الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية يا كل كلي

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

بسم الله ولا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
نوفيلا
يا كل كلي 
بقلمي روز أمين
وسؤالا دوما يراودنيكيف حال من فارقواأمازالت تراودهم تلك الافكار ذاتها إين هي الأن مشاعرهم! رسائلهم!لحظاتهم الخاصة أمازالت تسكنهم أم أنها تاهت وأنتست بزحمة الفراق. 
بقلمي
روز أمين 
الفصل الاول 

بإحدي قري محافظة الغربيةداخل منزل هيأة أثاثه تتسم بالفخامة وتوحي بأن ساكنيه ينتمون إلي الطبقة فوق المتوسطة 
جالسة هي فوق فراشها تبكى وتنتحب حظها العسر بمرارة وحړقة قلب وهي تودع قصة عشقها التي تغنى بها جميع اصدقائهما المقربين وبعضا من أهالي القرية العالمون بقصتهما لسنواتلتنتهي بلحظات وكأنها لم تكن موجودة بالأساسارتفع رنين هاتفهانظرت بشاشته وجدت نقش اسم صديقتها والتي كانت إحدى الشهود على تلك القصةضغطت زر الإجابة لتجيب بدموعها التي تقطع أنياط القلب 
شفتي محمود عمل فيا إيه يا هالة محمود دب حني پسكينة تلمة
تنهدت صديقتها بحزن ثم تحدثت بنبرة مستنكرة 
أنا مصدقتش الكلام اللي سمعته في البلد غير لما اتصلت ب حسام وأتاكدت منه إن خبر الخطوبة صحيح
ارتفع صوت بكائها لتسترسل هالة في محاولة منها لإيجاد عذر لمحمود تطمئن به قلب صديقتها المفتور 
حسام قالي إن محمود عمل كدة ڠصب عنه أنا كمان شايفة إنه معذور يا جنة
إستمعت لدقات تعتلي باب غرفتها الخاصةفأنهت المكالمة سريعا وعلى عجالة قامت بتجفيف دموعها قبل أن تدخل إليها تلك السيدة الخمسينية تتطلع إلى غاليتها بقلب حزينا مټألما لأجلهاهى تعلم جيدا ما تشعر به من ألام تمزق داخلها وتبعثر كل كيانهاولكن ما بيدها لتفعله كي تعيد لصغيرتها بسمة وجهها وسعادة قلبها اللتان تركاها منذ ما حدث قبل عدة شهور
جلست ساميةقبالة إبنتها الشابة البالغة من العمر الثانية وعشرون عاما لتتنهد بأسى ثم لتتحدث بعينين لائمتين 
انتى بتعيطى ليه الوقت
واسترسلت لتذكيرها مؤنبتا إياها كي تعي على حالها وتستفق
هو مش خلاص سابك وراح خطب واحدة تانيةإنسيه وخرجيه من دماغك إنت كمان ووافقي على العريس اللي خالك جايبهولك لا هو عمره كان ليك ولا انت هتبقي في يوم ليه وإنت وهو كنتوا عارفين الكلام ده من الأول
ثم استطردت تذكرها بما يفرق العائلتين ويجعل أي تقارب بينهما يكاد يكون مستحيلا
إنت عارفة من الأول المشاكل اللى بين العيلتين وأن مستحيل يحصل بينهم نسب ومع ذلك سيبتي نفسك ومشيتي ورا الخيبان قلبك وأديكي شايفة وصلك لأيهأهو سابك وراح خطب وقراية فتحتهم النهاردة
ثم أكملت بنبرة تحمل الكثير من الألم
ريحي نفسك بقي وريحني معاكى يا جنة
كانت تستمع إلي والدتها بقلب بتمزق ألما علي حالتها وما أوت إليه قصة غرامها الكبيرتساؤلا مستاء كان يطرحه دوما عقلها.. لما رزقها الله وغرس بداخل قلبها عشق ذاك الفتي بدلا عن غيرهشهقت بدموعها لتتحدث بنبرة تقطع نياط القلب
أنا عارفة الكلام دا كويس يا مامابس ڠصب عنى
تنهيدة حارة خرجت من صدر سامية التي تحدثت بصرامة كي تجبر صغيرتها علي النهوض وعدم الإستسلام لتلك الحالة المزرية 
طيب قومى خدي لك دش يفوقك
واسترسلت بإعلام 
أختك إتصلت وقالت إنها جاية فى الطريق مع جوزهاأهى تبات معاكى النهاردة وتحاول تفرفشك شوية.
أومأت لها وبعد خروج والدتها ارتمت فوق وسادتها تبكى بحرقه وهى تتذكر أنه الآن فى حفل خطبته مع إحداهنبعد أن حلما معا وخططا لحياتهما القادمة تركها بمنتصف الطريق خانعا مستسلما وذهب لخطبة غيرها وأستكمال حياته بصحبة أخري تاركا إياها لتواجه مصيرها المعتم بدونهكم شعرت بدونيته وبغبائها
دخلت اختها الكبرى البالغة من العمر الخامسة والعشرون وتدعي ليلىمتزوجة ولديها طفل يبلغ من العمر ثلاث سنواتتسكن مع زوجها فى محافظة القاهرة الكبرى 
حبيبتى

