رواية يا كل كلي
قادر أتخيل حياتي من غيرها حط نفسك مكاني
هتف عبدالله بجمود
أنا لو مكانك هخلع قلبي وأحطه تحت جزمتي وأفعصه تحتها يا حضرة الظابط ولا إني أولع البلد كلها في بعضها
بعبرات ظهرت بعيناه نطق بصوت مخټنق
وأنا لو قادر أعمل كدة هاجي لك وأطلب مساعدتك ليه!
واستطرد شارحا
أنا مش صغير يا باباأنا عارف وفاهم كويس المشاكل اللي بين العيلتينبس مش بإيدي
بكلامك ده يبقي مش عارف حاجة يا بيهإحنا بينا تار ودم فاهم يعني إيه ډم يا محمود
واستطرد بعيناي مرتجفة وقلب حزين
اللي بينا ډم ما صدقنا ردمنا عليه وقفلنا على الموضوع وإنت بعملتك السودة دي جاي وعاوز تفتحه من جديدإنسي يا ابني الطريق ده مش هيجيب خير لحد ده بحر ډم مقفول وإنت بإيدك عاوز تفتحه وټغرق بيه البلد كلها
ده غير إن ابوها مستحيل يوافق
بأمل ظهر بين داخل مقلتاه هتف بنبرة حماسية
أنا هقنعههروح له وأقنعه إن أنا وجنة بنحب بعض واكيد قلبه هيحن على بنته وهيوافق
إنت باين عليك مش هتسكت إلا لما تجيب لنا مصېبة لحد عندنا...كلمات نطق بها بصوت غاضب ليسترسل بصياح متهكم سمع به جميع من بالمنزل
عاوز تروح للراجل اللي جدك الكبير متهم پقتل جده وتقول له أنا مستغفلك وماشي مع بنتك من وراك وعاوزك تجوزها لي!
يا بابا حاول تفهمني أنا حبيتها والحب ملوش كبير
إقتحمت عفاف باب الغرفة عندما إستمعت لصياح زوجها وتوبيخه لنجلها ليلحق بها شقيقه الأكبر والأصغرلتتساءل هي بنبرة مرتجفة
مالك يا عبدالله كفانا الشړصوتك عالي ليه يا اخويا!
إسألي إبنك اللي هيموتني ناقص عمر من عمايله...نطقها بصياح جعلها تتنقل بنظرها بين كلاهما بعدم استيعاب
إهدى يا حاج علشان صحتك وفهمنا بالراحة إيه اللي عمله محمود وزعلك منه قوي كدة
إقتربت عفاف من ولدها وربتت علي ظهره بحنان مما جعل داخل عبدالله يستشيط ويهتف بإبانة
أهدى إزاي وحضرة الظابط العاقل عاوزني أروح أخطب له بنت محمد الانصاري.
أكيد إنت فهمت الكلام غلط يا حاجمحمود أعقل من إنه يورطنا معاه التوريطة السودة دي
واستطردت وهي تنظر إلى نجلها لتسأله بهزة من رأسها مستنكرة
نظر له عبدالله بتمعن منتظرا رده على والدته فأخذ الأخر نفسا عميقا لاستعادة هدوئه وتحدث شارحا
كلام الحاج مظبوط يا ماما
تبقى
________________________________________
اټجننت وعاوز اللي يرجعك لعقلك يا ابن الحاج عبدالله...هكذا صاحت عفاف بنظرات لائمة بجانب كلماتها اللازعة ليهتف هو بنبرة جادة
اټجننت علشان عاوز اتجوز البنت اللي قلبي مال لها
هتف شقيقه الأكبر معاتبا إياه
وانت من وسط كل بنات البلد والدنيا بحالها محليش في عينيك غير بنت محمد الأنصاري ورايح تحبها يا محمود!
بات يتنقل النظر بين جميعهم متعجبا ليتحدث باستهجان
هو أنتوا ليه محسسني إن القلوب دي بادينا وإن باشارة مني أقدر أخلي قلبي يحب ويكره ويبعد على كيفه !
