقت اللى فات وانا براجع كل حاجة بينا واسأل نفسى يا ترى انا صح ولا لا ياترى لما روحتلك برجلى وطلبت منك تعترف بحبك ده كان صح ولا المفروض كنت اسيبك تبدأ حياتك معاها ومكنش السبب فى چرح انسانة كلها ذنبها انها حبتك ياترى يا زين اصلا انت حبتنى ولا كنت بالنسبالك حالة حبيت تعيش فيها 
قاطعها فى

حزم يرفض انتهاكها لعشق طالما
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 66 صفحات