الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 11 من 94 صفحات

موقع أيام نيوز


وتخبرها ان هي التي بحاجه لملابس جديده ولكن نظرت مهرة القاتمة جعلتها تصمت 
ذهبت مهرة للعمل بحنق وهي تتذكر المال الذي بالتأكيد مقابل لتضحيتها بسنة من عمرها تعمل وكأنها خادمة لجاسم الشرقاوي 
وتقدمت من مكتبها دون ان تطالع مني او تلقي عليها اي كلمه لتتعجب مني من أحوالها ولكن عادت إلي 
ما كانت تطالعه 

وفجأة وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه حانقا 
مهرة 
فنظرت إليه بعبوس متمتمه بصوت قد سمعته مني وسمعه هو 
مش وقتك خالص 
ونهضت من فوق مقعدها تتبعه إلي ان وقف في منتصف الغرفة 
بتأكلي المستثمرين كشړي 
أنتهي الصغير من نطق أحد الكلمات بالعربية لتضحك ورد علي طريقة نطقه ليقفز علي أحد الوسائد بفرح وفي تلك اللحظه دخل كنان ونظر إليهم بصمت ثم أتجها لغرفته التي يحتويها الجناح الواسع وكان يبدو عليه الأرهاق 
فنظر جواد الي ورد وهو يضع بيده علي فمه 
سنلعب بعد ان يخرج 
لتضحك ورد هامسة 
فأبتسمت ورد وهي تزيل لعبة الألغاز من أمامها 
اختار انت تلك المرة
فداعب الصغير ذقنه مفكرا  
وجدتها 
كانت ورد تجلس أرضا حتي تكون بمستواه وهو يعصب لها عينيها 
سوف اطرقع لكي بأصابعي لتتبعي مكان وجودي أتفقنا
فحركت ورد رأسها ضاحكة وأتبعت طرقعت أصابعه وكلما أقتربت من مصدر الصوت كانت تجد نفسها تحتضن الهواء
وفتح جواد غرفة خاله فوجده مسطحا بالعرض علي الفراش نائما بعمق بسبب أرهاقه وركض نحو الشرفه مختبئا خلف
الستار ومازالت أصابعه تطرقع ولكن بصوت خفيض 
جواد اين انت 
كانت تتقدم بخطواتها داخل الغرفة الي ان وقفت في منتصفها تستمع لصوت الطرقعه حتي تحدد أتجاه خطواتها 
وأصبحت تتقدم بأتجاه الفراش ولا تدري بأن خطواتها اقتربت 
الفصل التاسع 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
ما هذا 
كنا نلعب أسف خالو 
اخد يدور حول نفسه وهو حانق منها لتهتف مهرة ببرود أصبح يستفزه 
وماله الكشري ياجاسم بيه 
وتابعت بتهكم 
هو حضرتك مأكلتهوش قبل كده 
ليرفع جاسم يده مشيرا لها بأن تصمت ولكن 
لاء شكلك مأكلتهوش كده فاتك نص عمرك 
فيزفر أنفاسه پغضب وقد أقتحن وجهه 
انتي ايه راديو وبيشتغل بره يامهرة بره 
لتقطب حاجبيها وهي تطالعه 
يعني ولا كلمة شكر ولا مكافأة 
وترجعت للخلف پخوف من صوته 
مكافأة 
وقبل ان يكمل باقي جملته وجد ياسر يردف إليه مبتسما 
المسثمرين مبسوطين اوي من جولة امبارح 
ونظر إلي مهرة التي علم بوجودها هنا من مني 
وبيشكروا أستاذه مهرة علي اليوم الجميل ده
ثم تابع ضاحكا 
وخصوصا الكشري 
فتتنهد مهرة بزهو ثم ضبطت من وضع نظارتها علي عينيها 
والله الايطالين دول ناس ذوق مش زي ناس 
ليحدق بها جاسم بجمود بعد ان فهم مغزي جملتها 
فأبتسم ياسر قائلا 
