الأربعاء 18 ديسمبر 2024

قصه شاب وفتاه

انت في الصفحة 6 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مصنع قديم ويبدو مهجور دلفوا الاثنين بعد أن وضعوا السيارة.
دلف مهاب وخلفه قاسم وقابلهم شخص ما واقف على باب المصنع ف تحدث مهاب بجدية
الواد جوة
حرك الرجل رأسه وقال
جوة يا مهاب بيه.
تمام.
دلفوا للغرفة وجدوا شخص ملقى على الأرض ووجهه به دماء.
ضحك مهاب بشدة وأردف وهو يلقي بالمياه على وجهه لإفاقته
يا مرحب بابن عمي وأخويا الغدار.

أهلا بابن عمي وأخويا الغدار.
فوق يا لا مش كام قلم هيرقدوك!
فتح الشاب عينيه پغضب وظل ينظر لهم بإستفزاز ف هبط مهاب لمستواه وهو يتحدث بهمس
بقى أنا تعمل فيا كدا
ظل ينظر له الشاب بإستفزاز ف أكمل مهاب
عملت كدا ليه يا ياسر نهيت تعبنا وشقانا بعود كبريت
صړخ ياسر پغضب
تعبك وشقاك إيه دا شقى وتعب أبويا إنت وأبوك خدتوا كل حاجة وضحكتو علينا.
نظر له مهاب بغموض ثم بدأ بالضحك وقال
برضو اللي فيك فيك دماغك مش هتنضف أبدا! لو تقول مين زرع الفكرة الژبالة دي في دماغك كله هيتحل
صړخ ياسر وقال پغضب
ما دا اللي حصل! خدتوا إنت وابوك الورث وفلوس الورث وضحكتوا علينا وابويا سكت وماټ بقهرته.
صړخ مهاب پغضب
ولا إنت بتقول إيه أنا ساكتلك من الصبح ورث إيه وفلوس إيه ما كله كان متقسم من قبل ما جدك ېموت مين زرع الفكرة دي في دماغك.
أبويا اللي قال كدا واستحالة يكدب!
قست ملامح مهاب وهو يقول
أبوك وعارفينه إنه بتاع فلوس ومش عايز أقول كلمة تانية واغلط فيه علشان بين إيدين ربنا ف إيه الورث متقسم.
قال ياسر بصوت عالي وبرود
مش هصدقك أنا مش أبويا علشان أسكت عن حقي واللي عملته معاك دا أقل حاجة ممكن أعملها فيك واخد حقي.
تاخد حقك إيه يا لا! إنت مالكش حقوق عندي ولولا بس إنك ابن عمي أنا كنت لحستك التراب دا.
طول عمرك عڼيف وجبروت وهتفضل كدا.
انحنى مهاب لمستواه وقال بهمس
تمام ابعد عن طريقي يا ياسر علشان مستخدمش عڼفي وجبروتي دا معاك.
إعتدل مهاب وما زال ينظر له وبعدها نظر لقاسم وأشار لشيء ف قال قاسم بإستغراب
إيه
حرك مهاب رأسه بيأس وقال
يلا نمشي.
تمام.
خرج الاثنين وأغلقوا الباب وياسر ېصرخ ويسبهم بالداخل.
ركب مهاب وقاسم السيارة وقال مهاب بيأس وهو يشعل سيجارته
الواد دا عيل ودماغه مش فيه طول عمره واد غلاوي كدا.
رفع قاسم حاجبه وقال
عيل إيه! وهو فيه عيل يولع في شركة! دا شحط أهو!
تنهد مهاب وقال بضيق وهو يخرج دخان سيجارته
مش وقت استظرافك دلوقت! الواد دا شوية وابقى خرجه مهما كان ابن عمي وواد طايش.
تمام هقول إيه يعني!
تنهد مهاب مرة أخرى وقال
ولا حاجة.
