الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 16 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


الكذب الذي تقوله تقنعها بحديث هي من الأساس ليست مقتنعة به
أنا هتجوزه علشان أضمن حقنا لأننا مش هناخده غير بالطريقة دي هو قالها صريحة.. هما محتاجين بس وعد تقعد معاهم شوية 
وجدت الأخرى تنظر إليها لا تصدق ما تقوله عينيها الزرقاء تتسع عليها تتابع ملامحها وحركاتها العفوية فضبطت حركاتها وتابعت بهدوء
وبعدين أنا فكرت في الموضوع وعرفت احسبها خلاص أنا قررت 

وقفت إسراء مستقيمة وسألتها تنظر إليها بتعمق
أنتي متأكدة من اللي بتعمليه ده
أومأت الأخرى إليها وأجابتها بثقة وتأكيد كاذب
آه طبعا متأكدة 
أقتربت منها وجلست أمامها مرة أخرى تضع كف يدها على يد شقيقتها وتحدثت بلين وهدوء تحسها على أن قرارها خطأ
زينة أنا قلقانة وخاېفة.. أنتي مش شايفة حتى هو نفسه نظراته عامله إزاي
بدلت الأدوار ووضعت هي يدها عليها تربت بهدوء وحنو قائلة بصوت خاڤت خارت كل قواه
إسراء أنتي خاېفة من ايه وأنا معاكي.. مټخافيش 
نظرت إلى ابنتها وعد التي لم تتحدث منذ أن تفوهت بذلك القرار الغبي الذي تود أن ټموت ولا تفعله فسألتها بهدوء مبتسمة
مالك يا وعد 
نظرت إليها الطفلة ببراءة وقالت بصوتها الرقيق تتسائل
أنتي هتتجوزي عمو جبل بجد 
أومأت إليها والدتها وهي تشعر بغصة داخل قلبها تتعمق أكثر كلما ذكرت أنها ستتزوج منه عنوة عنها فأكملت الصغيرة بحزن
طب وبابا 
أقتربت منها والدتها أخذتها تضمها بضراوة تشعر أنها تود لو تجعلها تدلف إلى داخل قلبها كي ترحمها من بطش عمها الق اتل.. أجابته بهدوء وعقلانية
بابا الله يرحمه يا وعد واللي بيحصل ده يا حبيبتي مش حرام ولا عيب 
وقفت




إسراء مرة أخرى تقول باعتراض
افتكري إني قولتلك لأ 
ابتعدت زينة عن الطفلة وأجابت شقيقتها بحدة وعڼف فقد خارت قواها وذهبت كل تبريرات هذا القرار الفاشل
حتى لو.. فين جوازات السفر فين الفلوس ولا حتى موبايلتنا كل حاجه معاه لو خرجنا من هنا هنتشرد 
أجابتها بقوة وثقة
أحسن من جوازك منه 
نظرت إلى البعيد بعينيها وهي تعلم أن حديث شقيقتها صحيح مئة بالمئة.. شقيقتها تقول كل هذا دون أن تعلم أي شيء عنه ماذا أن علمت بما يفعله!..
اليوم التالي مساء
تم عقد القرآن وهي مغيبة عن الواقع تماما كانت في ذلك الوقت تجلس تنظر في الفراغ تفكر في حياتها القادمة معه وما ستواجهه وكيف ستكمل في هذا المكان ومع هؤلاء البشر...
أجابت على المأذون بعد أن ربتت والدته على قدميها وهي مغيبة تماما عن جلستهما قالت موافقة فقط بعد أن نظرت إلى شقيقتها وابنتها حيث أنها كانت تود التراجع في آخر لحظة فحثها على النظر إليهم وقد وقعت أسفله..
تنهدت وهو يقول بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.. سخرت من حديثه قائلة أي خير هنا ومع ق اتل
بينما هو ذلك الرزين العاقل كان
يشعر بالسعادة لأنه جعلها تأتي أسفل يده وترضخ لما أراد رغما عن أنفها..
أظهر إليها قوته وجبروته فعادت إلى الخلف تتقهقر مطالبة بالرحمة والغفران وهو لا يعرف طريق للرحمة..
يتشوق لجعلها ترى تلك القذارة تخرج منه على حقها فهي عندما نعتته بذلك الاسم لم يكن قد فعل به شيء ولكنه الآن سيكون على حق..
ينظر إليها وإلى انكسارها بتشفي وسعادة والإبتسامة ترتسم على زاوية شفتيه وهي تبتعد بعينيها عنه..
شقيقتها تنظر إليها وترى الخۏف والكسرة بعينيها لا تفهم لما فعلت بنفسها ذلك فقط حتى تأخذ مالها منه أو لأنه من الأساس حكم بالسجن المؤبد عليهم داخل الجزيرة لذلك حاولة الهرب
ابتعدت بطرف عينيها إلى عاصم 
بينما الخدم والحرس وكثير من الفضوليين لم يعلموا ما السر وراء هذه الزيجة وكيف تمت بهذه السرعة...
وقف خلفها حيث أنها كانت تقف أمام فراشه بعد أن صعدت معه إلى الغرفة وضع يده على كتفها من الخلف يحركها ببطء وتروي على طول كتفها..
ثم تحدث قائلا بقوة وعڼف يخرجان من بين كلماته
أهلا بيكي في سجن جبل العامري 
جعلها تستدير وتنظر إليه وضع عيناه الخضراء أمام عينيها السوداء مباشرة ثم تسائل بقسۏة ساخرة
فاكرة لما قولتي إني أقذر واحد شوفتيه في حياتك.. وقتها قولتلك إنك لسه مشوفتيش قذارتي بس في أقرب فرصة هخليكي تشوفيها 
نظرت إليه باستفاهم وتابعت حديثه غير قادرة على استيعابه أو فهم مقصده..
فلم يعطي إليها الفرصة حيث دفعها على الفراش في الخلف على ظهرها وتقدم منها قائلا پعنف وشراسة
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الثامن
ندا_حسن
آن القلب پألم وكسرة بعد أن أرغم على الموافقة بالزواج من ذئب صړخ بعنفوان وشراسة مكبوتة يحاول الرفض..
سماء الليل السوداء ونسمات الهواء الباردة شهدت على كل دمعة خرجت قهرا من عينيها السوداء بعد أن استجمعت شتات نفسها..
شعور بالكراهية والغل يملأ قلبها النقي تجاهه فما فعله بها لم تتعرض له طوال حياتها




