رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
البوابه
وماله نستناه
ومرت ساعه وهي واقفه الي ان تأففت ونظرات إلى البوابه التي اغلقها الحارس لتبقي هي بالخارج وأطرقت على البوابه بقوه
ليخرج لها الحارس وهو يحمل كوب شاي يرتشف منه
ما قولنا تعالي وقت تاني
فحدقت به بنظرات غاضبه
عدي ساعه والبيه بتاعكم لسا نايم لاء وسع بقي كده
ليخرج في تلك اللحظه جاسم بسيارته وعندما وجدها تقف وتنفض يديها
اوقف سيارته وهبط منها بملامح جامده
قولت مش هتنازل عن القضية وياريت تتفضلي
فطالعته بنظرات محتقنه
أنت إنسان معندكش ډم ولا ذوق
ليقترب منها بقسۏة وكاد ان يجذبها من ذراعها فهتفت بضعف لأول مره يراه فيها
وتابعت برجاء
بس انا كنت بدافع عن الحق وحكاية أخوك ومرام أنتهت
فأبتسم ساخرا
انتي لعبتي معايا كتير من غير ماتحسي
وألتف بجسده نحو سيارته
تنازلي عني القضيه بشرط تنفذيه كل حاجه تنتهي
ثم تابع ببرود وهو يفتح باب سيارته
الفصل الخامس
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
طرقت علي الأرض بقوه وهي تعض على شفتيها پقهر فقد وضعها بين خيارين وأصبح هو الأن من يلعب بها
وقبضت علي يدها پغضب حتي ظهرت عروقها وطيف سيارته يختفي من أمامها
لتلتف نحو بوابة الفيلا فتجدها قد غلقت فور انصرافه
فتحت باب الشقه بأرهاق وهي تسترقي السمع
فيبدو ان لديهم ضيف وتقدمت بخطي ثقيله نحو الداخل لتجد ورد تجلس مع أكرم شقيقهما
وقبل ان يشعروا بوجودها أخذت تطالع وجه شقيقتها المبتسم وهي تحادث أكرم الذي يماثلها في العمر
تخيلت لو كانت علاقتها بأشقائها طبيعيه ولكن زوجة أبيها هي من بعدتهم عنهم
وزفرت أنفاسها بفتور ليرفع كل من أكرم و ورد عيناهم نحوها
لينهض أكرم متسائلا بأمل
ان تكون قد توصلت لحلا ولكن علامات وجهها كانت لا توحي بالخير
رفض مش كده
وجلس علي مقعده ثانية يهتف بضعف
ضيع مستقبله وضيعنا معاه
وتابع وهو يضع وجهه بين راحتي كفيه
اه سرق عشان يصرف فلوسه علي شرب المخډرات والستات
كانت مهرة تقف تسمعه بوجه جامد دلع وأموال كثيره وهي وشقيقتها يصارعوا من أجل ان يعيشوا فقط
وتنهدت بأرهاق أثقل كتفيها وسمعت صوت شقيقتها الراجي
أعملي حاجه ليه يامهرة عشان خاطري
وأتبعها أكرم بتوسل
كرم مش وحش يامهرة صدقيني حب ماما لينا الزايد هو اللي ضيعه
لتنظر لهم مهرة طويلا قبل ان تتحرك ببطئ نحو غرفتها وهي تفكر هل تذهب إليه وتسمع شروطه ام تتخلي عن شقيقها كما تخلي عنهم أبيهم
وقف ياسر غير مصدقا لما يقصه عليه جاسم ما حدث في الصبح
يعني هتتنازل عن القضيه بشرط أنك تشغلها هنا سنه كامله تذلها فيها
فأبتسم جاسم بجمود وهو يبعد أنظاره عن حاسوبه
مسمهاش أذلها بس هعلمها ازاي تقف قصادي بداية من حكاية كريم ومرام وټهديدها ليا لحد يوم الحفله واللي عملته وخسارتي لعضويه المنظمه
ليطالع ياسر جاسم قليلا وهو يتنهد
جاسم انا مش متأكد ان هي السبب في المعلومات اللي وصلت للصحافه
ثم حك فروة رأسه
انا شوفتها اه مع الصحفي ده بس معرفش ايه علاقتهم ببعض
ليسترخي جاسم بجسده وهو يدور بكرسي مكتبه بظفر
مش مهم لأن خلاص أخدت قراري
ليتسأل ياسر بعد ان علم ان لا رجوع فيما اتأخذه
طب وهتشغلها ايه هنا احنا مش محتاجين محامين
فضحك جاسم وهو يتوقف بكرسيه عن الدوران
اشغلها محاميه ده انا هخليها تنسي المهنه ديه
ثم تابع ببرود
هتشتغل كل حاجه هتكون زي اللبيسه اللي بتكون للفنانين
فأبتسم ياسر وكتم صوت ضحكته
مسمهاش لبيسه دلوقتي بقي أسمها مساعده شخصيه او مديرة أعماله
فحرك جاسم شفتيه ساخرا
المسميات النضيفه ديه لناس التانيه النضيفه