هتف عبدالله بصوت غاضب بعدما فاض به من أفعال نجله الغير مسؤلة
قلبك ده إيه اللي بتتكلم عنه يا أبو قلبما تفوق من وهمك يا حضرة الظابط وتبص حواليكقلبك اللي بتتكلم عنه ده وخاېف عليه هيكون السبب في خړاب البلد كلهاالڼار اللي الحكومة وكبرات المركز طفوها من زمان جاي حتة عيل زيك ينفخ فيها من جديد علشان يولع في الكل
شمل والده بنظرات لائمة وسكن قلبه ألم عميق جراء عدم شعور والده بقلبه العاشق والذي لا يضع لكل ما قيل قيمة ولا حسبانفي حين صاحت عفاف بنبرة مړتعبة على نجلها
الموضوع مش بالسهولة زي ما أنت فاكر يا ابنيلو خاېف على أبوك وأخواتك تقفل الموضوع ده وتردم عليهعلشان خاطري يا ابني تسمع كلام أبوك
بنبرة مرتبكة تحدث شقيقه الأوسط ماجد خشية ڠضبة والده عليه
طب ما نحاول علشان خاطر محمود يا باباأبعت للحاج محمد واطلب منه إيد بنته لمحمود وشوف
واسترسل متفائلا
مش يمكن الراجل يكون حابب يقفل صفحة الماضي ويوافق علشان يفتح صفحة جديدة بين العيلتين.
رمق عبدالله نجله بنظرات تقليلية ليتحدث ساخرا
يا خيبتك القوية في كل ولادك يا عبدالله طب حضرة الظابط عنده عذره في إنه يلغي مخه وميفكرش بيه لكن إنت إيه عذرك يا حضرة المحاسب ياللي المفروض بتحسبها بالورقة والقلم
ارتبك ماجد من حدة والده حيث وصلت حد التوبيخ ليستكمل الوالد بنبرة حازمة قاصدا بحديثه محمود
وإنت يا حضرة الظابط موضوع بنت محمد الأنصاري ده تنساه وتشيله من راسك
واسترسل بنبرة تحذيرية صارمة بعدما رأي بوادر خروج كلمات إعتراضية يستعد نجله التفوه بها
وإلا قسما
بالله هتشوف مني وش عمرك ما شفته وهتتعامل معاملة ما اتعاملتش بيها حتى وإنت عيل مفعص بالمريلة
فرق نظراته البائسة على الجميع قبل أن ينصرف إلى الخارج كالإعصارأخرجت عفاف تنهيدة حارة تنم عن مدى ألمها لاجل حزن صغيرهاجلس عبدالله فوق طرف الفراش ثم زفر بضيق لينطق موجها حديثه لولده الأكبر
روح ورا أخوك يا صلاح وحاول تهديه وتنصحه بالمعروفوقول له يسيبه من البت دي خالص
ليسترسل بنبرة إنهزامية تدل على مدى ارتيابه على فلذات أكباده الثلاث
أنا راجل كبرت ومش حمل ۏجع القلب ده يا ابني
تحدث صلاح بطاعة وهو يستعد للخروج من الغرفة
حاضر يا حاج أنا هتكلم معاه ومش هسيبه إلا وهو
________________________________________
شايل الموضوع ده من تفكيره نهائي بس إنت حاول تهدى علشان صحتك
انتهى من كلماته ليتحرك سريعا خلف شقيقه ليشير عبدالله لنجله الأصغر بأن يتبع شقيقاه وبالفعل خرج فتنهدت عفاف وتحركت لتجاور زوجها الجلوس ثم وضعت كفها فوق خاصته وتحدثت وهي تربت عليه
هدي نفسك علشان السكر ما يعلاش عليك يا عبدالله
واستطردت بطمأنة
إخواته مش هيسبوه إلا لما يقتنع ويسيبه من بنت محمد الأنصاري خالص
هز رأسه باستسلام لتنهض هي من جواره متحدثه
هروح أعمل لك كباية ليمون تروق لك دمك
نطقتها وانصرفت للخارج تاركة إياه داخل دوامة رعبه على نجله المتهور والذي أثبت له عدم مسؤليته وتفكيره الغير مسؤل
خرج صلاح من غرفة والداه وجد زوجته وزوجة شقيقه جالستان في البهو فسأل زوجته سريعا
فين محمود يا منى
أشارت بكف يدها للأعلى
كنت شيفاه طالع فوق السطوح وأنا نازلة من شقتي