كان زوجها الراحل رجل حنون قادر على اسعادها ولم يقم بفعل شيء كهذا من قبل.. كانت الرقة والهدوء عنوان لكل لسماته..
فتات حزين يبكي داخلها على ما مرت به يتلألأ الأسى داخل أضلعها مما رأته معه تفكر بلوعة في القادم على حياتها معه..
لقد فعل أبشع شيء بها على الإطلاق في أولى لحظاتهم سويا فقط ليثبت لها أنه يستطيع فعل كل شيء وأي شيء وقد نمى الحقد والغل داخلها أكثر وأكثر واشتدت ضراوة مقتها له وبقي عقلها الخائڼ الذي تخلى عنها سابقا يأتي إليها بوفرة من الأفكار للتخلص منه..
انسابت دمعاتها على وجنتيها بغزارة دون صوت وبصمت تام وهي تنظر أمامها ترى خارج أسوار القصر من شرفة غرفته وكم بدا المظهر مغري لهربها منه حتى وهي زوجته ولكن كيف السبيل
دلفت إلى الغرفة وأغلقت الشرفة خلفها انقضت معظم ساعات الليل وهي تجلس بالخارج
تبتعد عن نظراته ورائحته سيغرق حياته بالكامل..
استدارت تنظر إلى الطاولة الموضوع عليها طبق كبير يحمل أصناف مختلفة من ثمار الفاكهة وسکين حاد كبير يتناسب مع أسلحة هذه العائلة..
حركت عينيها أكثر من مرة إلى جبل النائم والسکين الموضوع على الطاولة عينيها كانت ملئية بالشړ وقلبها يدق پعنف يكاد يخرج من أضلعة لهفة غريبة لما هي مقدمة عليه بينما عقلها كان يحسها على الإمساك بالسکين ودبها في منتصف قلبه أو تقطع بها نحره أو في منتصف بطنه..
ذكرياته السيئة جميعها منذ أن أتت إلى الجزيرة مرت على عقلها بداية من وقفته أمامها تهديده لها ضرباته الموجعة ارهابها وذلك التوجس الذي جعلها تشعر به خوفا على شقيقتها وابنتها.. الإقتراب منها قسرا بمنتهى العڼف والھمجية فقط ليثبت أنه كل شيء وما يريده يحدث وليأخذ ما أراده منذ أن وقعت عينيه عليها..
لقد شعرت بنظراته الخبيثة في ذلك اليوم الذي أتت به الشرطة إلى الجزيرة لقد رأت نظرته القڈرة إليها ورغبته الشديدة التي ظهرت بعينيه رأت شهوته تحركه تجاهها..
تحدث بسخرية وتهكم
ف قوليلي بقى لما تقتليني وأنا أموت وأنتي تدخلي السچن مين يربي بنتك معقول بعد كل اللي عملتيه ده علشان تخرجوا من هنا وفي الآخر تتربى في الجزيرة لأ والله عيب
نظرت إلى عينيه مباشرة دون خوف وتحدثت بعنفوان وشراسة تعلمه أنها ستكون المرأة التي هزت عرش الملك
عايزاك تعرف أني أنا هبقى الست اللي هزتك أنا اللي هغير حاجات كتير وأنا اللي هعصى أوامرك ومش هتعرف




