الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه مذاق العشق المر بقلم ساره المصري

انت في الصفحة 34 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


لازم اسافرلها يا يوسف دى خالتى برضه ولازم اطمن على صوفيا 
ردت سميرة بسرعة قبل أن يجيب يوسف 
انتى بتقولى ايه بس يا بنتى سفر ايه وانتى لسة فى بداية الحمل 
هز يوسف رأسه مؤكدا لكلام امه 
سفر ايه مش هتستحملى 
نظرت لهما فى تعب وأخبرتهما في لهجة حاسمة 
انا هاخد بالى متخافوش مينفعش اسيب صوفيا لوحدها فى ظرف زى ده 

تنحنح زين فى هذه اللحظة واستئذن فى الانصراف بينما عينا سمر تراقبه فى حنق نهض محمود ليتبعه بينما ظلت سميرة ويوسف يحاولان اقناع ايلينا بالعدول عن فكرة السفر حتى
قالت فى النهاية فى محاولة لارضاء جميع الاطراف 
خلاص يا جماعة احنا هنروح للدكتورة النهاردة وزى ما هتقول هنعمل 
اقتنع الجميع بهذا الرأى وبالفعل ذهبت ايلينا مع يوسف الى الطبيبة التى حينما اخبرتها ايلينا بحتمية سفرها وافقت ولكن بتعليمات مطولة وادوية كثيرة تشمل العديد من مثبتات الحمل 
لم يقتنع يوسف بكل هذا وحاول من جديد اقناعها لتعدل عن السفر ولسوء حظه انه ارتبط بكثير من الاعمال التى لا يمكن تأجيلها ليرافقها كما ارتبط علي شقيقها بدوره بدراسته وتدريباته وبعد محاولات مضنية باءت بالفشل أمام اصرارها الواضح رضخ لها فى النهاية وتحدد موعد سفرها فى اليوم التالى 
دلف الى غرفته ليتفاجىء بمحمود يتبعه نظر اليه بعدم اكتراث وبدأ فى خلع سترته قائلا 
خير يا بابا 
رد محمود وهو يقف فى مواجهته 
لسة بتفكر فيها يا زين 
توقف عن فك ازرار قميصه وابتسم ابتسامة قصيرة ليجيب ابيه بما لا يريح احدهما 
وهتفرق معاك فى ايه ما دام اللى عاوزه حصل هيفرق معاك فى ايه اذا كان ابنك سعيد او حزين عايز تريح ضميرك واقولك ان المستحيل حصل وان ممكن خلاص اعتبر سمر مراتي واحبها ونعيش حياتنا وننسى اللى فات 
اكمل وهو يهز رأسه ويضع يديه فى خصره 
لا يا بابا للاسف مش هيحصل وهقولهالك تانى وتالت ومليون انا مبطلتش احبها اتوجعت فى السنين اللى فاتت دي ومت فى اليوم مليون مرة محاولتش ولا هحاول ولا هقدر من اصله اني انساها 
رفع محمود رأسه اليه فى تساؤل واضح 
طب وسمر 
نظر زين الى الاعلى ليتنفس فى عمق للحظات 
اقترب محمود خطوتين يسأله فى ترقب 
قصدك انك خلاص هتطلقها 
مرر زين يده فى شعره وتهكم بابتسامة صغيرة 
هوا حضرتك كنت متوقع ان جوازى منها هيكمل انا بقيت عليها الفترة اللى فاتت عشان شكلنا قدام الناس وعشان اخد وقتى انا كمان واقدر استرد نفسى اللى انت دمرتها وافتكر اني خلاص قربت 
تمعن محمود فى ولده الذى تغير كثيرا لقد حمله مالا يطاق فلابد ان تكون تلك هى النتيجة ولكن ابنة عمه ماذنبها في كل هذا 
استأذن زين فى الدخول الى المرحاض وحمل منشفته وملابسه وحين هم محمود بالخروج اصطدم بسمر عند الباب وهى تهم بدخول الغرفة 
فى ايه يا عمو 
نظر الى اليمين واليسار وهمس في حذر 
حاولى تحافظى على جوزك يا سمر بلاش استسلامك اللى هيضيعو منك ده 
واضاف وهو يقترب منها 
هوا لسة معرفش 
أخفضت رأسها وهزتها لتنفي بقوة 
مش قادرة اقول كل ما أحاول لساني يتعقد 
