الخميس 26 ديسمبر 2024

حافية على الهاوية بقلم سما سيد

انت في الصفحة 16 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


العيل يكسل وميتحركش كتير
طأطأ مصطفى رأسة بإنكسار ولم يعلق
ظل إياد طوال اليوم يتملكة هاجس القلق والريبة
فهو يشعر بآن منى تكرة آيات لانها فازت بمصطفى زوجا لها
وانها تخفى شعورها هذا خلف رداء الصداقة التى تزعمها
نعود ثانيتا الى شقة مصطفى بدر العطار
نظرت آيات الى منى مندهشة من تصرفاتها وهى تراها تجمع
آثاث الشقة الى زاوية جانبية وتقوم بحمل المنسوجات الارضية وتضعها

منتصبة على الحائط فتحدثت آيات قائلة انتى برضوا
مصرة يا منى انك تمسحى الشقة
منى وهى منهمكة بعملها ايوة طبعا اومال اية لازم نخلى الشقة زى الفل
آيات بخفوت بس انا منفضاها ومسحاها امبارح والله ملوش داعى
كل اللى انتى بتعملية دة كدا هتتعبى نفسك ع الفاضى والشقة نضيفة
منى بلا مبالاة وهى تستكمل عملها لاء ازاى بقى دى الشقة فيها تراب
والتراب غلط ع النونو وكمان انتى عايزة مصطفى يقول عليكى
انك بقيتى كسلية بعد الحمل ولا اية
لاء انتى لازم تكونى نشيطة وتنضفى شقتك اول بأول وتمسحيها كل يوم
ومټخافيش ع الحمل وانا هبقى اطلع اساعدك
وبعد ان غمرت منى حجرة الصالون بالماء والصابون
دفعت حالها الى الارض متصنعة بأن قدميها قد خذلتها وانزلقت
ومن ثم تحججت بأن قدميها قد حدث بها إلتواء ولم
تعد تقوى على استكمال عملها
وبدت مستاءة وظلت تعتذر الى آيات لانها ستتركها تستكمل العمل عنها
وهى بهذة الحالة مع بداية الحمل
فطمأنتها آيات بأن لا بأس وانها بخير وبأنها سوف تستكمل عنها كل شئ
بقيت منى جالسة لا تفعل اى شئ سوى إطلاق الاوامر
وظلت آيات تتتبعها بسذاجة وبراءة
اخفت ضغينتها وتوارت خلف ابتسامتها المزيفة
وهى تشاهدها تعمل بجهد فتمتمت بخفوت قائلة بحنق 
ايوة كدا تمام اظن بعد هدة حيلك دى الحمل هينزل
ونرتاح بقى من الموضوع دة
اللى لاكان ع الخاطر ولا كان ف الحسبان
استغلت منى انهماك آيات بتجفيف المياة فغادرت الى الشرفة
لكى يتسنى اليها البحث عن المكتوب الذى سردت آيات عليها محتواة والتى
شاهدتها خلسة وهى تخفية عن الانظار بأحدى اصيصات الزرع
وتحججت اليها بأنها ستتركها تعمل بحرية
حتى انهت آيات عملها على اكمل وجة
وجففت المياء الغزيرة التى كانت تملآ الحجرة
شرعت آيات تحمل الاثاث بمفردها وتعيد ترتيبة كما كان
ومنى منهكة بعملها الجرثومى تبحث عن المكتوب على مضض
وهى تهمهم بخفوت 
ودتية فين بس دوختينى الاهى يدوخك ياشيخة
حكمة راقت لى
لا تحاول ان تكون كتاب مفتوح لكل من يقترب منك 
حتى لا تكون يوما فريسه لكل
من أراد أن يلتهمك
داخل شقة بدر العطار
فى ذلك الوقت كان إياد داخل حجرتة يرتب هندامة
الذى سيرتدية صباح الغد بأول يوم عمل بشركة ديكور الحوائط المنزلية
فسمع اصوات جلبة لاثاث يتحرك اعلى يصدر من خلال شقة شقيقة