صمتوا لبعض الوقت ثم قال مهاب بحيرة
ألا قولي يا قاسم
نظر له قاسم يحثه على إكمال حديثه ف قال
سلمى لما حصلتلها الحاډثة راحت عند دكتور
نظر له قاسم وقال بإستغراب
أكيد راحت عند دكتور دي اڼهارت!
حرك مهاب رأسه بنفي وقال
لا لا قصدي دكتور نفسي
حك قاسم شعره وقال بحيرة
لأ ما جاش في دماغي وقتها حاجة زي كدا بالإضافة إن محدش قالي!
طيب تمام.
ضيق قاسم عينيه وقال بتساؤل
إنت بتسأل ليه حصل ليها حاجة
أخفض مهاب نبرة صوته وقال بلا مبالاة مصتنعة وهو يلقي بالسېجارة من النافذة
لا ولا حاجة كنت بسأل بس.
نظر له قاسم بشك وقال
تمام.
كان مهاب لا يريد بمعرفة أحد الأمر حياتهم لهم وبمفردهم حتى إذا كانت الأخطاء منه أو حتى منها.
..........................................
عاد مهاب مع قاسم وأخذ سلمى وذهب لمنزلهم.
ومر الوقت وذهبوا للنوم واستلقى الاثنين على الفراش ف سحبها مهاب لأحضانه وهو يقول
سلمى
أجابت سلمى بخجل وهي تحاول إخراج نفسها من أحضانه
نعم
ضيق مهاب عينيه بمرح وهو يقول
بطلي تتحركي مش هسيبك.
هدأت سلمى حركتها وقالت بهمس
حاضر.
مد يده وعبث بخصلات شعرها وهو يقول
عايزة تنامي ولا نتكلم
ابتسمت سلمى بخجل وقالت
اتكلم
ابتسم مهاب لها الأخر ثم قال
إنت عايزة تفضلي خاېفة مني
نظرت له وقالت بإستغراب
مش فاهمة كلامك بس أنا مش خاېفة منك أوي.
ابتسم مهاب وقال
وانا عايز تبقي مش خاېفة مني خالص وبعدين أنا ما بخوفش ولا إيه
هربت بعينيها وقالت بتوتر
أه ما بتخوفش.
مسح على وجهها بحنان وقال
أنا عارف إن اللي حصل مني امبارح مكانش المفروض يحصل بعد ما اتطورنا في علاقتنا شوية وجيت أنا هديت كله باللي عملته بس كان ڠصب عني وانا عارف إن الغلط عليا و
قاطعته سلمى بقولها
وانا قولتلك امبارح برضو إن دا حقك ومحدش يقدر يمنعك عنه بس اللي حصلي هو السبب يعني أنا مش عارفة إنت فاهمني ولا لأ أنا حتى مش فاهماني.
أمسك مهاب يدها وقبلها وقال
وانا عايزك تكوني فاهمة نفسك وفاهماني وانا أفهمك وكله.
صمت وهو يراها مهتمة بحديثه وقال بتساؤل
حبيبتي إنت عارفة إن الكل بيبقى عنده مشاكل مع نفسه أو مع غيره ودا مش عيب بس العيب إن احنا ما نعترفش بيها ونحلها
نظرت له سلمى بحيرة وقالت
أنا فاهمة إنك عايز تقولي حاجة ومش عارف تقولها بس اللي لسه مش فاهماه هي إيه
تنهد مهاب وقال بتوتر
دكتور نفسي
نظرت له سلمى بعدم استيعاب ف قال
إنت پتخافي مني ومش بتتكلمي
معايا تقريبا وانت عايزة حد يسمعك وتحكيله اللي في قلبك ومخاوفك وهو يحلها عايزة بس حد يسمعك.
نظر لها وجدها تنظر للأسفل بملامح غير مقروءة ف أكمل
الدكتور النفسي مش حاجة وحشة هو دكتور عادي وبيسمعك إنت تحكي وهو يسمع وينصحك لإنك يا سلمى لسه عايشة جوة اللي حصلك ومش عايزة تطلعي من الدايرة دي ولازم تخرجي وتتكلمي وتوسعي دايرتك.