زفر في ضيق لايريد أن يتحدث بصراحة ولكنها تجبره بحماقتها تلك 
عايزة تفهميني ان بقالكو سنين متجوزين ومش قادرة تأثري عليه خالص ليه متجوز واحد صاحبه هوا 
احمر وجهها خجلا فلم يعبأ بها وهو يواصل في صرامة اسمعي يا سمر أنا عملت اللى عليا وجوزتهولك وانتي وقتها قلتي انك كفيلة بالباقي دى مسئوليتك انتى دلوقتي حافظى عليه لأني مش هقدر اجبره من تاني 
واضاف وهو يميل مشيرا بسبابته 
لازم يعرف الحقيقة يا سمر لو كنتى قدرتي تأثري عليه كان زمانه عرفها لوحده وتقبلها كمان لكن سكوتك ده هيخليكي تخسريه انا حذرتك وانتى حرة 
تركها عمها وذهب 
حاولت استخدام كل ذلك دون جدوى 
حاولت حتى ان تتقمص دور الغوانى معه فقط لاغوائه فلم يعرها اهتماما حتى جعلها تشك فى كونها انثى من الأساس 
كأنه يخبرها انه محصن بتعويذه عشق خاصة تعميه عن رؤية اى انثى سوى حوريته 
يأوى الى نومه فى ملحق صغير بجناحه لم يجمعه بها فراش واحد طيلة الثلاث سنوات الماضية وليس فقط الفراش هو ما رفض ان يجمعهما فلم تجمعهما ابتسامة او حتى حوار قصير او اى مناسبة او ذكرى ماذا بامكانها ان تفعل 
تعيد محاولاتها كل يوم ويعيد هو رفضه ولكن بعد ما اخبرها به عمها ليس لديها بديل سوى ان تخوض تجربتها معه هذه المرة بكل القوى المتاحة لديها فقد اصبحت معركة حياة او مۏت وربما استسلم هذه المرة 
تنهدت ايتن فى تعب وهى تدلك رقبتها فى ارهاق وتنظر الى التاريخ فى هاتفها لترى كم تبقى على تلك المهلة السخيفة 
تذكرت هذا اليوم حين وقفت بين زميلتييها بعد ان تخطت العديد من الاختبارات للعمل فى شركة حسام الذى نشر اعلانا يطلب فيه عمالة جديدة وارفق بالاعلان الشروط التى يريدها وبالفعل حينما علمت بهذا هرعت لتقدم اوراقها لتلحق بوظيفة لديه وتمنت ان يضعها بمنصب مدير مكتبه فقد علمت ان المنصب فارغ بعد استقالة مدير مكتبه لسفره 
ثلاث سنوات مرت عليها غيرت فيها الكثير وضعت كل تركيزها في دراستها لتحقق نجاحا ملحوظا كما حصلت على العديد من الدورات وتدربت مع يوسف لبعض الوقت 
وطيلة هذه الفترة كانت تتبع اخبار حسام بسعادة ترى نجاحه وانفراده وتميزه فى مجال الاستيراد والتصدير رغم صغر سنه تسمع اسمه دوما في قائمة اكثر رجال الاعمال نجاحا لذا فقد اقنعت الجميع انها ستتقدم الى الوظيفة ولم تعبأ بدهشة احد 
لم يمنعها محمود وهو يعرف جيدا مايدور فى عقلها ترك لها الفرصة فى ان تحاول امها ايضا التى لم تعرف حتى الان بما فعلته فى حسام واخبرها زوجها بأنها انهت الخطبة بناء على رغبتها لم تصدق حينها ولكنها لم تحاول النبش عن الحقيقة 
اما يوسف فثقته بحسام بلا حدود ورأى انها فرصة مناسبة لتأديب اخته المدلله فالساذجة لاتعرف حسام فى العمل مطلقا فهو يصبح بشراسة أسد جائع منقض على فريسته حال حدوث اى خطأ حتى ان كان دون قصد 
وكانت البداية بالفعل حين تلقاهم خالد مساعده يخبرهم بقراره 
حسام بيه هيحطكو كلكو تحت التدريب لمدة شهر كامل الحضور هيبقا يوميا من سبعة ونص صباحا لخمسة عصرا هتمرو على كل الاقسام الدعايا والتسويق والحسابات كل حاجة واخر الشهر هبعت تقرير عن كل واحدة فيكو وهوا هيختار 
وبقدر ما اغتاظت من حسام لأنه لم يقابلهن ولكن غيظها الأكبر كان
على شروطه المجحفة تلك 
السابعة صباحا !! 