بصراحه تستحقي مكافأة ياأستاذة مهرة
لتنظر مهرة لجاسم الذي وقف يطالعها بنظرات محتقنة 
انا قولت كده لشخص ما بس للأسف في ناس عدوة النجاح
وفجأة صدح صوت جاسم غاضبا وقد تفاجأ ياسر من ذلك 
بره علي مكتبك
لتبتسم وهي تنظر لياسر الذي وقف يطالعها بأستمتاع
الخصم يتلغي واظن أستاذ ياسر قال ليا مكافأة وتابعت وهي تخطو نحو الخارج 
وحاسب علي ضغطك وانت بتقول بره ياجاسم بيه
خرجت ورد راكضه من الفندق بأكلمه وطيف ماحدث يمر أمام عينيها لتنظر حولها وهي تتحسس حرارة وجهها 
انا ازاي وصلت لاوضته وسريره 
وقبضت على كفيها بقوة 
غبية ياورد
وسقطت دموعها وهي تسير دون ان تعرف الي اين ذاهبه فمساحة المنتجع ضخمه 
انا كده هطرد بفضيحه
لتعود تتأمل المكان الذي هي فيه وقد كان قريب من الشاطئ 
منظر ساحر أصبح أمامها جعل عيناها تتسع من الأنبهار 
ومرت ساعه وهي وحدها تخشى العودة ورأت رجلان يأتيان من بعيد وعلمت بهوية أحدهم فالأخر بعد ان أشار علي مكان وجودها أنصرف 
لتنهض ورد من جلستها متأملة المكان حولها 
انا محستش بنفسي غير وانا هنا
ليبتسم لها معاذ وهو يشير إليها ان تتقدمه 
سيد كنان مستنيكي في الفندق ولولا ان شنطتك والأمن قالوله انك مخرجتيش من المنتجع 
وتابع ضاحكا 
كان ممكن يبعتنا ندور عليكي بره المنتجع
وابتسم وهو يراها تطرق رأسها أرضا وقد ظن أنه خجلا ولكن شعور أخر كان يقتحم قلبها ولم يكن الا الخۏف فعقلها بدء يصور لها مشهد طردها بعد اهانتها 
وسارت مع معاذ الذي أخذ يثرثر معها بأمور عدة الي ان دخلت الفندق ووجدت جواد يركض نحوها 
اسف ورد
أريد ان اتحدث معكي ورد
وأشار إليها بأن تتبعه لتنظر الي معاذ الذي أبتسم لها مطمئنا ثم جواد الذي أمسك يدها يحثها على السير
لتدخل الي أحد الغرف وقد كانت نفس الغرفة التي تم فيها مقابلتها أثناء تقدمها للوظيفه
ليجلس كنان علي مقعده بأسترخاء 
أجلسي ورد
وفور ان جلست اخذت تشرح له ماحدث دون ان تترك لأنفاسها العنان حتى أنها بدأت تنطق بعض الكلمات بالعربية والبعض الأخر بالتركية 
وأخيرا تنفست 
انا أسفه ولو حضرتك عايزني امشي وأنهي عقد عملي معنديش مشكله انا
غلطانه 
كان كنان يستمع لها ويركز في تفاصيل كل أنش بوجهها سمة شئ عجيب بدء يجذبه إليها 
ونفض أفكاره سريعا ففي النهايه هو المرؤس وهي مجرد عامله لديه وبضعة أشهر وسيعود لوطنه وينتهي عقد عملها 
وتنفس بعمق وهو ينهض ويتأمل جواد الذي جلس يتابعهم دون فهم 
أنسي الأمر ورد جواد أخبرني كل شئ 
لترفع عيناها البريئة نحوه فيشيح وجهه سريعا وهو يهتف 
اذا اردتي الأنصراف باكرا فليس لدي مانع 
تهللت أسارير مهرة وهي تعلم من مني ان أمر الخصم من راتبها قد تم إلغاءه لتبتسم مني علي هيئتها 
طب ركزي في شغلك بقي بدل ماتاخدي خصم تاني
وقبل ان ترد عليها مهرة كان جاسم يخرج من غرفة مكتبه ومعه أحد مدراء الأقسام 
