الأربعاء 27 نوفمبر 2024

هويد بقلم لولا نور

انت في الصفحة 21 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


من الخلف وهتفت بنبره مرحه حتي تخرج والدتها من حاله الحزن التي لازالت تسيطر عليها مش كفايه رومانسيه بقي ونروح نشوف شغلنا هتتاخري علي المدرسه يا حضره المدرسه النشيطه....
استدارت لها ليلي وهتفت بابتسامه مشرقه وهي تتطلع في وجه وحيدتها الصبوح وعينيها الجميله التي ورثتها عن فارسها ومين يعني اللي بيأخرني كل يوم مش حضرتك يا دكتوره ...

ثم تحركت ليلي نحو الطاوله وتناولت كيس الشطائر التي اعدتها وناولتها اياه اتفضلي السندوتشات وياربت تاكليهم مش ترجعي بيهم زي كل يوم !!!!
هتف مسك متذمره يا ماما يا حبيبتي انا كبرت وبقي عندي 21 سنه وفي تالته طب مش العيله الصغيره اللي كنتي بتوصليها المدرسه .....
ابتسمت ليلي بحنو وهي تربط علي وجنت ابنتها حتي لما تبقي اكبر دكتوره في البلد كلها ان شاء الله هتفضلي في عيني بنتي الصغيره اللي طلعت بيها من الدنيا وبرضه هعمل لك السندوتشات يا لمضه ....
ويالا بقي علشان كده هنتاخر بجد ....
............
علي الجانب الاخر وفي احدي القصور الفارهه 
يجلس في غرفه المكتب الملوكيه متحدثا في الهاتف بغطرسه اسمع اللي بقولك عليه المناقصه دي بتاعتنا وكده كده هترسي علينا شركات مهران مش بتدخل اي مشروع او مناقصه الا لما تكون متاكده مليون في الميه انها بتاعتها ...!!!
المهم جهز انت كل حاجه وبلغني بالنتيجه اول لما تخلص وانا في خلال ساعه هكون في المجموعه .... 
تعالي طرق علي باب المكتب تزاما مع اغلاقه للخط ودلف اليه سائقه الخاص وذراعه الايمن وكاتم اسراره !!!!
هتف متحدثا بنبره غليظه كله تمام يا كبير البضاعه اتسلمت زي ما سعادتك آمرت وده اشعار البنك اللي اتحولت عليه الفلوس في حسابك الخاص اللي جزر البهاماز...
قالها وهو يقدم اليه الاوراق ويضعها امامه علي المكتب ...
تناول الورقه يراجع بيناتها بتدقيق ثم لاحت علي شفتيه ابتسامه رضا عفارم عليك يا ضرغام طول عمرك سداد ....
ابتسم ضرغام بحبور واخذ يربط بكف يده الغليظه علي صدره في حركه امتنان عيشت يا كبير احنا طول عمرنا تلاميذك وبنتعلم منك يا جودت باشا.!!!! 
قام جودت من
جلسته ووقف ينظر من شرفه المكتب الي الخارج ووجه سؤاله الي ضرغام الواقف خلفه مفيش جديد لسه معرفتش توصل لحاجه 
اجابه ضرغام وقد فهم عليه ابدا يا باشا ملهمش آثر بس انا مكلف رجالتي يدورا عليهم في كل مكان وان شاء الله هنوصل لهم في اقرب وقت...
رفع جودت يده واشار اليه كي يغادر وشرد بذهنه الي ذلك اليوم قبل خمسه عشر عاما عندما وجدها اختفت من البلده كلها تاركه خلفها كل شيء وتسربت من بين يديه كالماء بعدما ظن انها اصبحت ملك يديه...
يومها كسر كل شيء امامه واصبح فاقدا للسيطره علي نفسه واخذ يبحث عنها كالمچنون في كل مكان واستمر به هذا الحال لاكثر من ثلاثه شهور ولكنه لم ييأس وظل يبحث عنها حتي الان دون كلل اوملل..!!
.................. 
في الاعلي ....
كان يقف ذلك الشاب الوسيم صاحب البشره السمراء اللامعه والعيون بلون القهوه ذو طول مهيب وجسد رياضي قوي يصفف خصلاته السوداء الناعمه وينثر عطره الرجولي المميز بكثره..!!
انتهي من ارتداء ملابسه وقبل ان ينزل لاسفل توجه نحو غرفه ملابسه وفتح خرنته الخاصه واخرج منها اغلي واثمن شيء يملكه في حياته تلك العروسه الصغيره عروسه صغيرته وعشقه الاول والاخير !!!!