يتبع
الفصل الحادى والعشرين
فتح باب غرفة نومه فى هدوء 
أنار المكان ودار ببصره فيه للحظات كأنه يتردد في الدخول 
لأول مرة منذ سنوات يدلف هنا دون ان يجدها فى انتظاره 
ثلاثة ايام قد مرت على قلبه ثقيلة ومملة 
حاول أن يقضى اغلبها بعيدا عن هذا الجناح وبرودته ساعده عمله على هذا فقد كان مشغولا للغاية بالمقر الجديد للمجموعة الذي من المفترض ان يكون افتتاحه باحتفال كبير نظمه مساعدوه وتم دعوة كبار رجال الاعمال والشخصيات اليه ولكنه أرجأ كل ذلك لحين عودة زوجته 
سار خطوتين حتى وصل الى الفراش 
تمدد عليه فى كسل بينما يخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها 
لحظات وجاءه صوتها الناعم المحبب الى قلبه فسارع هاتفا في شوق 
وحشتييينى وحشتييييينى وحشتينى ارجعى بقا كفاية كدة 
ضحكت في رقة 
كدة هغيب على طول عشان أحس أنك بتحبنى اوى كدة 
وضع كفه تحت رأسه ليتنهد في عمق 
انتى عارفة انا بحبك قد ايه ده النفس اللى بيخرج منى بيقولهالك يا ايلينا 
صمتت للحظات قبل أن تخبره في حنان 
وحشتنى اوى يا يوسف 
فرك عينيه فى ارهاق وهو يرفع كتفه ليحجز الهاتف بينه وبين أذنه 
مادام وحشتك ارجعى بقا انا مش قادر انام فى الأوضة وانتي مش فيها يرضيكى كدة 
ردت فى دلال 
لا ميرضنيش انا خلاص هرجع على بعد بكرة بالكتير ان شاء الله اصل فيه دكتور كويس هنا كنت عاوزة اروحله اطمن على الحمل وكدة 
ابتسم في رضا 
مادام هتطمني على ولى العهد فخلاص امرى لله استحمل كمان يومين 
سمعها تتثاءب فى كسل لتسأله 
مش عاوز حاجة اجيبهالك من باريس 
نظر الى صورتها على المنضدة أمامه في حب قبل أن يضغط الهاتف بقوة 
عاوزك انتى بس خلى بالك من نفسك 
همست في سعادة 
وانت كمان مع السلامة 
لحقها قبل أن تنهي المكالمة واعتدل فجأة 
ايلينا 
ايوة يا يوسف 
بحبك بحبك اوى 
وأنا كمان تصبح على خير 
عاد من عمله فى وقت متأخر 
فتح باب غرفته وهو يخلع سترته عنه 
نظر لها من أعلى الى أسفل وأشاح بوجهه فى سخرية 
كم اشتاق لتلك الحورية التى كانت تفقده لبه بمجرد نظرة مجرد ابتسامة مجرد 
حمد لله ع السلامة 
انتبه على صوت سمر فنظر لها فى ترقب لخطوتها التالية كأن تسليته قد أصبحت اكتشاف ما في جعبتها كل يوم لتهدم مقاومته واهمة تماما وهو لن ينكر أنه كثيرا ما يتلذذ باخفاقاتها المتلاحقة 
بعذاباتها وهو يكرر رفضه لها مرة بعد مرة 
ربما كان هذا قطرة في محيط عقاپ واسع تستحقه 
بقولك حمدلله ع السلامة 
سمر هو انتى مبتزهقيش طريقتك دى عمرها ما هتجيب نتيجة معايا 
زمرت شفتيها وتراجعت فى احباط 
انا مراتك يا زين مراتك لحد امتى هنفضل كدة 
مال اليها يخبرها بابتسامة 
متقلقيش الموضوع مش
هيطول اكتر من كدة 
وقبل ان تبتسم اضاف فى حدة 
قريب اوى هنتطلق 
تراجعت خطوتين وازدردت ريقها فى ارتباك 
نتطلق ليه وازاى 
هز كتفيه وهو يلقي بسترته في عشوائية 
عشان الوضع اللى احنا فيه لازم ينتهى خلاص كل حاجة خلصت 
وعقد ساعديه على صدره مواصلا 
زين انت ليه مش عايز تصدق انى محبتش فى حياتى غيرك هتفضل لحد امتى تحاسبني على اللى فات 
رمقها في تقزز كأنه يكره أن تلوث الحب الذي يعرفه وعاشه بكل تفاصيله بحديثها عنه وفهمها الضيق له 
يسترجع كل لحظة عاشها معه ليعود خواءه من بعدها يؤلمه ويخنق نبرته 
مش هيفع نكمل مع بعض مش هينفع يا سمر 
مررت يدها فى شعرها بعشوائية 
زمرت شفتيها المرتجفتين للحظات في محاولة للتغلب على ارتجاف نبرتها قبل أن تسأله 
يعنى لو مكنتش سلمته نفسى كان ممكن نكمل حياتنا سوا 
ولأنه يهوى ايلامها بكل طريقة لم يعطها الاجابة الحقيقية 
اعطاها أخرى مزيفة بزيف كل حياتها معه 
يمكن وقتها كنت قدرت أصدقك ونعيش زى اى زوجين 
اعطته ظهرها وهى تفرك يديها فى توتر 
ربما ان الاوان ليعرف كل شىء 
انتظرته طويلا ليعرف وحده ولكن بعزوفه المطلق عنها لم يعد لها بديل 
استدارت محاولة اضفاء التماسك على عبارتها 
قطب حاجبيه وكأن الكلام لم يصله بعد او تعامل معه كأنها تهذى بما تتمناه ليرد باستهتار 
افندم 
اقتربت منه فى حذر وهي تقول بسرعة كأنها تخشى التراجع 
بقولك مفيش حد لمسنى ولو كنت قربتلى كنت هتتأكد بنفسك من ده 
اقترب منها فى بطء كفهد يترقب القفز على فريسته وهمس في ترقب 
انتى بتقولي ايه محدش لمسك ازاى 
واطبق على مرفقها يجذبها اليه في عڼف هاتفا 
واللى سمعته

كان ايه واللى حصل بعدها
 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 66 صفحات