قلب ارهقته الحياه بقلم هناء النمر
وجاى هفضالك واكلمك على طول
اشمعنى يعنى هتترقى ههههههههه
بتتريأى حضرتك لا ياستى هى شغلتى دى فيها ترقية بس اكتر مزعجات فى القصر مسافرين
مين دول
الأميرة دانيا والأميرة ليان
عند نطق الاسم انقبض قلبها وانقبضت يدها على التيليفون إذن هذا هو السبب خلف هذا الغياب هو هناك ليقضي معها الوقت قبل سفرها
معاكى بتقولى الاتنين هيسافروا مرة واحدة
أيوة ياستى الأميرة ليان والدها فى المستشفى والأميرة دانيا تبقى صاحبة والدة الأميرة ليان اوى فهتسافر معاها عشان تكون معاهم هناك
هو تعبان اوى
معرفش بس هو عنده القلب اصلا ودخل المستشفى اكتر من مرة قبل كدة
يرجعوا بالسلامة
مظنش الأميرة ليان اول مرة تلم حاجتها كلها بالطريقة دى دى لمت تلتين الدولاب فى الشنط حتى جزمها خدتها كلها والأمير خالد بيقولوا انه بقالوا أسبوع هنا ومجاش القصر خالص طول الفترة دى
أنتى رغاية كدة ليه انهارضة خليهم فى حالهم واحنا فى حالنا
على رأيك انتى عارفة أنى مبقولش حاجة لحد بس بصراحة أنا فرحانة اوى البيت بيبقى من غيرهم جنة والأمير طلال والأمير خالد بييجوا كتير
انتى رغاية انهارضة ياذينب انا هقفل دلوقتى عشان عندى شغل ونتكلم بعدين سلام
الغريب أن حديث زينب لم يضايقها كما اعتقدت فى البداية وزكر الأمر بهذه الطريقة قد خفف من ڠضبها لأسباب لا تفهمها بل جعلها تبتسم ابتسمت بسخرية لتعقيد حياة هؤلاء الناس وحرمانهم من اجمل معطيات الحياة المشاعر الحقيقية الاخلاص والخلف الصالح لديهم المال
وصلت للمبنى الذى تسكن إحدى شققه ترجلت من السيارة وصعدت مباشرة أما أحد الشباب اللذان صاحبوها حمل الأشياء التى اشترتها والآخر ذهب بالسيارة للجراج
دخلت الشقة فوجئت به يجلس على فى الصالة الداخلية للشقة وقبل أن ينطق أحدهما بكلمة رن جرز الباب عادت لتفتح كان فرد الأمن أدخل الحقائب وأغلقت الباب من خلفه
إيه مش عايزانى
ده بيتك انت مش بيتى وتيجى وقت ما تحب بعد اذنك هروح اغير هدومى
وهى تغير ملابسها كانت تفكر فى وجوده هنا الآن لماذا فمن المفروض أنها ستسافر غدا فلماذا تركها وعاد إلى هنا
خرجت تبحث عنه
لمحت طيفه يفف فى شرفة الصالة عادت للمطبخ وصنعت كوبين كن النسكافيه واتجهت له وعند اقترابها من الشرفة سمعت صوته يتحدث پغضب يبدوا انه كان يتحدث فى التيليفون وفهمت من سياق الحديث انه يتحدث معها ولكن بسخرية عارمة يبدوا انه غاضب منها إلى حد واضح
وقت ما اتحدتى مع أبى خليكى معه حبيبتى أبيه ينفعك اكتر منى لكن انا ماعاد فينى ليان بيكفى اللى سار انا ما راح اسوى أى شئ by lyan
أنهى مكالمته وألقى بالهاتف على الكرسى المجاور له وانحنى على الشرفة بيده وكأنه يحاول التنفس
رأى قدميها من انحنائه على سور الشرفة فرفع رأسه واستدار ليجدها تقف خلف الستائر ومازال الكوبين بيدها ومن تعابير وجهها أحس أنها سمعت مكالمته
مدت يدها له بالكوب الخاص به وهى تقول
شكلك محتاجه اشربه وهتهدى
أخذ الكوب من يدها واستدارت وجلست على أحد الكراسى دخل خلفها وجلس على الكرسى المقابل لها وضع كوبه أمامه على المنضدة اخذ يتمعن فى وجهها لثوانى ثم أسند ضهره لظهر الكرسى وسند رأسه عليه واغمض عينيه وفكر لثوانى كل هذا وهى صامته فقط عينيها معلقة به تتابع كل تحركاته
