رواية يا كل كلي
إلى الحاج محمد يترقب إجابته فتحدث بنبرة صارمة
روح لحال سبيلك يا ابني أنا معنديش بنات للجواز
بس إنت كده تبقي بتظلمني أنا وجنة يا عمي ذنبنا
________________________________________
إيه ندفع تمن غلطة حصلت لجدود جدودنا وفات عليها سنين أي عدل يقول إننا ندفن حبنا وننسى أحلامنا وكل واحد مننا يتجبر يتجوز حد هو مش حاسس بيه ولا عاوزه... وبمجرد نطقه بتلك الكلمات أشعل الڼار بقلب كل من محمد وولده الذي هب واقفا ليمسك محمود من تلابيب جلبابه ليهتف بقوة غاضبة وعينين تطلق شزرا
برعونة تحدث محمود بما أغضب قلب كلاهما أكثر
وإيه االعيب في اننا نكون معجبين ببعض وعاوزين نتجوز يا عليده لا عيب ولا حرام
هتف محمد بأعلى صوته بعدما فك وثاق تلابيب محمود من قبضة نجله بصعوبة
العيب بذات نفسه هو اللي إنت بتقوله يا ابن التهامية يظهر إن الحاج عبدالله قصر في ربايتك ومعلمكش الأصول
وليه الغلط ده بس يا عمي
هتف علي بنبرة ټهديدية
الغلط لسة هتشوفه لو ممشتش من هنا حالا
تطلع محمود إلى محمد بنظرات عاتبة ثم تحرك ليغادر فأوقفه صوت الأخر الحاد ليستدير
اسمع يا ابنيالكلام اللي اتقال منك من شوية بخصوص جنة بنتي لو هلفطت بيه قدام حد هطير فيه رقاب
إطمن يا حاج محمد مش أنا اللي أشهر بأي بنتفمابالك بإنسانة اتمنيت في يوم إن إسمي يرتبط باسمها
واستطرد بنبرة فخورة
أنا مهما كان ابن الحاج عبدالله التهامي واعرف في الأصول كويس حتى لو حضرتك مش شايف كده
نطق كلماته وغادر المكان وعلى الفور تحرك محمد عائدا هو وولده إلى المنزل ولجا للداخل وجد زوجته تخرج من المطبخ فسألها عن جنة أخبرته بأنها بالاعلى فنظر لأعلى الدرج ليهتف بكل صوته مناديا
إقتربت سامية من وقوفه وتحدثت متسائلة
فيه إيه يا حاج عاوز إيه من جنة
رمقها بنظرة تطلق شزرا وهتف متهكما
الوقت تعرفي يا ست سامية ياللي نايمة على ودانك وسايبة بنتك واخدة راحة راحتها
أتت جنة وتحدثت وهي تنزل من أعلى الدرج
خير يا بابا
وقبل أن يجيبها محمد أسرع علي إليها صاعدا الدرج ليقبض بكفه على ذراعها ويسحبها للأسفل بطريقة عڼيفة جعلتها تصاب بالهلع لتصرخ وهي تتحدث
مالك ومال اختك يا ابني
الوقت تعرفي بمصايب بنتك المحترمة...كلمات حادة نطق بها علي لتشهق جنة وتتأوه جراء قبضة شقيقها العڼيفةأوقفها شقيقها لتقابل والدها الذي تحدث بنظرات غاضبة
إيه اللي بينك وبين ابن عبدالله التهامي يخليه يتجرأ وييجي يطلب إيدك مني
جحظت عينيها وشعرت بروحها تكاد تنسحب منها ليهتف شقيقها بحدة بعدما شعر باڼهيار روحها جراء مفاجأتها بالحديث
تلبكت وتحدثت بارتباك
مفيش أي حاجة بيني وبينه يا بابا
كذابة...نطقها علي وهو يصفعها بقوة ليهتف الأب ناهرا نجله
عليإنت اټجننت بټضرب أختك وقدامي
احتضنت سامية نجلتها التي دفنت وجهها داخل تجويف عنق والدتها وبدأت دموعها بالإنهمار ليتحدث علي مبررا فعلته
ڠصب عني يا حاج الكلام اللي سمعته من ابن التهامية خلى دمي يفور ويطلع على نفوخي
سألته سامية باستغراب
سمعت إيه من ابن الزفت ده وإيه دخل اختك في كلامه!