________________________________________
يا جنةعاملة إية
تعالى وحشتينى...نطقتها جنة باشتياق وهي تفتح ذراعيها لاستقبال شقيقتها نظرا لحبها الشديد لها وتوافقهما بالأراء والأفكارارتمت داخل أحضان اختها وأجهشت پبكاء مرير ادمى قلب شقيقتهاربتت ليلى علي ظهر شقيقتها وباتت تمسح بيدها عليه كي تحثها على السكون ثم تحدثت بتنبيه 
إهدى يا جنةوبلاش اللى بتعمليه دابابا لو شافك كدا هيفهم ولا علي علي لو حس بحاجة هيطربق الدنيا على دماغنا
خرجت من داخل أحضانها لتتحدث پهستيريا وعدم استيعاب لما يحدث 
مش قادرة اتخيل إزاي هكمل حياتى من غيره يا ليلىمش قادرة حتى اتخيل انه قاعد معاها الوقت وبكل سهولة قدر يستغنى عني ويسيبني
واستطردت وهي تهز رأسها پجنون وعدم استيعاب
يا تري بيقول لها إيهبيبص لها إزاي فرحان ولا الموضوع بالنسبة له عادىفاكرنى ولا خلاص نسينى وأعتبرني صفحة قلبها وهيكمل حياته بعدهاأنا ھموت مش قادرةمعقولة بعد كل الحب دا النهاية تكون كدا!
هزت رأسها باستنكار لتسترسل پتألم ظهر بين بنبرة صوتها 
دى البلد كلها كانت شاهدة علي قصة حبنا وعشقنا لبعضدا كان بيبكى لو في يوم تعبت يا ليلىفجأة كدة يبعد عني ومرة واحدة يسبنى وبعدها اسمع من الناس إنه خطب!
كانت تشاهد إنهيار شقيقتها الصغري بقلب ېتمزق ألما عليهااردفت تعقيبا علي حديثها 
وهو كان هيعمل إيه أكتر من اللي
 


عمله يا جنةماهو بعت لبابا هو وأهله علشان ييجي يخطبكوبابا رفض مع المرسال حتى ما أدهوش فرصة ييجي هو وأهله ويتكلمواوإنت علي أخد منك التليفون وكسره.
هتفت بنبرة حادة رافضة
يقوم يستسلم من أول جولة ويروح يخطب!
واستطردت پتألم ظهر بين بعيناها ونبرة صوتها 
ده أنا قلت له إني عمرى ماهكون غير ليكقولت له مستحيل إسمي يرتبط بإسم حد غيرك
تنهدت تلك التي تتوجع لاجلها ثم تحدثت للتخفيف عنها
معلش ياقلبىقومى اتوضى وصلى الظهر وسبيها على ربنا
ونعم بالله...جملة مهمومة نطقت بها جنة قبل أن تنصاع لرأي شقيقتها وتذهب إلى الحمام لتتوضأ إستعدادا للصلاة
فى الجهة الأخرى من نفس القريةكان محمود البالغ من العمر الخامسة والعشرونيجلس مع اسرته يتبادلون فيما بينهم التهانى والمباركات فرحا بخطبة غاليهم وذلك بعدما عادوا من منزل والد العروس بعد إتمام الخطبة وقراءة الفاتحة
إقتربت عليه الأم وتحدثت بوجه سعيد
مبروك يا حودةألف مبروك يا حضرة الظابط
تطلع عليها بنظرة حزينة منكسرة كحال قلبه البالي ليتحدث ساخرا بإلتياع
مبروك عليك إنت يا مامامش اخترتى العروسة اللي علي مزاجك
هتفتعفاف بنبرة حماسية 
عروسه زي القمر وأبوها عميد في الشرطة قد الدنيا وهينفعك فى شغلكهعوز لإبني إيه أكثر من كدة
واستطردت بعتاب حاد
وبعدين إنت زعلان ليه! ما أنت عملت اللي عليك واتقدمت للبنت اللي كنت عايزها ورفضوك حتى قبل ماتروح ولا يسمعوكوقلوا مننا قدام البلد كلها واخوها كان هيضربك
عبست ملامحها لتستطرد بنبرة تحمل الكثير من الاستياء 
هو أبوك قليل في البلد علشان إبنه يترفض بالطريقة دي يا محمود 
ده أنت ابن الحاجعبدالله التهاميعلى سن ورمح
هز رأسه مقتنعا بكلام والدته ثم تحرك صوب غرفتهولج إليها ثم إرتمي بجسده فوق تخته باهمال ونفخ بقوة ليخرج لهيب صدره المحترقبات يتذكر أول لقاء جمعه بها قبل سبعة أعوام من الأن عندما كان طالبا بالصف الثالث الثانوي
فلااااااش باك 
قبل سبعة أعوام من حاضرنا الأن
داخل المدرسة الثانوية المشتركة بالبلدة المجاورة وفي أول يوما دراسيا بالعام الجديد يقف محمود الطالب بالصف الثالث الثانوي ومجموعة من أصدقائهسامح صديقه المقرب والاخر يدعي ذكريا المسيريوالذي كان يغار بشدة من محمود لكونه محبوبا من أصدقائه والمدرسين ولانه وسيما للغاية ولذا تعجب به كل من تراه من الفتيات المثيرات 
وأثناء حديثهم وضحكاتهم لفت إنتباه جميعهم