فغادر حجرتة فوجد والدتة تجلس بحجرة المعيشة تشاهد التلفاز
فأقترب اليها قائلا امى اية الاصوات دى هما بيعملوا اية فوق
رقية بقلق مش عارفة ياابنى انا بعتلهم ملك من شوية
قالتلى انهم بينفضوا الشقة وبيمسحوها
إياد بأندهاش شديد اية هى مچنونة ولا اية مش خاېفة ع الحمل
رقية بصوت خفيض لاء ياحبيبى معقول آيات اللى بتكون بتنضف
وبتجر العفش كدا لاء طبعا دى اكيد منى هى اللى بتعمل
كل حاجة وآيات مرات اخوك قاعدة مرتاحة
ماهم اصحاب ومش معقول منى هتسيبها تتعب نفسها كدا
امى انا طالعلهم هكذا تحدث إياد بإندفاع
فتحدثت رقية بقلق قائلة لية ياابنى هو فية اية
إياد وهو يمضى مغادرا مفيش بس عايز اطمئن على حاجة
صعد إياد الدرج المؤدى الى شقة شقيقة بخطوات واسعة
اطرق عدة طرقات على باب الشقة فأتاة
صوتها المنهك يقول ايوة مين
فشعر إياد بصوتها المنهك اللاهث فتحدث قائلا 
انا إياد يا مرات اخويا ممكن تفتحى من فضلك
خفق قلبها ضعف خفقاتة اللاهثة
هاجس القلق والريبة بدآو يدقان ناقوس الخطړ بداخل قلبها
فسألت مترددة بتلعثم ايوة بس عايز حاجة
إياد بخفوت من فضلك افتحى ثوانى
شعرت آيات بتلبك امعائها فستأذنتة لثوان هرولت تجلب نقابها
تحجب بة وجهها ومن ثم فتحت الباب فوجدتة
يقف بمنتصف الدرج المؤدى الى اسفل
فتحدثت آيات بإضطراب قائلة خير هو فية حاجة ماما رقية كويسة
شعر إياد بأستياء وهو يستمع الى صوت تنفسها المضطرب
وبمحض الصدفة لفت
نظرة جلد يدها المنكمش من كثرة تواجد بالمياه
فبدى توجسة بالوضوح وتيقن بأنها هى لا غيرها من كان يصنع تلك الجلبة
فتحدث على مضض قائلا امى قلقت عليكى وعايزة تطمن
علشان كدا بعتتنى عندك
ارتسمت علامات الاستفهام على محياها التى
يتوارى خلف نقابها
وقالت بصوت خفيض لية هو فية اية انا كويسة ومفيش حاجة
إياد متسائلا انتى كنتى بتمسحى الشقة مش كدا
آيات بتلقائية ايوة انا
ضم شفتية وأومأ براسة ايجابا ومن ثم تحدث قائلا 
اممممم وانتى اللى كنتى بتنقلى العفش وتحركية
آيات بخفوت وخجل انا اسفة لو كان الصوت ازعجك بس انا خلاص خلصت
تحدث إياد بأمتعاض شعرت بة آيات بنبرة صوتة قائلا 
اومال الست منى هانم بتعمل اية وازاى تسيبك
تعملى شغل البيت لوحدك وهى عارفة ان دة غلط ع الحوامل
ابتسمت آيات بسخرية من خلف نقابها وهى تتمتم بداخلها اة حامل
فرفع إياد بصرة اليها وتحدث على مضض قائلا 
اومال هى فين مش شايفها يعنى
آيات بخفوت واقفة بالبلكونة لحد ما اخلص
ضحك إياد بأستخفاف قائلا لا والله كتر خيرها وسيباكى انتى
لوحدك تشيلى العفش التقيل وتنقلى وتسحبى وتمسحى
آيات مدافعة لا استنى متظلمهاش هى اللى
كانت بتنضف الاول بس رجليها اتزحلقت ووقعت ع الارض
ومقدرتش تقف عليها وانا اللى كملت بدالها
وسابتنى ودخلت البلكونة لانها كانت قاعدة ع الكراسى
اللى كنت بنقلها لمكانها فسابتنى علشان تخلينى اكمل براحتى