صاح علي پغضب
الكلام ده تسألي بنتك عليه بنتك اللي هتفضحنا على أخر الزمن
ليهتف محمد موجها حديث إلى ابنته
انطقي يا بنتي ايه اللي يخلي ابن التهامية يجي يطلب ايدك مني ويقعد يقول حب واحلام ومسخرة!
رفعت سامية رأس ابنتها لتسألها بتعجب
ماتردي يا بنتي على كلام أبوك
نظرت لوالدتها وبشهقات متقطعة تحدثت بمراوغة لكي تنأى بحالها من بطش والدها
وشقيقها
مفيش حاجه يا ماما كل اللي حصل إنه جالي عند الجامعة وقال لي انه ناوي يتقدم لي وطلب يعرف رأيي
وقولتي له إيه... سؤالا حاد نطق به محمد لتجيبه جنة بمراوغة
قولت له اني مليش رأي وإن الرأي الأول والأخير لبابا
هتف محمد بحدة
وإيه اللي يخليك تقفي تتكلمي معاه مسبتهوش ومشيتي ليه
وعلى حين غرة رن هاتفها فارتبكت وشعر شقيقتها بريبتها فخطڤ منها الهاتف ونظر بشاشته لتجحظ عينيه.
يتبع.
بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
نوفيلا
يا كل كلي
بقلمي روز أمين
الفصل الرابع
شعرت بأنفاسها تنقطع وتكاد أن تزهق روحها وهي تتابع علي ينظر بشاشة هاتفها جحظت عينيه وهو يري نقش اسم محمود عبدالله ليهتف متسائلا بعد أن جذبها من خصلات شعرها واحكم قبضته
رقم ابن عبدالله التهامي بيعمل إيه على تليفونك!
إنطقي يا بت بدل ما أقتلك
إنتهى من سؤاله ليقوم بصفعها بقوة جعلتها تصرخ متأوهةهرولت سامية لتحتضن نجلتها وتبعدها عن شقيقها الذي نهرها مجددا بسؤال غاضب
إنطقي يا فاج رة
أجابته بمراوغة ونبرة متقطعة جراء شهقاتها المتعالية
هو اللي اداهولي يوم ما
جالي عند الجامعةقالي إنه هيكلم بابا وحابب يبلغني بموافقته بنفسه
جذب محمد الهاتف من يد نجله وأخرج الخط وقام بكسره ثم ألقى بعدة الهاتف بعرض الحائط لتنزل متهشمةنظر لزوجته وتحدث بلهجة حادة
دخلي بنتك أوضتها ومن النهاردة ملهاش طلوع من عتبة البيت ولا حتى للكلية
نظرت إليه وأردفت بنبرة حزينة
إلا الجامعة يا بابا أرجوك إلا الجامعة
إحمدي ربنا إني راجل بعرف ربنا وبخاف منه وإلا كان هيبقى لي معاكي تصرف تاني... كلمات صارمة نطق بها محمد بصوت غاضب وعينين تطلق شزرا ليقترب منها شقيقها ويتحدث بحدة
إنت لسة ليك عين تتكلمي
أمسك ذراعها وكاد أن يصفعها مرة أخرى لولا صوت والده الذي صدح من خلفه ليهتف ناهرا إياه بعدما رق قلبه على صغيرته المدللة
خلاص يا علي
ليستكمل وهو يرمق صغيرته كي يشعرها بمدى قبح ما فعلت
وإنت قولت لك ادخلي أوضتك ومش عاوز أشوف خلقتك قدامي تاني
هرولت بدموعها لتختفي خلف باب غرفتها لتحكم غلقه وتسرع إلى الفراش لتلقي بجسدها المنهك فوقه ولتطلق بعدها العنان لدموعها الحزينة بالخارج هتف محمد موجها حديثه إلى زوجته بطريقة غليظة
خلي بالك من بنتك يا ست البيت ومن النهاردة مشوفش رجلها تخطي برة البيت تاني مفهوم
على الفور أجابته
حاضر يا أخويا بس بالله عليك تهدي حالك ليجرى لك حاجة
رمقها بنظرة مشټعلة وتحرك عائدا إلى الخارج مرة أخرى نظر لها نجلها ليهتف لائما والدته
شوفتي أخرة دلعك لبنتك يا ماماياما قولت لك خلي بالك منها وشدي عليها
كفاية تقطيم يا عليأنا مش ناقصة يا ابني...جملة نطقتها سامية بانهاك روحي ليتحدث علي باستسلام قبل أن ينصرف إلى الخارج ليلحق بأبيه