اخذ العروسه ونظر اليها هاتفا بحنين صباح الخير يا مسكي وحشتيني اوي ياتري انا كمان واحشك زي ما انتي وحشاني ولا البعد نساكي ليلك يا مسكي 
يا تري انتي فين وبعدك عني ده بأرادتك ولا ڠصب عنك !!!
ياتري حاسه بيا وعارفه قد ايه مشتاق لك وقد ايه بدور عليكي في كل حته وكل مكان !!!
ياتري لسه مآنش الاوان علشان نتقابل من تاني 
بخطوات ثابته وقويه دلف ليل الي غرفه الطعام ثم توجه نحو جدته وقبل يدها وراسها باحترام صباح الخير ماټي ..
ثم تحرك وجلس علي راس الطاوله !!!
ابتسمت المرأه الايطاليه الجميله ذات العقد السادس بحب الي حفيدها الغالي اغلي ما تملك في هذه الدينا صباح الخير قلب وعين ماټي ..
صباح الخير .... قالها جودت وهو يجلس علي يسار ليل ....
صباح النور يا عمي ...هتف بها ليل وهو يشرب فنجان قهوته الصابحيه...
ثم نظر اليه وساله مالك يا عمي شكلك مضايق في حاجه حصلت
اجابه جودت هاتفا بحنق المناقصه مرسيتش علينا مع اننا مقدمين اقل سعر ازاي تترفض...
استندت ليل علي ظهر كرسيه وهتف بثقه علشان انا قدمت ورق بسعر اعلي من اللي انت مقدمه..
نظر له جودت پغضب هاتفا بانفعال انت ازاي تعمل حاجه زي كده انت اټجننت !!!
انت عارف كنا هنكسب قد ايه من ورا المناقصه دي ده غير انها مع الحكومه .. 
تحدث ليل بنفس الهدوء والثقه والله دي شركتي وانا حر فيها ومش ليل مهران اللي يلعب من تحت الترابيزه وبقدم رشاوي وعمولات علشان المناقصه ترسي عليه مش انت برضه دفعت رشوه خمسه مليون علشان المناقصه ترسي علينا ولا انا غلطان...
تابع جودت منفعلا اكثر ده عرف السوق والسوق كله ماشي كده ...
هتف ليل بنبره بارده بس في عرف ليل مهران كله يمشي بالاصول انا مش محتاج اقدم رشاوي وعمولات لحد اسم مجموعه ليل مهران اكبر بكتير من كده والسوق كله عارف
كده ويتمني يشتغل معايا 
ثم تابع بلهجه تحذيريه واللي حصل ده ياريت ما يتكررش تاني علشان ساعتها رد فعلي مش هتتوقعه...
كز جودت علي ضروسه يطحنها بغل فقد اضاع عليه ليل عموله كبيره كان سيحصل عليها بعد اتمام المناقصه نظر له بغيظ شديد فبالرغم من تربيته لليل الا انه لا يشبهه في شيء بل كل خصال جواد وفارس متأصله فيه بقوه وكانهم احياء امامه متجسدين في شخصيه ليل !!!
هتف جودت متسائلا من بين دروسه كاظما غيظه وحنقه منه هتعمل ايه في البيت اللي في البلد انا جاي لي مشتري وهيدفع فيه رقم كبير جدا ...
نظر له ليل وقد التمعت عينيه ببريق غاضب وهتف بنبزه قاطعه سبق وقلت لك البيت ده مش ملكي علشان ابيعه حتي لو البلد نصها بتاعنا والبيت ده علي ارضنا الا انه مش هيتباع الا لما اصحابه يظهروا ويستلموه مني انا شخصيا ...
ثم نظر الي جودت بعيون تومض بوميض شرس جعلته يهابه بشده وتابع وبعدين انت ليه لغايه دلوقتي محددتش نصيبهم في ارباح ال سنه الي فاتوا دول هو انا مش قلت لك انا عاوز تحدد لي نصيبهم ونحطهم علي جنب لحد ما نوصل لهم علشان ياخدوا حقهم !!!! 
تهرب جودت بنظراته منه وتابع كاذبا ما انا قلت لك ان الشركه في وقتها خسړت كتير وسمعتها اتهزت في السوق بعد اللي حصل ومحدش كان عاوز يشتغل معانا بعد الحاډثه لولا تعبي ومجهودي وفلوسي اللي حطيتهم ووقفت الشركه علي رجلها من تاني وكبرت اسم مهران في السوق ...