ثم تابع پقسوه
اما ديه لاء
لتتسع عين ياسر بدهشه
انت پتكرها كده ليه ياجاسم أحنا من ساعه ماعرفنا بعض مشوفتكش پتكره حد كده
وتابع بتشتت
أنت حتى يوم ماعرفت مني بلقائها بالصحفي اللي عمل هجوم عليك سيبتها ومفكرتش تعمل ليها حاجه
فحدق به جاسم للحظات فهو بالفعل لم يفكر قط بأذيتها ولكنها هي من تأتي اليه بقدميها وكأنها تريد أن تذكره دوما بأحداهن كانت شعلة من التمرد والقوه مثلها تمام
كانت زميلته بالجامعه أحبها بشده خاصة لطباعها الصبيانيه وملابسها التي تشبه ملابس مهرة ولكن في النهايه كان ردها له
أنه ليس من الأشخاص التي تستهويها انه هادئ الطباع منطوي وهي لا تحب هذا النوع من الرجال
يومها كره ذاته وكرهها بشده ليس لأنها رفضت حبه بل كره تكبرها الذي لم يراه من قبل او بالأصح حبه لها هو من أعماه
وفاق علي صوت ياسر الذي كان يهتف بأسمه ليتمتم هو بشرود
بكرها لأنها شبها
استيقظ ياكسول
فأبتسم كنان وهو يمد ذراعيه نحوه كي يجذبه اليه ثم أخذ يدغدغه الي ان أحمر وجه جواد من شدة الضحك
لن أتركك الي ان تقول أسف خالو كنان
فحرك الصغير رأسها برفض ورفع راية استسلمه أخيرا
أسف خالو
فأتسعت أبتسامة كنان التي كان قد نساها وضم جواد اليه بقوه ليجد الخادمه التي هي بالأصل من ربته تطرق الباب وتدلف بعدها مبتسمه وهي ترى إبتسامة كنان مع جواد
فريدة خانو هنا سيد كنان
فزفر كنان أنفاسه بضيق فوالدته بالتأكيد جائت لهنا ليس لأجله ولا لأجل حفيدها بل من أجل المال
الي الأن يتسأل هل هذه ام حملت وأنجبت
لم يشعر قط هو وشقيقته بحبها
وتنهد پألم وهو يتذكر شقيقته فهي لم تحزن علي أبنتها المتوفيه فبعد ۏفاتها بشهران علم بسفرها الي باريس والمبرر كان
أريد ان أنسي مۏت صغيرتي
وشعر بدغدغت جواد له فنهض من فوق الفراش وحمله علي كتفه مخاطبا من تقف خلفه
أريد كأس من الحليب
ثم تابع وهو ينظر لجواد
أحرصي بأن يكون أكبر كأس لديكي عظيمه
فضحكت المرأه التي رغم سنها الخمسون مازالت جميله
لتتسع عين الصغير بشقاوه ثم أخفي وجهه بين كفوفه الصغيره صارخا
لاااااا
وهبط الدرج حاملا جواد وهو يضحك الي ان تلاشت أبتسامته وهو يري خطيبته تجلس بجانب والدته يتشاطروا الحديث
خطيبه أكتشف معدنها في شدته
صحيح أنك ستذهب لمصر انت وجواد
نظرت إليها مني بنظرات متفحصه ثم أشارت لها بأن تدخل لمكتبه لتسير مهرة من أمامها بوجه جامد
ودخلت الغرفه التي سبق لها ان دخلتها مرفوعة الرأس ولكن اليوم هي أتيه تسمع شروطه التي ستجاهد على تقبلها كي تخرج شقيقها من ورطته
ووجدته يتحدث بالهاتف بأسلوب جاد وصارم فطالعها بنظرات بارده ثم أشار لها بالتقدم والجلوس إلى ان ينهى مكالمته
وبعد دقائق كان يلقي هاتفه بأهمال فوق مكتبه
ويرخي من رابطه عنقه التي باتت ټخنقه
وزفر أنفاسه بقوه ثم حدق بها بصمت
شروطك
فأبتسم جاسم وهو يستمع لنبرتها وجلس علي مقعده بأسترخاء وبنبرة متهكمه هتف
يعني مش هتسيبي القانون ياخد مجراه وهتتحملي انتي غلطت اخوكي
فصمتت مهرة للحظات وهي تهدأ من تسارع أنفاسها وتمالك ڠضبها
أفتكر ان قولت تنازلك عن القضيه قصاده شرط
وتابعت بجمود
ياريت تقول الشرط
فحدق بها جاسم قليلا وهو يطرق بقلمه علي مكتبه
هتشتغلي هنا سنه كامله مساعده شخصيه
وتابع ببرود
شايفه كرم أخلاقي هخرج اخوكي من السچن وهديكي شغل في شركه مكنتيش تحلمي تشتغلي فيها لاء وكمان بمرتب متوقعش أنك بتاخديه من مكتب المحاماه بتاعك
وهتف جملته الأخيره بتهكم لتضغط علي راحتي كفيها بقوه
مش عارفه من غير كرم أخلاقك العظيم كنا عملنا ايه
فضحك وهو يري قسمات وجهها الحانقه ورفع سماعة هاتف مكتبه
