الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه مذاق العشق المر بقلم ساره المصري

انت في الصفحة 45 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


فلاسباب نفسية تفر بها من واقع ترفضه وتلوذ بعقلها الغائب من حقائق يؤلمها تصديقها 
لم يتخيل أن الأمر سيصل الى احتجازها في مشفى ظن أنها أقوى بكثير من كل هذا 
مرت امامه الطبيبة من جديد فأسرع اليها في لهفة 
لو سمحتى انا ممكن اشوفها 
رمقته الطبية فى حذر وتمعنت بهيئته القلقة قبل أن تسأله 

وحضرتك تبقالها ايه 
رد دون تفكير 
ابقا جوزها 
قالها صدقا ودون شعور منه وبتلقائية وبساطة فلم يستطع ابدا ان يقتنع انها لم تعد زوجته 
وضعت الطبيبة يدها فى جيب معطفها وعضت على شفتيها تفكر للحظات قبل ان تقول 
تقدر تشوفها 
ذهب اليها 
جلس على كرسى قريب من فراشها 
تأمل في حزن كدمة الى جوار عينيها وأخرى اسفل شفتها 
التقطت عيناه ملامحها الهادئة التى اشتاقها واعتادها اربع سنوات كاملة حتى اصبح يشعر انها جزء من ملامحه هو 
ضړب على جبينه فى ندم لم يقصد ان يصل بها الى هذه الحالة ابدا ارادها فقط ان تتخذ له العذر 
ارادها فى حياته بعد ان تقتنع بمبرراته حتى وان كان رغما عنها 
ولكن يبدو أنه قد خسرها للابد كما اخبره زين 
هز رأسه في اصرار 
لا لن يخسرها ابدا سيحاول من جديد 
مرت ساعة وبدأت تتململ فى فراشها فابتسم فى سعادة واقترب بوجهه منها وهى تفتح عينيها فى بطء ليهمس لها فى حنان 
حمدلله ع السلامة يا حبيبتى 
نظرت له طويلا ولم ترد فكرر وهو يقترب اكثر ويضع يده على جبينها 
سامعانى ايلينا 
اغمضت عينيها فى قوة حتى كادت تعتصرهما وفتحتهما من جديد لتصرخ به 
اخويا فين 
تراجع يوسف وهو يخفض رأسه فى ندم فكررت هى بصوت اعلى 
اخويا فين يا حقېر 
هاتلى اخويا هنا دلوقتى واخرج برة 
اهدى ايلينا على انا مخطفتوش هو اصلا كان فى الاوضة اللى جنبى اهدى بس وانا هعملك اللى انت عاوزاه 
تأوهت من لمسته لها فهى لم تعد تتقبلها 
هى تذكرها بما كان خيالها يوحى لها ان يفعله من كان يساومها 
والله يا يوسف لدفعك تمن اللى عملته ده غالى مكفكش خېانتك ووجعك جاى كمان تكمل عليا انا بكرهك بكرهك بكرهك اطلع برة 
وكررت صړاخها فى هستيرية لتدلف طبيبتها فى تلك اللحظة وترى حالة الاڼهيار التى اصابتها وهى تهتف بيوسف فى ڠضب فنظرت له فى صرامة بدورها 
لو سمحت يا استاذ اتفضل برة دلوقتى 
نظر يوسف
اليها وهي تشير الى الممرضات خلفها ليقتربن ثم الى ايلينا التى تطالعه فى حقد وكره لم يعرفه من قبل حين كانت تتلوى بين يدى الممرضات ليحاولن حقنها بمهدىء وبينما كانت الطبيبة تغرس المحقن فى ذراعها كان يوسف يتراجع للخلف وهو ينظر اليها ترتخى لترتمى على الفراش 
اخذت تخدش على الأوراق امامها فى عشوائية بينما تجلس على فراشها فى المشفى وهى تفكر وترتب كل شىء فى رأسها من جديد 
عمرها الذى قضته مع يوسف وما فعله بها وحاول تبريره بشكل يبدو لها الان مضحكا فهى لاترى الا انه اراد كسرها امام نفسها ولكن لا 
ستعود ايلينا اقوى مما كانت ستعود انسانة اخرى لم يسبق له ان صادفها تنهدت وهى تسترجع ما اخبرها علي به فقد استغله يوسف منتهزا حبه له فقد كان الأخير يرعاه كأخ له عندما كانا فى القصر وكثيرا ما شاركه اهتماماته ولهوه 
تنهدت في عمق وهي تتذكر لقائها به 
فبعد ان استقبلته حاولت ان تعود الى طبيعتها امامه وهى ترى قلقه وخوفه الواضح ولكنها ارادت ان تعرف كيف خدعه يوسف فأخبرته في هدوء 
بعد كدة يا على مش اى حد يقولك حاجة تصدقها انا عمرى ما اتخيلت انك ممكن تكون ساذج كدة معقول يقولك هعملها مفاجأة تصدقه وتروح معاه 