رفع رأسها وهو ينظر لها بحنان وقال
تروحي لو مش عايزة خلاص مش هجبرك على حاجة دا مجرد اقتراح
نظرت له بتوتر وقالت بدموع
بس إنت هتكون معايا
ابتسم لها مهاب بفرحة وقال
أكيد هكون معاك ومش هسيبك أبدا.
أردفت هي بتوتر
أبدا
مسح دموعها برفق وهو يقول وهو يشدد من احتضانها
أبدا يا روحي.
..........................................
تجلس سلمى بجوار مهاب بالسيارة وهي تفرك يدها بتوتر وتحاول كبح دموعها.
مد مهاب يده واحتضن يدها بيده وهو يقول بإبتسامة
خاېفة ليه بقى مش قولت هبقى معاك
حركت رأسها وقالت بدموع
أنا خاېفة أوي.
ابتسم مهاب وشدد على يدها بتشجيع
مټخافيش أنا معاك.
أوقف مهاب السيارة ف نظرت له وقالت بإستغراب
وصلنا
ابتسم لها مهاب وهو يذهب
استني.
حركت رأسها بطاعة وقالت
حاضر.
دقائق وصعد مهاب السيارة ومعه كيس بلاستيك به عصائر.
مد يده وأخذ علبة عصير فتحها وأعطاها لها وقال
خدي اشربي واهدي مفيش حاجة.
أخذتها منه وبدأت بإرتشافها وهي تغلق عينيها بإرهاق.
نظر لها مهاب بإشفاق وهو يقول في نفسه
خوفتيني عليك بزيادة وترتيني يا سلمى.
وصلوا بعد وقت للعيادة هبطوا وتفاجئ بها تمسك بيده وتنظر له پخوف ف شدد على يدها ونظر لها بإطمئنان.
جلسوا وانتظروا بعد الوقت حتى قالت الفتاة الجالسة أمامهم حان الأن دورهم.
دلف مهاب وسلمى خلفه پخوف ف أمسك يدها وسحبها برفق بجانبه.
اتفضلوا اقعدوا.
ابتسم لها مهاب بعملية وجلس بينما ظلت سلمى واقفة كاد مهاب أن يتحدث ويخبرها بالجلوس لكن أشارت له الطبيبة بالصمت وقالت هي بإبتسامة
اتفضلي اقعدي مدام سلمى مش كدا
نظرت سلمى لمهاب پخوف ف ابتسم لها مهاب وحرك رأسه ناحية الطبيبة بمعنى أن تجيب عليها.
ف حركت سلمى رأسها بنعم ولم تنطق.
ابتسمت لها الطبيبة نهال وقالت
طب أقولك يا سلمى ولا مدام سلمى أصلي كبيرة أوي قد مامتك بس يبان عليا صغيرة.
إكتفت سلمى بإبتسامة ف أردفت الطبيبة
خلاص هقولك يا سلمى اقعدي يا سلمى.
جلست سلمى على الكرسي أمام مهاب پخوف وظلت تفرك بيدها كعادتها.
ابتسمت نهال وقالت لمهاب
تقدر تتفضل يا أستاذ مهاب ولما تخلص هنتصل بيك أو تقدر تستنى برة هي أول مرة ف مش هنتأخر.
وقفت سلمى پصدمة فور استماعها لكلمات نهال وحركت رأسها پصدمة وقالت پبكاء
لأ مش هيمشي أو أو خلاص همشي أنا معاه أنا مش عايزة أقعد هنا.
أجلسها مهاب على المقعد برفق وهو يقول
إيه يا سلمى قولنا إيه مش همشي هفضل برة والله.
وقفت سلمى وقالت پبكاء
إنت وعدتني مش هتسيبني أنا عايزة أروح أنا عايزة قاسم لو ما روحتنيش هقول لقاسم ياخدني.
ثم بدأت بالبكاء وهي تتراجع عنه پخوف.