أنسة مهرة 
فوقفت مهرة وهي تتمتم داخلها 
هو انا مبلحقش ارتاح 
وتقدمت منه وهي تخشي ما سوف يتفوه به وحدث ماكنت تخشاه 
هتساعدي سكرتيرة أستاذ مسعود الفترة الجايه 
وتابع وهو ينظر إليها ببرود 
لحد ما المساعده الخاصه بأستاذه لطيفه ترجع من اجازتها
فتمتت بحنق لم يسمعه الا جاسم 
يعني هي تاخد اجازه وانا اتبهدل
ليحدق بها جاسم بجمود 
بتقولي حاجه يا أستاذه مهرة 
فأتجهت نحو مكتبها في صمت تجمع أشيائها وتغلق الحاسوب 
عادت من العمل بصداع يضرب
رأسها بقوة فحياتها أصبحت اما أقدامها تتورم او صداع يفتك رأسها فقد ظنت ان العمل مع السيد مسعود سيكون لطيفا ولكن كما يفعل هو فعل مسعود وسكرتيرته الشمطاء التي لا يعجبها شئ
وضغطت على كفوفها بقوه وهي تتذكر ان السبب في كل ذلك هو جاسم 
وأتجهت نحو محل البقالة لتجد شيكا كالمعتاد ينتظرها كي تستلم منه مفتاح المحل ويذهب هو نحو عمله الأخر 
وجلست علي المقعد الخشبي القابع داخل المحل ومدت ساقيها 
هستريح شويه قبل ما أقفل المحل وأطلع 
وأخفضت عيناها لتسمع صوت رجولي قد ميزته 
كان أكرم يقف يطالعها بحنان أخوي مشفقا عليها 
لتعتدل مهرة في رقدتها تنظر إليها وهي تمسح على وجهها 
خير ياأكرم في مصېبة تانيه هرخجكم منها 
فطأطأ أكرم رأسه بخجل 
لا يامهرة انا جاي عشان اطمن عليكم 
لتتعجب مهرة من قرب أكرم العجيب منهم 
انا أسف يامهرة 
لتضع بيدها علي المقعد الذي جانبها وهي تطالعه بعمق مهنة المحاماه جعلتها تدرك نوايا البشر 
وأكرم شقيقها يبدو وكأنه ليس ابن زوجة أبيها 
فطباعه هادئه طيبه
فأبتسم أكرم وجلس جانبها 
شكلك تعبان  
لتهمس بأرهاق 
التعب ده انا متعوده عليه 
وتابعت بأمتنان 
ورد حكتلي علي اللي عملته معاها الفتره اللي فاتت 
فأبتسم أكرم وهو يمسك كفوفها يحتويها بكفوفه 
ده واجبي يامهرة ولا انتي مش شيفاني راجل 
فأبتسمت وقد غزي الآلم قلبها وهي تري أخيها الصغير يخبرها برجولته نحوها هي وشقيقتها 
أغمض كنان عيناه ومازالت صورتها ټقتحم عقله 
طيفها وهي تقع على ذراعيه وتمسد صدره 
وفتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفا بحنق
ما الأمر كنان مجرد فتاة عادية تعمل لديك تجعلك تفكر بها هكذا 
ونهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه لتظهر مهاتفات سيلا الكثيرة التي لا يعيلها اي اهتمام رغم أنه يوم ان قرر الأرتباط بها كان القرار نابع من اختياره هو وحده
وقفت مهرة غير مصدقة ما تسمعه من ثرثرة أهل الحي بأن حسين ابن الحج إسماعيل سيعود قريبا من هولندا حسين جارها الهادئ والوحيد الذي لم يكن يوم يراها كالصبية كما كان يلقبوها أولاد الحي 
لم يعلم حبها الخفي أحد وظلت تنتظره بأمل ان يعود ويعود حلمها في الرجل الوحيد الذي احتل قلبها وقد نست معه كرهها للرجال بسبب والدها 