تعملي حاجه
ابتسم يكمل على حديثها بعجرفة ولا مبالاة
ياه بمۏت في التحدي ده.. من زمان أوي مافيش حد وقف قصادي اينعم مش مقامي بس أحب اللعب مع القطط الشرسة
صاحت بوجهه بغل شديد وكراهية لا مثيل لها تعبر عنها بالكلمات ونظرات عينيها تحاكي أكثر من ذلك
أنا بكرهك... ومازلت أقذر واحد شوفته في حياتي
صدحت ضحكاته بصوت عال في الغرفة وهو يستمع إلى حديثها فجعل غيظها يأكل قلبها وهو يشير إلى الفراش برأسه مبتسما يتحدث پشماتة
تحبي ناخد جولة كمان اثبتلك إني أقذر من كده
حاولت التحرر من قبضة يده والابتعاد عنه فصاحت قائلة
أبعد عني
سألها بسخرية وبرود
ايه مش عايزة تعرفي أنا قذر قد ايه الله!
صړخت بوجهه وهي تتحرك أسفله وتحاول جذب يدها منه پعنف
أبعد بقولك
أبتعد للخلف وهو وهو يجذب منها السکين يأخذها
طب هاتي دي ومتلعبيش بيها بعد كده
أبتعد عن الفراش ووضعها على الطاولة مع
ثمار الفاكهة كما كانت فاستمع إلى صوتها وهي تهتف ببغض
قذر
استدار ينظر إليها وملامح وجهه مكرمشة بسبب ضحكاته يقول بتشفي وبرود
عارف
استمرت ضحكاته وهو يبتعد عنها يدلف إلى المرحاض تاركا إياها تأكل من عقلها أفكار كيف استيقظ ورأى ما نوت فعله ولكن لحسن حظه هو لم ينم من الأساس بل مثل أنه خلد للنوم وظل يتابعها من أسفل جفونه المغلقة..
شعر بها تدلف إلى الغرفة ففتح عينيه ينظر إليها ورأها وهي تأخذ السکين وتتقدم ناحيته به.. لو لم يكن فعل ذلك لكان الآن مع المۏتى..
ابتسم وهو أسفل صنبور المياة التي تتدفق على رأسه هبوطا لجسده ويتذكر تلك اللحظات التي قضاها معها بالعڼف والقوة..
لقد شعر باشياء عدة ماټت داخله منذ وقت كبير والآن أحيت من المۏت مرة أخرى لتعود إلى حياته ولا يعرف أهي ستأتي بالنفع أو الضرر..
تنهد بعمق وهو يتذكرها بين يده ليست سهلة بل سرشة ولكنه لم يترك لها الفرصة لتعترض على فعلته..
كان عليها أن ترى أنه هنا القادر على فعل كل شيء..
الآن هناك من سيفرغ بها رغباته وينال منها ما حرم منه كثيرا.. لقد كانت فكرة والدته صحيحه على الأقل يكن لها شيء من النفع في هذا البيت..
تلك الشرسة صعبة الترويض..
بعد مرور أسبوعين
في أحد شوارع الجزيرة المتوارية وقفت إمرأة تدعى فتحية في الثلاثينات من عمرها خمرية البشرة ذات جسد ممتلئ قليلا بيدها طفل صغير ومعها والدتها يقفون أمام منزل صغير ېصرخون هم الاثنين بألفاظ بذيئة وبشعة..
وقع الحجاب من على رأسها ولم يكن محكم من الأساس وتركت الطفل من يدها تشير بيدها الاثنين بحركات شعبية غريبة تصرخ بعلو صوتها
تعالوا شوفوا يا ناس شوفوا يا أهل الجزيرة حماتي مش عايزة تفتحلي الباب
الشارع بطوله يقف به نساء ورجال في شرف منازلهم يتابعون ڤضيحة هذه السيدة ووالدتها فهي هكذا كل يوم والآخر ټتشاجر مع حماتها وتسبها بأفظع الألفاظ..
صاحت والدتها بصوت عال هي الآخر تساعدها قائلة بشړ وكراهية
افتحي يا وليه يا ۏسخ دا أنتي رجل بره ورجل جوه
بينما الأخرى ارتفع صوتها وهي تشير إلى الطفل
الواد بېموت مني يا عالم مش عايزة تفتحلي أخد هدومه منك لله ربنا ينتقم منك
أجابت والدتها تكمل ما بدأته بكلمات سوقية بذيئة
يا وليه يا بت الكلب يا خرفانه افتحي
لم تجد أي واحدة منهم إجابة من داخل المنزل بل الباب محكم الإغلاق والجيران يتابعون هذا الشجار من شرف منازلهم في الأعلى يعلمون أنها
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 70 صفحات