تحسس على نظارته فى ارتباك وهو يقول في تردد 
ماهو مكناش نقصد اكيد ان الموضوع يوصل بيكى للمستشفى 
ضيقت عينيها وهى تنظر اليه وتدرس جملته فى عقلها لتهمس في حذر 
مكنتوش تقصدو هوا قالك ايه بالظبط ياعلي 
فرك يديه وأخذ تنفسه يتصاعد بينما يهز ساقيه فى حركة مرتبكة تعرفها ايلينا جيدا تضاربت الأفكار برأسها لتهتف بصوت اعلى نسبيا 
اتكلم يا علي 
نهض من مكانه فى بطء وازدرد ريقه قبل ان يخفض رأسه ليقول في خجل 
هوا هوا بصراحة قالى انه عايز يتكلم معاكى وانه بس هيقنعك انه حد خاطفنى عشان توافقى تتكلمي معاه 
نهضت من مكانها وقطبت حاجبيها وهى تتحرك تجاهه في بطء لا تصدق حقا ما يخبرها به 
وانت شاركته لعبته الۏسخة دى يا على 
اشاح بوجهه يعطيها الجواب بصمته 
ففعلت معه مالم تفعله فى حياتها ابدا مع اى شخص 
لطمته بقوة حتى دوت صوت الصڤعة في المكان 
تحسس وجنته في ألم دون ان يرفع رأسه اليها فواصلت وهى تضم قبضتها وتنحنى قليلا لتعادل طوله 
خليته يلعب بأختك واعصابها انا كنت بمۏت وانا بتخيل ان فيه حد ممكن يكون عمل فيك حاجة 
واضافت وهى تمسك بكتفيه وتهزه فى عڼف 
انت غبي غبي غبي تعرف الطريقة اللى استخدمها عشان اروحله كانت ايه ولا مقالكش على دى كمان 
حاول التغلب على شهقاته حتى لا يبكى فألمه لا يحتمل بعد ان تلقى تلك الصڤعة من اخته بكل ما حملته من خيبة امل به ليجيبها بصوت متلعثم 
ايا كان اللى هيعمله انا كنت واثق انه بيحبك وعمره ما هيأذيكى 
أفلتت ضحكة ساخرة وهى تدفعه فى ڠضب و تشير بذراعيها للمكان 
كل ده وماأذنيش انا محدش فى الدنيا اذانى قده ولا وجعنى زيه 
هنا همس على بصوت يشوبه البكاء 
بس انتى بتحبيه يا ايلينا وكنتى عاوزة ترجعيله انا عملت كدة عشانك مش عشانه كنت عاوزة اكسر جزء العند اللى مانعك تتكلمى معاه او تسمعيه 
واضاف بعد ان مسح انفه 
انا كنت بسمعك كل ليلة بتعيطى يا ايلينا كنت بسمعك بتنادى باسمه وانتى نايمة ومع كل ده بتعاندى نفسك طول الوقت وتقولى انك نستيه 
صړخت به فى الم لا تنفي ما قاله بل تؤكده تماما فالنكران لم يعد يفيد 
وهوا ميستاهلش ميستاهلش ذرة حب واحدة جوايا هوا چرحنى بكل طريقة ممكنة ولازم يدفع تمن كل اللى عمله 
اخبارك ايه دلوقتى 
تسلل صوت الطبيبة المحبب الى اذنها فانتشلها من افكارها لترفع رأسها بابتسامة صغيرة 
بخير دكتورة ملك 
واضافت في امتنان 
ومش عارفة فعلا اشكرك على اللى انتى عملتيه معايا ازاى 
جلست ملك امامها قائلة فى هدوء 
اولا احنا اتفقنا انى ملك وبس ثانيا انا خبطتك بعربيتى وكان لازم اعالجك يعنى احنا كدة خالصين 
قالت ايلينا
وهى تربت على كفها القريب منها 
انتى مش بس عالجتينى انتى كمان اخدتى بالك من على الفترة اللى فاتت انا بجد مديونالك كتير 
ابتسمت ملك وهى تحتوى كف ايلينا بين كفيها 
احنا خلاص بقينا اخوات والاخوات مفيش بينهم شكر ولا ايه 
هزت ايلينا رأسها فى امتنان فواصلت ملك فى جدية 
المهم دلوقتى انتى ناوية على ايه 
لمعت عينا ايلينا وتراجعت للخلف وهى تتنهد في عمق 
كتيييير 
ضيقت ملك عينيها تسألها في خبث 
والكتير ده يا ترى ليه علاقة بيوسف 
رفعت ايلينا حاجبيها وخفضتهما وكأنها تجيبها فى نفسها بل كله من اجل يوسف 
من اجل ان ترد له كل صفعاته 
من اجل ان تؤدب نفسها على كل لحظة ندمت فيها على ما فعلته فى حقه 
هو يستحق كل ما أصابه واكثر 
واصلت ملك وهى تتمعن بها أكثر تحاول سبر أغوارها 
بصراحة يا ايلينا اللى انتى حكيتيلى عنه مستحيل يكون نفسه الانسان اللى كان بينهار عشانك الايام اللى فاتت مش جايز تكونى فعلا ظالماه 