________________________________________
ولوج فتاة جميلة للغاية وجمالها يكمن في جمال روحها التي طغت فوق ملامحها فجعلت منها جميلة حد الفتنةكانت تمتلك عينين عسليتين ذات رموش كثيفة جذبت بها معظم الحضورأما عن شفتاها فكانت كنزة باللون الوردي المشهي لناظرهمتوسطة الطول 
إرتبك بوقفته حين رأها تهل عليه كاقمرا منيرا بليلة إكتمالههتف ذكريا بعيناي منبهرة 
أوبااااإيه الصاروخ الأرض جو اللي إقتحم المدرسة ده
نظر عليها وتحدث هو الاخر بانبهار ظهر بين داخل زرقاويتاه 
مين البنت دي يا شبابأنا اول مرة أشوفها
أردف سامح وهو يتطلع عليها بتمعن 
شكلها مستجدة لأن أنا كمان أول مرة أشوفها في المدرسة.
إبتسم محمود وتحدث بمداعبة لاصدقائه 
شكلها كدة هتبقي سنة فل علينا إن شاء الله
ضحك الشباب باستهزاء في حين تحركت وهي تحتضن حقيبة كتبها وتقربها من صدرهاباتت تتجول بعينيها باحثة عن أحدا تعرفهإقترب منها ذكريا ووقف يقابلها ليتحدث بوقاحة
القمر أول سنة ليه في مدرستناصح
رمقته بنظرة محتقرة قبل أن تنطلق بطريقها مما جعل محمود وأمجد يطلقان ضحكاتهم الساخرة حتي بات كلاهما أن يقع أرضا من شدة قهقهاتهما المتهكمة عليه مما جعل داخله يستشيط ڠضبا
دارت بعينيها مستكملة في البحث إلى أن استقرت بمقلتيها على مجموعة من صديقاتها بالصف الثالث الإعدادي يقتربن عليها مرحبين بتهليلإبتسمت بشدة وكأنها وجدت ضالتها وباتت الفتيات يتبادلن السلامات والترحاب ببعضهن البعض 
نظر عليها بإعجاب ومنذ ذاك الحين وهو يراقب تحركاتها بالمدرسةوبيوم من الأيام وبعد مرور حوالي ثلاثة اسابيع علي بداية الدراسةخرج من بوابة المدرسة ووقف ينتظر قدوم سيارة أجرة جماعية كي توصله إلي قريته حيث تبتعد عن القرية المتواجد بها المدرسة بثلاث قريإشتدت سعادته حين وجدها تقف بجواره تشير إلي إحدي السيارات وبعدما توقفت نطقت باسم قريته لتعلم السائق إذا كان باستطاعته إصطحابها أم لا
أعلمها السائق بموافقته فاستقلت بالمقعد المجاور للشباك ليجاورها هو الجلوس وتلاه بعض الطلبة حتى اكتمل عدد العربةإبتعدت عنه لتلتصق بالشباك وقامت بوضع حقيبتها كفاصل بينهما تجنبا للتلامسأعجبه تصرفها للغاية ليتحمحم متحدثا إليها باستفسار
هو إنت من كفر هلال
تطلعت عليه بجبين مقطب ولم ترد فاسترسل مفسرا بهدوء
أنا مش قصدي أعاكس واللهأنا بس إستغربت لما لقيتك بتقولي للسواق علي بلدي وانا أول مرة أشوفك
واستطرد بإبانة
على فكرةأنا معاكي في المدرسةفي تالتة ثانوي السنة دي
وأخيرا قررت الخروج عن صمتها لتنطق بنبرة تهكمية دون النظر إليه 
طب مش تذاكر علشان تجيب مجموع بدل ما أنت مقضيها فرجة علي البنات إنت والأتنين أصحابك الرخمين اللي دايما واقف معاهم
إتسعت عينيه بعدم استيعاب لحديثها الذي جعله يطير فرحاليهتف بضحكة سعيدة اظهرت كم إبتهاجه 
ده أنت عارفاني ومركزة معايا بقي
إشتدت وجنتها توهجا من شدة
 

انت في الصفحة 1 من 15 صفحات