أشارت له نهال بأن يذهب ويتركها ف نظر لها ولسلمى پخوف وقال
ينفع أفضل معاها
حركت نهال رأسها بنفي وقالت
لأ مش هينفع عايزة أتكلم معاها شوية صغيرين وهي شاطرة ومش هتعمل حاجة صح يا سلمى
نظرت له سلمى پبكاء وهي تترجاه بنظراتها ألا يتركها ف اقترب منها وقال
هستناك برة ومش هتحرك هتخلصي كلام مع الدكتورة وهنمشي ماشي
حركت سلمى رأسها بنفي ف نظر لها پخوف وقالت هي
إنت قولت مش هتسيبني قولت مش هتسيبني.
أنا برة والله برة.
نظر للطبيبة بحيرة وهو يراها تتمسك به ف أشارت له الطبيبة بالخروج وهي تنظر له بإطمئنان.
سحب مهاب يده من يدها ونظر لها نظرة أخيرة وخرج بسرعة ولم ينظر خلفه وهو يستمع لصوت بكائها ومناداتها باسمه.
ظلت تبكي بشهقات وهو يقف عند الباب بالخارج يقول في نفسه
مش هسيبك والله بس كله لمصلحتك.
لا يعلم أ يفرح بتمسكها به وشعورها بالأمان معه أم يشفق على حالها وخۏفها المحزن
استمع لصوت رنين هاتفه ف أخذه من جيبه وجده قاسم ف أجاب
أيوة
أجاب قاسم بتوتر وقلق
أيوة يا مهاب إنت فين
ذهب وجلس على المقعد وهو يقول بتنهيدة
عايز إيه يا قاسم
استمع لصوت قاسم القلق وهو يقول
إنت في البيت أنا عايز أكلم سلمى أنا حاسس إن فيها حاجة هاتها
أبعد مهاب الهاتف عن أذنه وهو يهمس
ما كنتش أعرف إنكوا متعلقين ببعض كده! أخته ولازم أقوله.
أعاد هاتفه واستمع لقاسم وهو يقول
يا ابني إنت فين فين سلمى
أجاب مهاب بضيق وحزن
أنا خدت سلمى عند دكتورة نفسية يا قاسم سلمى محتاجة تتكلم مع حد ويسمعها.
صدم قاسم وقال
دكتورة نفسية!
أيوة إنت كان
صمت مهاب وهو يقول في نفسه لا يجب أن يخبره أن سلمى كانت بحاجة لهذا الأمر من زمن حتى لا يحزن قاسم ويشعر بالذنب اتجاهها.
أكمل مهاب
أقصد إن سلمى أنا حاستها انطوائية زيادة عن اللزوم ومش بتتكلم وعرفت إنها مش بتخرج وپتخاف من أي حاجة ف قولت إنها هتحتاج لكدا.
قال قاسم بقلق
يعني إنتوا دلوقت عند الدكتورة
أيوة.
طب وهي عاملة إيه خلي بالك منها يا مهاب أنا عارف إنك غيري ومش هتخاف عليها زيي أنا كنت بخاف عليها زيادة أوي من وقت اللي حصلها بخاف عليها بهوس ومكنتش بخرجها وهي معترضتش وانا كان لازم أحس إن فيها حاجة من زمان وقتها.
تنهد مهاب وقال
خلاص يا قاسم اللي حصل حصل متحملش نفسك فوق طاقتها هو نصيبها كدا هي مفيهاش حاجة مجرد خوف وتوتر وقلق شوية وقت وبإذن الله كل حاجة هتعدي.
يا رب لما تخلص يا مهاب ما تنساش تخليها تكلمني وانا كل شوية هكلمك.
تمام يا قاسم عايز حاجة.
مع السلامة.
أغلق قاسم معه الخط وأسند جسده على الفراش وهو يتنهد بحزن
أنا اللي عملت فيها كدا بس مكانش قصدي أنا بخاف عليها أوي هي مكانش ليها غيري وكنت بخاف أقصر معاها ومن كتر حبي فيها عملت كدا.
دلفت للغرفة
 

 

انت في الصفحة 6 من 17 صفحات