إياد بحنق لو سمحتى ادخلى ناديلها
فأنصاعت آيات الى رغبتة وذهبت بأتجاة الشرفة
شعرت منى بقدومها فتوقفت عن البحث ورتبت المكان
حيث كان وهى تهمهم ييييي مش واقتك كنتى
استنى شوية خلاص مبقاش فاضل الا اصيصين
واكيد الجواب موجود بواحد فيهم
فدلفت آيات اليها وقالت لها بأن إياد ينتظرها بالخارج
فأندهشت منى لذلك سارت بأتجاة آيات بخطى ثابتة
عكس ما كانت تدعى من قبل فكانت تسير بترنح لكى تجعل آيات تصدق
انها تعانى من إلتواء بكاحلها والان فيبدوا انها قد تناست هذة الكذبة
وبدأت تسير معتدلة كما وكأنها لم يصيبها اى شئ
وعندما رأها إياد امامة ظل يوبخها لانها تركت
زوجة شقيقة وهى بتلك الحالة تفعل
كل هذا المجهود التى بذلتة بمفردها
نظرت آيات الية بغموض من انفعالة
فصدمت منى من نبرتة وحاولت الدفاع عن حالها
وظلت تدعى بأن كاحلها إلتوى آسفلها فلم
تخيل علية اكاذيبها وإدعائاتها
ومن ثم استأذنت منى بالرحيل فرمقها آياد وهى تهبط الدرج
بمنتهى الطبيعية فأين هى اصابتها الان
لم تنتبة آيات الى خطوات منى نظرا لطيبتها وسذاجتها المفرطة
فهمهم إياد بصوت خفيض انا عارف نيتك يا منى
بس مش هسمحلك ابدا انك تعملى اى حاجة تنكدى بيها عليهم
وڠصب عنك وعن اى حد الحمل هيتم
وابن اخويا هينور بيتنا بعد كام شهر
داخل شقة مصطفى بدر العطار
فى صباح يوم ما دلف مصطفى الى حجرة نومها يبحث عن ساعتة
فشعرت بة آيات وافاقت من نومها 
فقالت الية بخفوت صباح الخير
تحدث مصطفى بإقتضاب دون النظر بإتجاهها صباح النور
ومن ثم اسطرد متسائلا مشفتيش الساعة بتاعتى الجديدة
عمال ادور عليها من بدرى ومش لاقيها
نهضت آيات عن فراشها مسرعة وهى تقول 
استنى انا شيلهالك بالدرج اللى ف الدولاب
لم تنتبة انها ترتدى ملابس النوم الحريرية الناعمة
وظلت تبحت عن الساعة الذى يبحث عنها زوجها
فنظر اليها مصطفى وبدأ صدرة يعلو ويهبط بشدة
فتحدث بحنق وهو يمضى مغادرا الحجرة خلاص مش مهم
فتحدثت آيات بلهفة استنى اهى انا لقتهالك
اقبلت الية تعطية إياها فجذبها من بين اناملها بشدة وڠضب
فنظرت الية آيات غير مستوعبة ڠضبة فقالت اية يا مصطفى فى اية
تحدث مصطفى وهو ينظر اليها بإزدراء من منبت شعرها الى اخمص قدميها 
اية اللى انتى لبساة دة
نظرت آيات الى جسدها وما ترتدية وقالت اية يامصطفى قميص
مصطفى بحنق ولية لبساة
اندهشت آيات من تسائلاتة فقالت الله واية يعنى الجو حر
وانا ف شقتى وجوا اوضتى يبقى لية مكنش براحتى
فتحدث مصطفى بصرامة قائلا القرف دة مش عايز اشوفك لبساة تانى
آيات بأندهاش شديد اية قرف انا لابسة قرف
مصطفى بإمتعاض ايوة قرف واسمعى الكلام من غير مناهدة
مش عايز اشوفك لابسة لبس زى دة تانى وحضرى نفسك تروحى
تقعدى عند مامتك كام يوم
آيات بعدم استيعاب اية اروح عند ماما اقعد عندها طب لية
مصطفى بنفاذ صبر بقولك اسمعى الكلام انا عايز اقعد
