رواية أقدار بلا رحمة بقلم ميار خالد
من على سريرها على أذان الفجر! تنفست بسرعه ونظرت حولها ثم بكت رغما عنها نهضت من مكانها وتوضأت وصلت فرضها وجلست قرأت آيات من القرآن الكريم ودعت ليامن كثيرا ومع أقتراب النهار جهزت نفسها للسفر بسبب هذا الحلم كانت لا تستطيع التركيز في أي شيء وبعد ساعات استيقظت فاطمه وجمال ووصل خالد أمام المنزل بسيارته نظرت فاطمه إلى براء بحزن وقالت قبل أن تخرج
توقفت براء عندما قالت تلك الجملة والتفتت لها أردفت
ليه بتقولي كده!
نظرت لها فاطمه بحزن و قالت
خاېفه الدنيا تشغلك عننا
أنت مش واثقة فيا
واثقة فيكي أكتر من نفسي .. بس مش واثقة في الظروف
نظرت لها براء بدموع و قالت
و أنت فاكره إني هسمح لأي ظروف أنها تبعدني عنكم انا عرفت حلاوة أسم ماما معاكي عرفت يعني ايه حنيه و خوف و امان و ضحكه من القلب .. تفتكري اني هقدر ابعد عن كل اللي قضيت عمري و انا بدور عليه اصلا .. انا مليش غيركم و مش عايزه يكون ليا غيركم
والله يا بنتي أنا من حبي فيكي خاېفه تبعدي كده مش قصدي اخنقك ولا اجبرك علي حاجه
أنا مش هبعد .. هو يوم هروح أطمن عليه وأرجع .. عشان محدش بالذنب ولا أحس إني قاسېة
ماشي يا حبيبتي بس خلي بالك من نفسك .. متتأخريش عليا
أبتسمت براء ثم خرجت واستقلت سيارة خالد وعندما رأها قال لها
صباح النور يا خالد .. أنا أسفه عطلتك معايا
متقوليش كده يا براء .. أنا اللي عايز أسافر معاكي أصلا ومستني أعرف مين يامن ده على فكرة
تنهدت براء وقالت
الطريق طويل هحكيلك .. ممكن نتحرك بس دلوقتي عشان نلحق نوصل على الضهر
تمام
ثم انطلق بسيارته في صمت وخلال الطريق أخبرته براء بعض معلومات عن يامن ولكنها لم تقول له عن قصة حبهما غير المكتملة وبعد ساعات كانوا وصلوا إلى شركة يامن دلفت براء إلى الداخل وبحثت عن سكرتيرة كريم وعندما وصلت إلى مكتبها سالتها عن مكان المستشفى الموجودين فيها واخبرتها أسم المستشفى خرجت براء من الشركة ومعها خالد واتجهوا إلى المستشفى!
منذ الفجر وهناك حركة كثيرة في غرفة يامن بسبب تدهور حالته كانت عاليا تنظر لكل ما يحدث حولها بړعب وخوف وتدعي ربها أن يحمي لها أبنها خرجت ممرضة من الغرفة بسرعه فأمسكتها عاليا وقالت
في أيه أبني ماله!
ادعيله حالته صعبه جدا .. ربنا يستر
ثم تركتها وبعد لحظات عادت ومعها جهاز الصدمات الكهربائية تحركت عاليا من مكانها بغير تركيز وهي في حالة صدمة وكأنها ليست في وعيها حتى اصطدمت بشخصا ما بقوة وقبل أن تسقط أمسكتها تلك الفتاة .. وكانت براء!!
تحركت عاليا من مكانها بغير تركيز وهي في حالة صدمة وكأنها ليست في وعيها حتى اصطدمت بشخصا ما بقوة وقبل أن تسقط أمسكتها تلك الفتاة .. وكانت براء!! نظرت لها براء پصدمة كبيرة وخاڤت أن تقول لها عن هويتها فتمنعها من زيارة يامن نظرت لها عاليا بتركيز وقالت
انت مين
عن اذنك لازم أمشي
ثم نظرت إلى خالد وتحركوا خرجت عاليا من المستشفى حتى تستنشق بعض الهواء النقي وكأنها قد نست كل ما يحدث بتلك المستشفى سألت براء عن مكان يامن فقالت لها موظفة الاستقبال أنه في غرفة العناية المركزة تحركت من مكانها وذهبت إلى الغرفة ومعها خالد وعندما اقتربت قليلا منها وجدت حركة كثيره ووجوه يبدو عليها التوتر سألت إحدى الممرضات بتوتر
المړيض بېموت وسعي مش
وقت كلام!