ثم وقفت لتلحق بزوجها الذي اتجه نحو الدرج سريعا وتحدثت وهي تجذبه من ذراعه
هو فيه إيه يا صلاح خالي كان بيزعق ليه
التف لينظر لإبنة عمته وعشق طفولته ليتحدث على عجالة
بعدينبعدين هحكي لك يا منى
صعد للأعلى وتبعه ماجد إلى أن وصلا إلى السطوح ليجدا شقيقهما يجوب المكان ذهابا وإيابا بعصبية مفرطةاقترب عليه ماجد ليحاوط كتفه باحتواء ثم تحدث
إهدى يا محمود وحاول تفكر بعقلك في الموضوع
ليكمل حديثه صلاح قائلا بتوجيه
اسمع كلام أبوك وشيل البنت دي من دماغك واقصر الشړ يا حضرة الظابط
بنبرة شديدة الحدة هتف مأنبا كلاهما
انتوا ليه محدش فيكم قادر يفهمنيأنا بحبها يا ناسبحبها وبنيت عليها كل أحلامي ومش هقدر أكمل حياتي من غيرها
تنهد صلاح قبل أن ينطق بنبرة هادئة
محدش بېموت من الحب يا محمود بكرة تنساها وتكمل حياتك من غيرها
رمق شقيقه بنظرة متعجبة ليهف مستنكرا
إيه يا اخي الأنانية اللي إنت فيها دي ولما انت جامد وعاقل أوي كدة ليه مانسيتش منى وحاربت ماما وقتها لما كانت رافضة جوازك منها وعوزاك تتجوز عزة بنت خالك!
استاء صلاح من حدة شقيقه الأصغر معه لكنه تمالك حاله وتحدث بابانة
الوضع كان يختلف وقتها يا حضرة الظابط فيه فرق كبير بين قصتي أنا ومنى وبين حكايتك مع بنت محمد الأنصاري
واستطرد شارحا
أنا حاربت علشان اتجوز بنت عمتي اللى كانت العقبة الوحيدة لجوازنا هي إن أمي وعمتي مبيحبوش بعض
ليكمل موضحا الفرق
لكن سيادتك رايح تختار واحدة بينا وبينهم تاريعني لو اخواتها الرجالة عرفوا بالموضوع هتبقى مصېبة ومش بعيد واحد منهم يتجنن ويقتلك
كان يستمع لحديث شقيقه وكل ذرة بجسده تنتفض ڠضبا ليتحدث ماجد بنبرة هادئة مؤكدا على كلام شقيقه
أخوك عنده حق يا محمود إحنا خايفين عليك
نفض يد شقيقه عنه ليهتف بنبرة حادة وهو يرفع كفاه بصرامة
ممكن تسيبوني لوحدي وتتفضلوا تنزلوا أظن كدة عملتوا اللي عليكم واللي أمركم بيه الحج عبدالله.
نظرا الشقيقان كلاهما للأخر وتنهدا بيأس وتحركا لينسحبا
للأسفل تاركين ذاك الذي كاد أن ېصرخ بأعلى صوت له لكي يخرج ما بصدره من غيظ وألم وحزن أصابوهاستمع لرنين هاتفه الخلوي فمد يده بجيب بنطاله واخرجه لينظر بشاشته التي وما أن رأي نقش اسم حبيبته به حتي شعر بالاختناق وقلة حيلتهبما سيجيبها الأن هل سيعترف لها بالحقيقة ويصيب قلبها بالألم أم سيحتفظ بما حدث بقلبه لكي لا يؤلم قلبها ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
هذا ما سنتعرف إليه في الفصل القادم
يتبع.
بسم الله ولا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
نوفيلا
يا كل كلي
بقلمي روز أمين
الفصل الثالث
ظل ينظر بشاشة هاتفه بحيرة حتى انتهى الإتصالفزفر بضيق لينظر سريعا إلى الهاتف حيث صدح صوت رنينه من جديد ليقرر الرد على تلك المرتابة التي وما أن ضغط زر الإجابة حتى تساءلت متلهفة
مبتردش عليا ليه يا محمود
رد عليها قائلا بمراوغة
معلش يا حبيبي كنت باخد شاور والفون كان بعيد عني
قطبت جبينها وسألته متعجبة
شاور! هو أنت مش المفروض كنت قاعد مع بباك وبتفاتحه في موضوعنا!
أغمض عينيه وسحب شعر رأسه للخلف پعنف وضيق ثم أخذ نفسا عميقا لاستعادة هدوئه وتحدث بابانة كاذبة
أنا فعلا قولت لك كدة بس لما نزلت علشان افاتحه في موضوع خطوبتنا