الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم بنوته اسمره

انت في الصفحة 9 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز


جلس عثمان بجوار أبيه على الأريكة ساهما ثم قال 
تفتكر مين اللى عمل اكده يا بوى
تنهدت عبد الرحمن وقال 
علمى علمك يا ولدى علمى علمك
ثم قال بأسى 
فجدت ابنى ياسين ومن جبله خيري الله يرحمهم التنين
الله يرحمهم
الټفت عثمان الى أبيه قائلا 
لسه مفيش أخبار عن ولاد خيري خوى الله يرحمه
قال عبد الرحمن پألم 

لا والله ياولدى آنى ما خليت شئ إلا وعميلته آني حتى مخبرش بجيله كام ولد عايش آني معرفش غير ان بنته ماټت معاه فى الحاډثة والناس جالولى انه مخلف غيرها لكن مخبرش ولاد ولا بنات عايشين ولا ميتين وين أراضيهم مخبرش
قال عثمان بحزم 
لازمن نلاجيهم ونلم لحمنا يابوى
ان شاء الله يا ولدى ان شاء الله هنلاجيهم ونجيبهم يعيشوا معانا اهنه
تقدم رجل الى مكتب سكرتيرة مراد قائلا 
أنا مندوب جمعية رسالة وعندى معاد مع الأستاذ مراد خيري
قالت له السكرتيرة 
اتفضل استريح
تقدم الرجل الى مكتب مراد الذى قام ليصافحه قائلا 
أهلا بيك اتفضل اعد
قدم الرجل الكارنيه والبطاقة الى مراد قائلا 
أنا مندوب من جمعية رسالة أولا أنا شاكر لحضرتك انك سمحتلى آخد من وقتك وآسف لو كنت هعطلك
قال له مراد 
لا أبدا اتفضل
تحدث الرجل قائلا 
جمعية رسالة لو حضرتك مسمعتش عنها دى جمعية خيرية ليها أنشطة كتير جدا اتأسست فى مصر سنة 1999 بدأت كحركة طلابيه فى كلية الهندسة وبعدين نشاطها وسع لما تم لتبرع بقطعة أرض فى فيصل وقدرنا بمجهوداتنا اننا نشهر الجمعية وحاليا لينا أكتر من 50 فرع فى جميع أنحاء الجمهورية من نشاطاتنا مساعدات الأسر الفقيرة محو الأمية خدمات للمكفوفين كفالة اليتيم رعاية الصم والبكم رعاية المعاقين ذهنيا مستوصفات خيريه
صمت قليلا ثم قال 
وتوفير كراسى متحركة وأطراف صناعية للغير القادرين
أومأ مراد برأسه فتنحنح الرجل قائلا 
يعني أنا دايما بشوف ان ميحسش بالناس دى غير
اللى مر بظروفهم وعشان
كدة جيت لحضرتك النهاردة لو تحب تساهم معانا فى مساعدة الناس دى
أومأ مراد برأسه ودون أن يتكلم أخرج دفتر شيكات من درج مكتبه وقلما أنيقا وذيل الشيك بتوقيعه وكتب مبلغا اتسعت له ابتسامة الرجل وشكره بحراره وأعطاه وصلا قائلا 
حقيقي متشكرين جدا يا أستاذ مراد وأنا كنت واثق من كرم اخلاقك
ومتشكرين مرة تانية
أومأ مراد برأسه دون كلمه استأذن الرجل وانصرف شرد مراد قليلا وعلامات الحزن على وجهه ثم
ما لبث أن عاد الى الملفات التى أمامه واندمج فى عمله
مرة أخرى
توجهت مريم مع
مى الى منزلها استقبلتها والدتها بترحاب شديد 
ازيك يا مريم أخبارك ايه
ابتسمت مريم قائله 
الحمد لله يا طنط ازى حضرتك
بخير يا مريم الحمد لله
ثم التفتت الى مى قائله 
يلا خدى صحبتك على أوضتك عمال ما أجهزلكوا الغدا
قالت مريم بحرج 
معلش يا طنط تعبت حضرتك
ابتسمت والدة مى وقالت 
لا يا حبيبتى أبدا مفيش تعب ولا حاجه
دخلت الفتاتان الى الغرفة قالت مي 
فكى الطرحة مټخافيش بابا مش بييجي دلوقتى
أومأت مريم برأسها اقتربت منها مى وجلست بجوارها على السرير قائله 
حالك مش عاجبنى يا مريم
حاولت مريم رسم ابتسامة على شفتيها قائله 
ليه مالى ما أنا كويسه أهو
نظرت اليها مى بحزن وقالت 
لحد امتى هتفضلى عايشة لوحدك كده كده غلط عليكي يا مريم لا بتشوفى حد ولا بتتكلمى مع حد أنا مش عارفه ازاى طايقه تعيشي فى البيت لوحدك
ظهرت سحابة حزن فى عينيها وقالت 
أعمل ايه قدرى كده
قالت مى بحماس 
ما هو انتى لو تفكيها شوية يعني أشرف كان شكله باين عليه انه عايز
قاطعتها مريم پحده 
تانى يا مى مش قولتلك مش عايزة أتكلم فى موضوع أشرف ده