ثم تحركت من أمامها بسرعه رجعت براء خطوة للوراء ومعالم وجهها لا تفسر فأمسك بها خالد وقال
أنت كويسه!
يامن بېموت! هيحقق الحلم .. لا أرجوك بلاش تعملها!
ركضت براء بسرعه ووقفت عند زجاج الغرفة لتراه بعد كل تلك السنوات شاحب الوجه حوله الكثير من الأجهزة الطبيه ويحاول الأطباء بكل الطرق أن ينقذوه وبعدها أغلقت الممرضة الستائر فلم تتمكن من رؤيته! تملكها
الجنون وركضت سريعا إلى الغرفة وفتحت بابها وسط دهشة خالد من تصرفاتها تلك دخلت إلى الغرفة وصړخت بأسمه
يامن!!
وبخها بعض الممرضات حتى تخرج ولكنها رفضت بشدة وظلت تبكي وتصرخ بأسمة وفجأة انتفض جسد يامن واصابته تشنجات قوية فصړخ بها الأطباء حتى تخرج خرجت براء وأمسكها خالد بقوة حتى لا تعود وظلت هي تبكي باڼهيار حتى سقطت مغشيا عليها ..
أرجوك بلاش تمشي .. الدنيا كانت قاسېة معايا بلاش تكون أنت كمان قاسې
قالت براء تلك الكلمات ليامن الواقف أمامها والذي يعطيها ظهره كانت تعرف أنها تحلم وأن كل هذا ليس حقيقي ألتفت إليها يامن وقال
فات الأوان يا براء
لا مفاتش .. أنا جمبك أهو فتح عينك هتلاقيني جمبك!
أنا معرفش أنت فين
أنا جمبك .. أنا جيتلك يا يامن معقول عايز تمشي من غير ما نتقابل مره بس .. خليك قوي عشاني بس
أنت عمرك ما هتسامحيني
مش وقت الكلام ده .. بقولك أنا جمبك لو استسلمت هتبقى خسړت فعلا .. أنا رجعت تاني
بجد يا براء .. أنت موجودة!
أتأكد بنفسك
ثم ابتسمت وذهبت من أمامه..
تم نقل براء إلى غرفة عادية وبعد ساعات إستعادة وعيها مرة أخرى لتجد خالد بجانبها إلى إحدى المقاعد نهضت من مكانها بسرعه فاتجه إليها خالد وقال
قلقتيني عليك عاملة أيه دلوقتي
يامن .. يامن فين
جاء ليتكلم ولكنها خرجت من الغرفة سريعا واتجهت إلى غرفة العناية المركزة لتجدها فارغه!! بحثت عنه كالمچنونة حتى أتت لها إحدى الممرضات وقالت
أنت فوقتي .. أهدي بس في أيه
يامن فين .. هو كان في الاوضة دي
أبتسمت الممرضة وقالت
أستاذ يامن اتحول على اوضة تانيه لأن حالته استقرت الحمدالله .. الف مبروك
تنهدت براء براحة كبيره وجلست على اقرب مقعد قابلته جاء خالد وجلس بجانبها وقال
لو كنت أدتيني فرصه كنت قولتلك أنه وضعه استقر
الحمدالله يارب الحمدالله .. هطمن عليه بس ونمشي
وقبل أن تنهض من مكانها أمسك بها خالد وقال
براء هسألك سؤال وجاوبي عليا بصراحه
اتفضل
يامن ده مش مجرد صديق صح
نظرت له براء بتوتر وقالت
ليه بتقول كده
أنت مش شايفه قلقك عليه عامل أزاي .. نظرة الخۏف والضياع اللي شوفتها في عينك اثبتتلي أنه مستحيل يكون صديق .. هو ده مش كده
يعني أيه مش فاهمه
هو ده اللي أخد قلبك مني .. هو ده اللي بسببه مش قادرة تضحكي من قلبك ومحسساني أنك مغصوبه عليا .. هو ده يا براء
تنهدت براء بضيق وقالت
خالد أرجوك بلاش الكلام ده .. يامن كان صفحة في حياتي واتقفلت وأنا لو عملت كل ده دلوقتي عشان فعلا خاېفه عليه لأن اللي بينا مكنش قليل وعموما لما نخرج من المكان ده ليا كلام تاني معاك
ماشي يا براء لما نشوف اخرتها
كانت عاليا في غرفة يامن ترمقه وهو وسط كل تلك الأجهزة الطبية بحزن ولكنها حمدت ربها لتحسنه هذا نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة حتى تحضر لها بعض القهوة ولكنها توقفت حين سمعت بعض الممرضات يتهامسون ويقولون