تغضنت ملامح ليل پألم كلما جاءت سيره الحاډثه فهو يرفض ذكرها او الحديث عنها مع اي شخص تابع بنبره قويه متحديه مش لوحدك انت اشتغلت وكبرت الشركات بفلوسي وورثي ده غير ان انا بشتغل معاك من وانا عيل عندي 16 سنه واخدتها من تحت لحد ما وصلت لمكاني علي القمه ..
ثم نهض مغلقا رز جاكيته منهيا الحوارعموما ما تشغلش نفسك بموضوع فلوس مسك وماما ليلي انا هخلص الموضوع ده بنفسي ..
ثم تحرك مغادرا دون ان يعطي الفرصه لجودت يالتفوه بحرف واحد تاركه خلفه يغلي كالبركان الثائر .....
......................................................... 
في المساء عادت مسك من جامعتها تسير في الحي بانهاك وهي تحمل كتبها والبلطو الابيض علي ذراعها ....
ظهر فجأه امامها زينهم ابن المعلم عكوه جزار الحي هاتفا بوله وهو يأكلها بعينيه مساء الجمال علي عيونك يا دكتوره...
قلبت مسك عينيها هاتفه بملل فهو لا ينفك يعترض طريقها باستمرار مساء النور يا معلم خير !!!! 
كل خير ان شاء الله يا ست البنات عاوزين ننول الرضا ...
هتفت مسك ببعض العصبيه وبعدين معاك يا معلم زينهم احنا مش قفلنا الكلام في الموضوع ده لزميتها ايه بقي تعترض طريقي في الرايحه والجايه مش اخلاق ولاد البلد دي يا معلم ...
تابع حديثه بوله وهو يغرق في زرقه عينيها الساحره اعمل ايه طيب قلبي عليل وانتي بايدك تداويه يا دكتوره بس انتي اللي مش راضيه تحني عليا وتوافقي ....
ثم تابع حديثه مترجيا وافقي انتي بس ومش هتندمي والله انا طيب وابن حلال واتحب ولو خاېفه ان جوازك مني هيمنعك تكملي علامك وعد مني وكلام رجاله هسيبك تكملي علامك وهديه تخرجك هتكون عياده باسمك في البرج بتاعي اللي علي اول الناصيه...
ابتسمت له بسماحه وهتفت بتسويف حتي تتخلص منه لا انت كده عملت اللي عليك
ان شاء الله هفكر في طلبك وهبقي ارد عليك عن اذنك ...
قالتها واطلقت الريح لساقيها تهرب منه قبل ان يتابع حديثه الممل .... 
دلفت مسك من باب الشقه وهي تنفخ بغيظ ثم اخذت تنادي علي والدتها بعدما لم تجدها في الصاله ماما ..
يا لولو انتي فين 
جاءها صوت والدتها من الداخل انا هنا يا مسك في اوضتي تعالي ...
دلفت مسك الي غرفه والدتها ثم اقتربت منها وقبلتها علي وجنتها وجلست بجانبها هاتفه بحنق بجد انا زهقت وتعبت من اللي اسمه زينهم ده كل شويه ينط في وشي زي عفريت العلبه ومفيش علي لسانه غير عاوز اتجوزك هاوز اتجوزك امتي بقي ربنا يتوب علينا من العيشه هنا نفسي اغمض عين وافتحها والاقي نفسنا مشينا من هنا .... 
ربطت ليلي علي يد ابنتها وهتفت بحنان ان شاء الله يا حبيبتي بكره ربنا يكرمك وتتخرجي وتتجوزي وتمشي من الحته دي علي خير ...
آمنت ليلي علي حديث والدتها ثم انتبهت لما تفعله والدتها وهتفت تسالها مستفهمه ايه الفلوس دي يا لولو بتاعه ايه دي ...
اجابتها ليلي وهي تعتدل وتتابع تقسيم الفلوس وعدها بصراحه يا مسك الميزانيه خرفت خالص ومش عارفه هنكمل الشهر ازاي !!!
هتفت مسك تحدث والدتها بلوم ولحد امتي يا ماما هنفضل علي الحال ده كل شهر نكمله بالعافيه واحنا بنقول يارب يكمل من غير ما نتحوج لحد واحنا لينا حق وانتي مش راضيه اننا نطالب بيه...
لحد امتي هنسيب حقنا وفلوسنا لغيرنا يعيش ويتمتع بيها واحنا لا ..
ليه رافضه نروح لليل ونكلمه ونطلب حقنا بلاش ليل ليه رافضه
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 58 صفحات