قرر كنان اليوم ان يشاركهم جلستهم ويعمل جانبهم 
في البداية كانت ورد تشعر بالأرتباك من وجوده ولكن بعد فترة تأقلمت على وجوده 
كان يستمع إلى حوارها مع جواد ويبتسم 
واحيانا ېختلس اليها النظرات دون شعور منه الي ان أقترب منه جواد 
أريد ان اذهب لمدينة الألعاب خالو 
فربت كنان علي وجهه بحب 
لك ماطلبت سيد جواد ولكن ليس اليوم 
ليعقد الصغير ساعديه أمام صدره حانقا 
متي
لتبتسم ورد علي أفعال جواد ليقع عين كنان عليها متمتما 
أقترح انت و ورد علي اليوم وسأري مواعيدي 
ليقفز جواد بسعاده وركض نحو ورد التي ضمته إليها 
رفعت مهرة عيناها عن لطيفة سكرتيرة السيد مسعود وهي تراها كيف تتفنن في وضع الزينة علي وجهها وحدقت بها بتسلية فقد علمت ان السيد مسعود رجل أرمل 
لتحدق بها لطيفة بحنق 
بتبصي علي ايه خليكي ف شغلك 
فضحكت مهرة وهي تعود لعملها 
سمكة في طبق دقيق 
ليردف مسعود داخل الغرفه ناظرا لمهرة دون ان يلتف للطيفة التي جعلت وجهها كالخريطه 
تعالى يامهرة 
فتبعته مهرة ولا تعلم لما ارادت مشاكسة لطيفة فغمزت لها بمكر لټضرب الاخري بقبضة يدها علي سطح مكتبها 
وجودك معانا اليومين اللي فاتوا انجزوا حاجات كتير 
رغم أنها كانت حانقة من كم العمل واوامر لطيفة التي ليست لطيفة ولكن عبارات الشكر جعلتها تهتف برقه غير عادتها
العفو يافندم ده واجبي 
ليخرج مسعود كارت دعوة من درج مكتبه 
بنتي رقيه عامله معرض تعرض فيه لوحتها هكون سعيد لو جيتي واتعرفتوا على بعض
لتبتسم مهرة علي لطفه وخرجت من غرفته تحمل كارت الدعوه ولطيفة تكاد ټنفجر ڠضبا
وضع سماعة هاتف مكتبه پغضب ياسر وقد سافر من أجل أحد المهام التي طلبها منه واليوم هو لديه أجتماع مهم فمن سيذهب إلى أحد المصانع التابعه له ويحل تلك المشكله 
لتتسع بريق عيناه وهو يتذكر مهرة ورغم خوفه من معالجة الأمر الا انها الوحيده التي اقټحمت عقله 
وخرج من مكتبه يطلب من مني 
ابعتيلي مهرة حالا 
وعاد لغرفته ينتظرها إلي ان جاءت اليه حانقة 
هو انا هشتغل ايه بالظبط هنا 
ليلتف إليها جاسم ببرود 
كل حاجه 
وتابع وهو يتفحص وقفتها ونظراتها التي تكاد تقتله 
ماعلينا خلينا في المهم 
وبدء يشرح لها مهمتها فالعمال في أحد مصانعه علي أطراف المدينة يضربون عن العمل دون سبب كما أخبره مدير المصنع 
تحلي الموضوع بهدوء وفي سواق مستنيكي تحت 
لتتسأل وهي تعدل من هندام لياقة قميصها 
واشمعنا انا اللي اخترتني في المهمة ديه ماعندك موظفين كتير 
ليحدق بها جاسم ثم سار نحو مكتبه 
مش مضطر اقولك عن اسبابي 
وأشار إليها بالأنصراف دون ان يعيرها اي اهتمام مرة أخرى 
حدقت بضخامة المصنع وهي تسير نحو الداخل لتجد بعض العمال
يحتجون علي الوضع الذي هم فيه ومدراء الأقسام لا يعيرهم اي اهتمام فكل منهم يمسك فنجان قهوة
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 94 صفحات