تكلم دون سابق انزار ومازال مغمض العينين ورأسه للخلف وهى انصتت لحديثه دون أن تعلق
أنا درست فى مصر حصل مشكلة جامدة بينى وبين جدى ومقدرتش أتحمل وجودى فى البيت سيبت البيت وصممت أنى ادرس بعيد رحت شوية باريس وبعدين رجعت مصر عشان هدف معين وفضلت هناك فى الوقت اللى انا تمردت فيه على كل اوامرهم كان اخويا زى عروسة الماريونيت فى اديهم بيحركوه زى ماهم عايزين طلقوه من مراته الاولانية بعد ما خلفت 3 بنات وجوزه التانية وطلقوها عشان جابت بنتين التالتة مجبتش اطفال خالص
ثم صمت لبرهة وكأنه يرتاح من مشاعر الڠضب التى أثيرت بسبب ما قال ثم تابع
قبل مراته التالتة ظهرت ليان أبوها شريك جدى فى المجموعة الخارجية بنسبة كبيرة جدا وفى الوقت ده كان هينسحب وانسحابه هيوقع الشركة
الحل اللى كان قدام جدى فى الوقت ده هو الارتباط العائلى طلبوها لطلال وهى كمان كانت مطلقة
لكن هى رفضته
بعدها بقى جدى فكر فيا انا جالى بنفسه فى مصر واتحايل عليا ووافق على كل شروطى ورجعنى البيت بعدها بأسبوع طلب منى أنى اسافر معاه جنيف حفلة عاملينها للامراء العرب اللى بيشاركوا فى المشاريع هناك ووافقت وهناك قابلتها واللى جدى كان مستنيه حصل أنها تعجب بيا ولاحظت انا كمان ده بس وقتها متوقعتش أن الموضوع ممكن يوصل لكدة بعدها رجعت مصر عشان عندى امتحانات كنت فى اخر سنة وقتها
جدى وابويا وعمى بقى ظبطوا كل حاجة اتقدمولها والغريبه انها وافقت فورا رغم أنها أكبر منى بخمس سنين بس مفرقش معاها وكمان حددوا ميعاد الجواز وجه وقت آخر حاجة أنهم يعرفونى
فى الاول رفضت وكنت هسيب البيت تانى بس جدى بقى عرف يطمعنى 20 مليون ريال وأسسلى المشروع اللى انا عايزه وفى مصر زى ما انا طلبت والأهم ادانى حق الاختيار فى الاستمرار فى الجواز أو لا لكن بعد 6 سنين
اعتدل وأصبح مواجه لها وهو يتحدث ثم قال
وافقت والدنيا مشيت كان الحاجة الوحيدة اللى محسسانى بالذنب من ناحيتها أنها اتعلقت بيا بتعمل أى حاجة عشان ترضينى وبتروح ورايا كل مكان
والله حاولت أقرب منها
كتير مقدرش زى ما يكون حاجز مبنى بينا ومش قادر اعديه خاصة أنها مش حنينة وطيبة فعلا سيئة جدا مع كل الناس وأهم حاجة عندها مصلحتها بس دايما بتيجى لحد عندى انا وتتعدل وده مكانش مأثر معايا
لحد ما جه يوم اتخانقنا فيه فجأة لقيتها بتقوللى أن احنا اللى جرينا وراها واتمنينا أنها توافق عشان ثروة أبوها فى اللحظة دى بس قررت أن علاقتنا انتهت خلاص وأن الموضوع مسألة وقت وبس
مبقتش تفرق معايا بقى تفرح تزعل تطأ مش مهم بلف الدنيا واخلص شغلى واعيش حياتى كأنها مش موجودة اصلا
يتبع
خرج خالد والساعة لم تتعدى السابعة صباحا يعد اتصالات مستمرة من والده بالحضور فورا
خرج ووعدها أنه لن يتأخر اتصل بها عند الحادية عشر اتصل بها وطلب منها أن ترتدى ملابسها فسوف يرسل لها سيارة لاصطحابها إليه
ارتجلت من السيارة وجدت نفسها أمام مطار الرياض أشار لها الرجل السائر معها بالاستمرار فتبعته كان نفس الطريق الذى مرت به اول وصولها إلى هنا اول مرة لكن هذه المرة من الخارج للطائرة وليس العكس
استقبلها خالد وقت دخولها الطائرة وامسك بيدها حتى اجلسها وجلس فى الكرسى المقابل لها
اغلقت الأبواب فور وصولها وبدأت الطائرة فى الحركة ثم الصعود للهواء
مش هتقوللى احنا رايحيين فين