ضحكت في هم وهى تمرر يدها فى شعرها بعصبية 
ظالماه بعد كل اللى حكتهولك يا ملك ظالماه 
هزت ملك كتفيها تحاول أن تؤكد وجهة نظرها 
هوا قالك انه مخانكيش بارادته وانها هيا 
قاطعتها ايلينا وهي تلوح بكفها 
انتى هتتكلمى زيه يا ملك هتتبرريله اللى هوا عمله عشان يثبتلي ان الظروف ممكن تجبر البني ادم انه يتنازل لو كان قالى وقتها كان جايز اعذره لكن اكتشف بعد سنتين ان جوزى خانى واتجوز عشيقته وكمان عنده منها طفل ويطلب منى استوعب كل ده واصدق ان حياتى كلها اتقلبت عشان خدعة هوا وقع نفسه فيها بمزاجه 
واضافت فى مرارة واضحة 
ملك يوسف اخد منى احساسى بالامان خطڤ اخويا و 
قاطعتها ملك في رفق 
انتى عارفة انه مخطفوش وعلى نفسه اكدلك ه 
ضړبت ايلينا الوسادة بقبضتها هاتفة 
واشاحت بوجهها وهى تغمض عينيها فى ضعف تخبرها بما ېقتلها التفكير به 
لمعت دمعة بعيني ملك وكأن كلمات صديقتها الجديدة قد خرجت من قلبها الجريح بدوره قلبها الذي لازال يعاني من الم لاشفاء له 
اهدى يا ايلينا اهدى ارجوكى انا اسفة
لو كان كلامى ضايقك 
افلتت ايلينا نفسها من بين ذراعى ملك وابتسمت بصعوبة لتنحي هالة الحزن جانبا ولو للحظات 
ملك هوا انا ممكن اطلب منك تساعدينى فى انى الاقى شغل مناسب اى شغل ومكان اعيش فيه غير بيتى القديم اى مكان حتى لو بسيط مش هيفرق 
ربتت ملك على كتفها في دعم 
موضوع الشغل متشيليش همه خالص اكيد انتى سمعتى عن مجموعة عزام 
هزت ايلينا رأسها بالايجاب 
اه طبعا دى اشهر من الڼار على العلم 
شابكت ملك أناملها ببعضها 
تبقا بتاعة بابا احمد عزام وانا هكلمه يا ستى فى الموضوع ده متشيلش هم وبالنسبة للبيت برضه ليها حل بس ليه عايزة تسيبى بيتك 
أطرقت ايلينا برأسها لتعبث في شرشف الفراش للحظات قبل ان تنظر الى ملك مطولا وتقول 
ملك انا ممكن اطلب منك طلب وتوعدينى انك هتعمليه 
قطبت ملك حاجبيها في جدية 
لو فى مقدورى اوعدك طبعا 
مالت اليها ايلينا في رجاء 
اوعدينى ان يوسف البدرى ميعرفش اى حاجة لا عن شغلى ولا عن مكانى 
نهضت ملك في دهشة ماالذي تنتويه تلك المچنونة 
وليه ده كله 
اوعدينى وبس ياملك 
ادرات ملك حدقتى عينيها فى تفكير قبل ان تتنهد في استسلام 
اوعدك يا ايلينا ده شىء يخصك بس اعملى حسابك ان احنا كدة هنسافر اسكندرية لان اغلب شغل بابا هناك 
ابتسمت ايلينا فى سعادة هذا ما تريده بالضبط لن يراها يوسف وهى على انكسارها هذا ابدا ستستعيد كل قوتها لتواجهه من جديد 
تعرف انه سينبش الارض بحثا عنها وسيتألم لفراقها فهى لم تنكر انه لازال يحبها رغم كل شىء 
لا تنكر ان مذاهبهما فى الحب شاذة عن المعروف ولكنه يبقا حبا فى النهاية حتى وان اختلف فى طريقته عن المعتاد 
ورغم هذا فلن تغفر له ابدا هذا الانكسار والصدع الذى ألم بروحها 
ستعود لتظهر له من جديد بالوقت والطريقة التى تحددها والى هذا الحين فيلتجرع الام الفراق والندم حتى يكتفى 
وقف زين فى شرفته يتنفس في عمق وهو ينظر الى السماء الصافية ليلا ويخرج من جيب سترته تلك الحلية الصغيرة التى انتزعها من شعرها منذ سنوات 
قربها من أنفه وأخذ نفسا عميقا من رائحتها التى كانت رحيمة بحاله وظلت عالقة بها 
لم تفارقه تلك الحلية ابدا 
ينقلها من جيب سترة الى سترة أخرى 
يخشى ضياع اخر ما تبقى من حبيبته 
نعم حبيبته 
قد سأم المقاومة 
سأم المحاولة للتسليم بأمره لينتهى كل شىء ويخرجها من تفكيره ابتعد عنها كما

وعدها وتركها لحياتها مع اخر
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 66 صفحات