قالت مى بحزم 
يعني حضرتك ناوية تعيشي طول العمر لوحدك يعني
قالت مى بأسى 
ياريت أموت وأرتاح
ليه كده يا مريم ليه بتقولى كده
قالت والعبرات فى عينيها 
تعرفى يا مى دى أكتر حاجه بتمناها او تعتبر الحاجة الوحيدة اللى بتمناها انى أموت وأرتاح أنا عايشة ليه أصلا
تنهدت مى قائله 
استغفرى ربنا يا مريم انتى متعرفيش الخير فين
تمتمت بصوت خاڤت 
أستغفر الله مش قصدى بس ساعات بيطلع منى كلام ڠصب عنى
ابتسكت بضعف قائله 
بس متخفيش عليا أنا كويسة كويسة أوى وبعدين خلاص أنا أخدت على الوحدة يعني لما بكون لوحدى فى البيت مش بكون مضايقة خلاص أنا اتعودت على كده
قالت ذلك ثم شردت راقبتها مى ثم أخرجتها من شرودها قائله 
انتى ليه سبتى حملة شركة المقاولات
تنهدت مريم بحدة وكأنها لا تريد أن تتذكر ما حدث لكنها قصت على مى ما دار بينها وبين خالد بالأمس هتفت مى قائله 
ده انسان مش محترم وقليل الذوق ازاى يقولك كده
قالت بأسى 
أهو ده اللى حصل كل ده عشان بقوله ازاى تمسك ايدي كده
التفتت الى مى وقالت پغضب
كان ماسكنى من دراعى فى وسط الشارع عادى ولا أكن فى حاجه غلط بيعملها لا والبشمهندس كان عايزنى أركب عربيته ونعد فى مكان نتكلم فى الشغل حاجه هم صحيح
سيبك منه وأحسن انك سبتى الحملة بتاعته بلاش حړقة ډم الواحد مش ناقص الأشكال دى كمان
مرضتش طبعا أقول لأستاذ عماد على اللى حصل اتحرجت جدا أقوله الكلام اللى قالهولى وهو بصراحة كان ذوق أوى ووافق على طول انى أبدل مع سهى الحملة اللى هى مسكاها
ابتسمت مى قائله 
عماد طول عمره ذوق ومحترم
قالت مريم بسرعة 
جدا محترم جدا من الرجالة القليين اللى تقابليهم فى حياتك وتحسى فعلا انهم ناس محترمة كفاية انه مش بيرضى يعمل حاجات غلط فى شغله رغم انه ممكن يكسب أضعاف أضعاف ما بيكسب لكنه مانع تماما صور
البنات على التصاميم أو صورة أى حاجة حرام وبيرضاش يعمل حملات دعائية لأى مكان فيه رقص أو خمړة أو أى حاجة حرام بجد ربنا يباركله
قالت مى بخبث 
فينه ييجى يسمع الكلام اللى بيتقال عنه
نظرت اليها مريم پحده قائله 
مى مفيش داعى للكلام ده انتى فاهمة انى بتكلم عادى ومش فى نيتى حاجه
هتفت مى قائله 
ماهو المصېبة ان مفيش فى نيتك
حاجه نفسي مرة أشوفلك نيه مش كويسة
ضحكت مريم قائله 
انتى فظيعه على فكرة
أنا فظيعة أمال انتى تبقى ايه أنا مش عارفه مستحملاكى ليه
ابتسمت مريم 
عشان صحبتى وبتحبينى وعارفه ان أنا كمان بحبك أوى
بادلتها مى الابتسام قائله 
ماشى يا ستى غلبتيني المرة دى
ثم نهضت قائله 
أما أشوف الحجة دى اتأخرت فى الأكل كده ليه
توجهت مى الى المطبخ لمساعدة والدتها وقالت لها 
متحرمش منك يا ماما
ابتسمت أمها قائله 
ده مش عشانك ده عشان مريم
ربنا يكرمك انك سمعتى كلامى ووافقتى نعزمها
قالت أمها بحزن 
دى بنت غلبانه ربنا يصلح حالها والله قلبي بيتقطع عليها ربنا يرزقها بإبن الحلال اللى يعوضها
ثم التفتت الى مى قائله 
هى لسه عايشة لوحدها
قالت مى 
أيوة هتعيش مع مين يعني ملهاش حد تعيش معاه
ولا حتى أهل أبوها أو أهل أمها يعني ملهاش أعمام خيلان خالات
لأ ملهاش حد خالص أهل مامتها ميتين ومامتها كانت البنت الوحيدة ليهم وأهل باباها مش عايشين هنا
قالت أمها بسرعة 
طيب يلا شيلي الأكل معايا نحطه على السفرة اتأخرنا فى الغدا أوى وعندنا ضيفه ميصحش
التف ثلاثتهم حول طاولة الطعام قالت والدة مى 
مريم حبيبتى كلى مبتاكليش ليه
ابتسمت لها مريم بخجل قائله 
باكل يا طنط
هتفت الأم 
ده أكل عصافير يا بنتى كلى كويس يا
حبيبتى ولا مكسوفة انتى زى مى بنتى
لأ أبدا يا طنط مش مكسوفة بس أنا أكلى كده
لا يا حبيبتى كده مينفعش
 

10 

انت في الصفحة 9 من 83 صفحات