قولتلك مرة مفاجأة بس فى حاجة مهمة لازم نتكلم فيها الاول
خير
خير أن اتكلمت مع والدى بخصوصك من يومين
اختفت
الابتسامة من على وجهها وهى تقول
من ناحية ايه
مسؤوليتك وطريقة التعامل معاكى لحد ما يتم اللى هو عايزه
يعنى إيه مش فاهمة
يعنى أى حاجة هتم معاكى مسؤوليتى بشرط أن الموضوع ده يتم من غير ما حد يعرف
يعنى من الاخر كدة ياهدى ممكن اعملك اللى انتى عايزاه وانتى كمان تعملى اللى انتى عايزاه لو خافظتى على سر الموضوع اللى بينا
ولو رفضتى ترجعى للمعاملة الأولى تفضلى فى الشقة متخرجيش لحد ما تولدى
ايه رأيك تختارى ايه
مش خطوبة اختك انهارضة انا جايبك عشان تحضريها
لم ترد هدى فقط امتلئت عينيها بالدموع أمسك بيدها وتحركا هابطين السلم وهى تتحرك بجانبه وهى لا تصدق ما يحدث
وصلا لباب المطار كان تنتظرهم سيارتين فتح السائق الباب فركبت ودخل بجانبها وقال
العربية دى هتوصلك لحد باب بيتك فى العربية شنطتين فيهم هدايا لاخواتك وبالذات العروسة
هدى لاخر مرة هقولك انا عملت كل ده علشانك عشان اخرجك من حالة الضغط العصبى اللى كنتى فيها فمتخاطريش ارجوكى ومتنسيش أن لسة بينك وبينه عقد ممكن يسجنك بيه غير القضية اللى لسة مفتوحة وكمان اهلك اللى مش هيصدقوا انك كنتى مجبرة على الحوار ده خدى بالك كويس
ولو حد سألك انتى هنا أذاى قولى أن الأمير فى مصر كمتابعة للعملية وأنا معاه لأنى الممرضة بتاعته
نفس العربية هترجع عشان تاخدك بكرة بليل على الساعة 8 ولما تروحى هناك وتشوفى اللى حصل متستغرببش لأن هم فاهمين أن انتى اللى عملتى كل ده
هو ايه ده الل اتعمل
أما تروحى هتشوفى خدى بالك من نفسك سلام
تركها واتجه للسيارة الأخرى وأخذت كل سيارة طريقها بعد حوالى ثلاث ساعات توقفت السيارة أمام منزلها
لم تصدق هدى ما ترى لدرجة أنها التفتت حولها لتتأكد انه هو بيتها تم ترميم البيت بشكل رائع وتم بناء ثلاث أدوار عليا فأصبح البيت مكون من 6 طوابق وتم تجهيز الأرضى بكامله كسوبر ماركت كبير لوالدتها
مستحيل أن يكون الأمير هو خالد خالد من فعل كل ذلك
دقائق تقف فيها هدى أمام المنزل تتأمل ما ترى دون أن يلاحظها أحد حتى لاحظتها والدتها من بعيد
قضت هدى معهم ليلة رائعة كانت قد افتقدت إحساس الأمان هذا من فترة طويلة
حضر العريس وأهله وتم قراءة الفاتحة و تلبيس العروس دبل الخطوبة وسط زغاريد الجميع
نامت هدى بجانب والدتها على سريرها وكأنها تستمد منها القوة لتكمل المشوار الذى بدأته ومن خلال الثرثرة مع والدتها قبل النوم فوجئت بأن هناك شخص جاء وسدد دين والدتها كله واعطاها الشيكات والمخالصات بذلك وأن والدتها نفهم انه من طرف هدى
نامت الأم وظلت هدى مستيقظة مدت يدها لبطنها تجول عليها بحنان وهى تقول فى نفسها وكأنها تحدث شخص ما
كل اللى بيندفع ده تمنك انت ياحبيبى وتمن غالى اوى
أنهت هدى وقتها مع عائلتها وهى فى قمة السعادة لقد احست بالاطمئنان عليهم فعلا ولم تشعر بذلك منذ فترة حتى عندما كانت تعيش معهم فقد تم تسديد دين والدتها كاملا واعتدلت حياتهم وتم تأمينها والسوبر ماركت الذى تم إنشائه أصبح يوفر معظم مصاريفهم الآن تستطيع أن تعود لدائرة آلامها هى فقط دون القلق عليهم هنا
وصلت بها السيارة لنفس المبنى الذى كانوا
يسكنوه قبل سفر الأمير بعد العملية دخلت من باب الشقة