أنا عارف إنك مش متحملة كلام ومع ذلك لازم أفكرك إن إنت اللي استهونتي في تربيتك مع الهانم لحد ما اتجرأت ووقفت تتكلم مع شاب غريب ومش أي شاب ده من العيلة اللي كان جدهم السبب في مۏت جدي
قال كلماته وانصرف إلى الخارج وعلى الفور هرولت سامية إلى ابنتها وما أن أغلقت الباب خلفها حتى صاحت پقهر
عملتي إيه يا مقصوفة الرقبة وإيه اللي بينك وبين ابن عفاف إنطقي
رفعت رأسها لتتطلع ببنيتيها إلى والدتها وتحدثت بضعف شطر قلب سامية
حتي انت كمان هتيجي عليا يا ماما
وبرغم دموعها التي شقت ص درها لنصفين إلا أنها اقتربت منها وقامت بجذبها من ذراعها لتهتف بحدة
إتعدلي كدة ويلا انطقي بكل اللي حصلوإوعي تحاولي تكذبي عليا زي ما عملتي مع أبوك وأخوك
نظرت بعيناي والدتها فتيقنت أنها كاشفة ما بداخل روحها ولذا قررت الإعتراف بالحقيقة لتتحدث باستسلام
أنا هحكي لك على كل حاجة يا ماما
أخذت نفسا عميقا للإستعداد وبدأت تقص عليها ما حدثوبعدما انتهت من السرد نظرت لها سامية وتحدثت لائمة
إيه اللي عملتيه في نفسك ده يا جنة بقى يوم ما قلبك يدقيسيب كل شباب العيلة والبلد كلها ومن بين زمايلك واللي اتقدموا لك ويختار ده!
وهو كان بإيدي يا ماما...نطقتها بدموعها المټألمة مما جعل قلب والدتها يلين ويحزن لأجلها وتحركت لتاخذها بداخل أحضانها رفعت رأسها لتتطلع على والدتها وتحدثت بعينين راجيتين
كلمي بابا يا ماما وأترجيه ميحرمنيش من الجامعةأنا ممكن أموت لو سيبت جامعتي
تنهدت سامية ونظرت لها لتتحدث بهدوء
متقلقيشعلى ما ييجي ميعاد الدراسة هتكون الحكاية هديت شوية وساعتها هكلمه وأتحايل عليه
ثم استطردت بطمأنينة
وإحمدي ربنا إنك في أجازة أخر السنة وإلا كانت هتبقى مصېبة.
هاتف محمد الانصاري عبدالله التهامي وقص عليه ما بدر من نجله ثم قام باخباره عن ڠضب شقيقها الأكبر وقام بتحذيره إن لم يبعد نجله عن ابنته سوف يطلق العنان لڠضب علي وشقيقاه ليلحق بمحمود وحينها سيصبح الكل خاسر وما أشعل قلب محمد أن حكاية عشق إبنة الأنصاري وابن التهامية قد أشيعت بالقرية وبات الجميع يعلم بها بل ويتغنى بتمسك الفتى بغرامهوبدوره وعده عبدالله بأن يفعل كل ما بوسعه لابعاد ابنه عنها لغلق الافواه ذهب عبدالله إلى منزله وقام بتوبيخ ولده ونبه عليه أن يزيل من تفكيره ويعدل عن فكرة زواجه من ابنة الأنصاري وألا يعود لفتحه أبدا
لم يستمع محمود لنصيحة والده وحاول مرارا أن يهاتف جنة وفي كل مرة يجد هاتفها مغلقا حتى يأس وتيقن من أن والدها سحب منها الهاتفمرت شهور الأجازة سريعا وقبل بداية السنة الدراسية ضغط عبدالله على ولده وطلب منه بأن يقوم بخطبة إبنة لواء كي يضمن عدم تعرض نجله لجنة ويثبت حسن نيته أمام العهد الذي قطعه على نفسه أمام الأنصاري ولينأى بالعائلتين من بحر الډم اء الذي كان حتما سيمتليء بدماء الأبرياء
عودة للحاضر
فاق محمود من شروده ليخرج تنهيدة حارة من صدره أسند ظهره على التخت لينتبه حين أعلن هاتفه عن وصول مكالمة هاتفية ليرفع هاتفه وينظر بشاشته فابتسم بهدوء حين رأي نقش اسم صديقه المقرب سامح الذي تحدث بمجرد ضغط محمود فوق زر الإجابة
نايم يا حضرة