شوفتي عملت أيه عشان أستاذ يامن .. كانت هتتجنن عشانه
دي دخلت اوضة العناية ومهمهاش حد أصلا شوفتي
على فكرة أنا حاسه أنه اتحسن بسببها .. شوفتي أول ما صړخت بأسمه حصل ايه جسمه كله انتفض يمكن اللي حصل ده هو اللي نبه الأجهزة الحيوية عنده بعد ما كان قلبه هيقف
متعرفيش دي مراته ولا مين
لا مش مراته هو مش متجوز .. دي واحدة غريبه جت الصبح وبعدها أغمى عليها زمانها فاقت دلوقتي
سمعت عاليا كلامهم بتساؤل وتعجبت من تكون تلك الفتاة الذي يتحدثون عنها والذي بفضلها بعد الله تحسنت حالة
يامن! تحركت من مكانها وذهبت حتى تحضر القهوة وعندما سارت لخطوات اتجهت براء إلى غرفة يامن وتركها خالد أن تدخل بمفردها دلفت إلى الغرفة برهبه كبيره وتركت بابها مفتوح لا تصدق أنها تراه أمام عينيها جلست أمامه بتوتر ونظرت إليه وأخيرا تراه بعد كل تلك المدة لم يكن مجرد حلم بل واقع ملموس مدت يدها وأمسكت يده الباردة وتكلمت
مش مصدقة أنك قدامي بعد كل الفتره دي .. لو قولت لأي حد أني كذا مره أشوفك في أحلامي قبل المره دي محدش هيصدقني .. أنا عارفه يا يامن أنك اټجرحت زي ما أنا اټجرحت بس حكايتنا مش نافعه .. أحنا الاتنين الدنيا داست على قلوبنا لما بعدت كنت بعاقبك وبعاقب قلبي اللي حبك وكنت فاكره أن كلها فتره وهنسى وأكمل في حياتي .. بس فضلت مكاني مش عارفه أتحرك
ثم أبتسمت بحزن وقالت
الدنيا دي غريبة أوي يا يامن .. مكنتش متخيلة إني لما أشوفك بعد كل السنين دي يكون وأنت كده .. رغم كل السنين اللي عدت ورغم اللي مر علينا وعمرنا اللي جرى قدام عينينا .. هفضل براء بنت الملجأ واللي مش مناسبه ليك .. هتفضل كل المعتقدات موجودة وهتفرق بينا تاني زي ما فرقت زمان .. وأنا مش هقدر استحمل تاني صدقني .. ممكن
أكون أنا اللي قاسېة المره دي بس ڠصب عني ده أحسن ليك وليا
نظرت له براء لفتره طويلة وقد انتبهت لدموعها التي أنسالت على خدها فمستحها ونهضت من مكانها وعندما ألتفتت وجدت عاليا عند باب الغرفة تطالعها پصدمة وقد سمعت كل كلماتها تلك! اتجهت اليها براء ووقفت أمامها ثم طالعتها بثبات وقالت
أنا براء .. مكنتش عايزه اقولك لما خبطت فيكي الصبح عشان مكنتيش هتخليني أطمن عليه بس خلاص أنا اطمنت عليه ولازم أمشي .. أنا مش جايه عشان حاجه عشان كده همشي قبل ما يامن يفوق عشان متحصلش مشكله .. اتمنى دايما يكون بخير وربنا يحفظه ليكي و لمراته وعياله
يامن متجوزش..
نظرت لها براء بدهشة وأحست بسعادة خفية بداخلها ولكنها قالت بثبات
طيب ربنا يفرحك بيه .. عن أذنك
استني .. أنت كنت فين كل السنين دي
مش مهم كنت فين .. المهم إني كنت بعيده عن أبنك وبس وده اللي كنت عايزاه يعني .. وعشان تطمني أنا هرجع تاني مكان ما جيت .. وأتمنى لما يامن يفوق ميعرفش إني كنت هنا
وفي تلك اللحظة جاء خالد نحوها نظرت له عاليا بتساؤل وقالت
مين حضرتك
قالت براء
ده خالد خطيبي ..
نظرت لها عاليا بدهشة وكذلك خالد قالت عاليا
أنت اتخطبتي!
أيوه .. خالد كويس وكفاية أنه أتقبل حقيقتي وإني من ملجأ .. ومحاولش أنه يدوس على چرحي ده أبدا ولا يحسسني اني قليلة أوي
فهمت عاليا كلامها وأشاحت بنظرها عنها فقالت براء
أنا هروح أطمن على كريم .. بعد اذنك
وقبل أن تتحرك قالت عاليا
كريم ماټ..
نظرت لها براء پصدمة وقالت
أيه!! ماټ يعني أيه
أتوفى لما