لوحدى شوية ومش عايز اشوفك أدامى
اطلقت آيات العنان لكلماتها المرتجفة تخرج من بين شفتيها
والخۏف والرهبة تسرى بداخل شرايينها وتحدثت قائلة 
لية كدا بس انا عملت اية ماانا بنامف اوضة لوحدى
وانت ف اوضة لوحدك وعمرى ما ضايقتك ولو كان على لبسى
فحاضر مش هلبس قمصان تانى وهنام ببچامات ولا حتى جلاليب
بس خلينى هنا انا مش عايزة اروح اعيش مع جوز ماما الله يخليك
مصطفى بإصرار بقولك اسمعى الكلام ومتناهديش معايا
آيات بحزن عميق تخلل بقوة الى روحها المعذبة طب انا عملت اية
ضايقك منى موضوع الحمل وانا سكت ووافقت
اننا بعد كام شهر هنقولهم انى اجهضت وربنا يسامحنى
ويغفرلى لانى هكدب
ومن ثم ازدردت لعابها المرير قائلة بإستجداء مستعطفة مشاعرة 
مش دا كان طلبك يا مصطفى وادينى بسمع كلامك اهو وكل
اللى بتؤمرنى بية بنفذة وبقول حاضر
نظر اليها مصطفى نظرة انكسار ولكنة تمالك من حالة قائلا 
لاء هتمشى يعنى هتمشى وتستنى هناك لحد ما اجى اخدك
ومن ثم مضى بطريقة تاركا آيات خلفة
شعرت وكأن قلبها سوف يهوى ارضا وتتوقف دقاتة 
رمت بثقل جسدها على فراشها الكئيب غمرت وجهها
بوسادتها التى بللتها بدموعها الحارة الاليمة
واحزان قلبها تتفاقم وروحها قد زهقت بلا رحمة
فقررت ان تذهب الى والدتة وتقص عليها بعضا من الحقيقة المؤلمة
فهذة السيدة العطوف دوما كانت تغمرها بحنانها وكانت دوما محض
اعتناء من الجميع
البارت الثانى عشر 
ذكريات الماضى وكل حياتى
داخل شقة بدر العطار
توجة إياد الى باب الشقة ليغادر الى عملة
ففوجئ بآيات تقف على مقربتا من باب شقتهم
فالقى عليها الصباح ومن ثم مضى مغادرا الى عملة الجديد
فاليوم هو اول يوم لدية بوظيفتة بإحدى شركات الديكور
ولم ينتبه الى سيل الدموع الذى قد بلل نقابها القاتم
دلفت الى الداخل فوجدت رقية ترفع الاطباق الفارغة عن الطاولة
فرحبت بآيات بشدة لكونها منذ شهر لم تزورهم بشقتهم
فهكذا كانت رغبتهم لكى يؤمنوا لها راحتها وحريتها بداخل شقتها
فتحدثت رقية مبتسمة اة لو كنتى قربتى 5 دقايق كنتى
لحقتى الفطار بس ولا يهمك انا هحضرلك الفطار حالا
ونقعد بقى انا وانتى ونرغى سوا على الاقل تسلينى بدل
ماانا قاعدة لوحدى عمك بدر نزل ع القهوة
وإياد الله يوفقة يارب راح الشغل وملك نايمة ف اوضتها
ماما رقية مصطفى طردنى
هكذا تحدثت آيات قبل ان تجهش بالبكاء العصيب
فتركت رقية ما بيدها وتحدثت بإندهاش شديد 
اية مصطفى طردك طب لية لية وازاى يعمل كدا
ظلت آيات تبكى وتبكى دون توقف
فأقتربت رقية اليها ورفعت عنها نقابها
الذى يتوارى خلفة وجهها الشاحب المحتقن وعينيها
المتورمة من كثرة البكاء
لفتها بذراعيها وهى تربت على كتفها قائلة اهدى بس يا حبيبتى
متعمليش ف نفسك كدا دا مش كويس علشان الجنين
ابتعدت آيات عن احضانها وقد قررت ذلك
فور مغادرة مصطفى وبعد
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 70 صفحات