اتصل بالمحامي يجي عشان تمضي علي سنه عقد عمل انا المتحكم فيه واتنازل عن القضيه ولا
وهتف بسخريه
نسيب القانون ياخد مجراه ونحقق العداله
فحدقت به ببرود وبهدوء قاټل
أتصل
فأبتسم جاسم بزهو وقد ظهرت أسنانه المصفوفه واخذ يطالعها وهو يحادث محاميه يأمره بالقدوم اليه
فنظرت إليه بهدوء تتأمل ملامح وجه المرهقه من أثر العمل فيبدو ان جاسم يعاقبه علي طيشه السابق ويحمله فوق طاقته من عمل
ووضعت صغيريها في مهدهما وسارت خارج الغرفه يتبعها هو بعدها
هتفضلي لحد أمتي بارده كده معايا
فطالعته مرام ساخره ثم أتجهت للمطبخ تسخن الطعام في صمت وكاد ان يقترب منها الا أنه قرر ان يتركها قبل ان يتشاجروا كالمعتاد فهذه هي حياتهم الماضي مازال عالق بينهم
جلست مهرة في محل البقالة تتذكر كل ماحدث اليوم معها وأخذت
تحرك قدميها پغضب وتقزقز حبات اللب وتقذف قشره أرض لتدف ورد إليها بأكواب الشاي متسائله
من ساعه ماجيتي من عنده وانتي كده مالك يامهرة ماالشرط اللي قالوا عادي
وتابعت مازحه
انا موافقه أروح أشتغل عنده ديه شركته كانت من أحلامي وأحلام شباب كتير
فأخذت منها مهرة كوب الشاي خاصتها لترتشفه بصمت وعادت تهز قدميها إلى ان
سنه هقعد في خلقة الراجل ده سنه
فضحكت ورد على تعبير شقيقتها لتقذف مهرة حبات اللب بوجهها
نضفي المكان وأقفلي المحل بقي عشان تعرفي تضحكي تاني
وانصرفت بخطوات حانقه وعقلها يفكر بالغد وكيف ستقف ند لجاسم الشرقاوي حتي بعد ان جعلها تحت رحمته بعقد عمل يتحكم بها
خلع نظارته السوداء بعد ان هبط من سيارته أمام المنتجع الخاص بسلسلة مايملك في مجال السياحه بالكثير من البلاد
وشرد في بداية إقناع عدي له بأن ينشأوا منتجع هنا وانه سيشرف عليه هو وهازان وقد تم شراء الأرض ووضعوا أساسيات المشروع الي ان وصلوا لنهاء نصف المنتجع ولكن الحلم قد توقف بعد ان توفوا
الم أحتل صدره فقد أشتاق لرفيق عمره وشقيقته بشده
ووجد جواد يجذبه من يده يحثه علي الحركه
فأخفض رأسه أرضا يطالعه بحب
هل أعجبك المكان
فهتف الصغير بحماس
أجل أجل
ليبتسم كنان وهو يلتقط يداه الصغيره
أشرقت شمس الصباح لتبعث الدفئ
وقف يحتسي فنجان قهوته في الحديقه ببرود قاټل
ثم نظر الي ساعه يده بتمهل
ليدق هاتفه فينظر إلي رقم المتصل
صباح الخير
فأبتسم جاسم وهو يستمع لصوتها
صباح الخير رفيف
وسألها بدفئ
أستيقظتي مبكرا اليوم
فدعبت رفيف عنقها وهي تبتسم
لقد اشتقت لك جاسم
فتحرك جاسم للداخل ومازال يحادثها
وانا أيضا
رفيف شقيقة أحد أصدقائه من كندا تعرف عليه وعلى عائلته حتي أصبحوا كالعائله فهم من أصول عربيه جزائرين الأصل ولكنهم عاشوا سنين بكندا فأصبحت كندا وكأنها موطنهم الأصلي
حتى العربيه لا يتحدثون بها الا والدهم السيد عدنان
وألتمعت عيناه وهو ينهي حديثه معها
وتنهد وهو لا يعلم إلي الان لماذا لم يتزوج ب رفيف رغم إعجابه الشديد
بأنوثتها وعقلها ونجاحها في عملها
أرتدت مهرة ملابسها البسيطه المعتاده عليها ولم تفكر في نظرة أحد بملابسها التي لا تشير بوجود أنثي وأخدت تتنفس ببطئ تخبر نفسها
هي سنه يعني 12 شهر يامهرة
لتسمع طرقات ورد على باب حجرتها ثم دلفت بعدها تنظر إليها
حضرتلك الفطار
ونظرت إلى ملابسها بتقيم
هتروحي كده
فحدقت مهرة بهيئتها في المرأه فقد كانت ترتدي بنطال من الجينز وقميص فضفاض
اه هروح كده ولو مش عجبهم منظري يرفدوني
فأبتسمت ورد واقتربت منها تقبل وجنتها
فبادلتها مهرة الابتسامه وسارت معها نحو المائده المعده بوجبة الأفطار التي تعد هي أساس يومهم الشاق من عمل
وبعدما انهوا فطورهم تنحنحت