بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيمه يوسف
ابدا يا امي مهما عملتي ده إنتي احن أم في الدنيا
بس إنتي عارفه طبيعه شغلي ايه
حتى لو كان التصميم بالنسبه لي هوايه بس انا واخده تحدي مع نفسي اني اتقدم فيه كل يوم خطوات عن اليوم اللي قبله
واسترسلت بدهاء كي تكسب والدتها
وانتي عارفه ان احنا كلنا طالعين لك في الحكايه دي لازم الحاجه اللي بنعملها تطلع من تحت ايدينا مظبوطه وما فيهاش غلطه
يسلم لي دعمك ليا وحنانك عليا يا ست الكل
واستمرا في حديثهما الى ان انهت ريم المكالمه بعد رجوع زوجها باهر من العمل
دخل باهر غرفته ووجدها تتحدث مع والدتها ابدل ملابسه بهدوء
وانتظرها حتى انهت مكالماتها وسالها
فين الاولاد يا حبيبتي مش سامع لهم صوت
الاولاد ناموا من ساعتين انت عارف عمر عنده حضانة وياسين نومه متقطع .
واسترسلت بتساؤل
تحب احضر لك العشا دلوقتي .
أجابها باهر متمنعا
لا يا حبيبتي خليكي مرتاحه انا مش قادر اكل حاجه خالص من ساعه الغدا لو انت عايزه تتعشي روحي وانا هستناكي .
ريم بابتسامه
انت عارف انا مش بتعشى اصلا لان الاكل بالليل بيعمل لي حموضه على صدري
بقول لك ايه يا حبيبي عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم ممكن
ضيقه باهر عينيه واجابها بصدر رحب
ممكن طبعا يا حبيبتي انتي اصلا ما تستاذنيش تتكلمي على طول .
أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقال من الهموم
ضم حاجبيه وعبس وجهه وسأل مستفسرا بدهشة ظهرت علي ملامحه
كلام ايه اللي انا قلته عن التصاميم يا ريم مخليكي زعلانه كده وشايله مني انا عمري قلت حاجه تزعلك اصلا قدام اي حد
تحدثت بهدوء كي لا يبدأوا مناقشتهم بجدال
طبعا ليك حق ما تفتكرش لان الكلام اللي قلته ده اللي انت بتقوله لي على طول وحابب توصله لي بس انا ليا كيان وحلم وعايزه احققه
ومن حقي عليك انك تتناقش معايا فيه بهدوء من غير زعل .
استغرب بشده لحديثها وردد
طيب انا وقفت قصاد حلمك ولا منعتك من هوايتك اللي انت بتحبيها بالعكس انا دايما بدعمك برايي وبشجعك تكملي .
بلا رجعه
بصراحه يا باهر المصنع اللي انا ببعت له التصاميم كلمني كذا مره اني اشتغل في المصنع معاهم وجها لوجه وهيدوني مرتب كويس جدا
وقبل ان تكمل حديثها قاطعها
انتي عايزه تخرجي تشتغلي في مصانع وتتعاملي مع رجاله!
ما كانش ده اتفاقنا من الاول يا ريم
واسترسل بتهكم
وبعدين مرتب ايه اللي إنتي محتاجاه انتي عايزه تروحي تشتغلي في المصنع علشان خاطر المرتب
طب ما انا مستعد اديكي المرتب ده بس تقعدي في بيتك معززه مكرمه وما تسمحيش لحد يتحكم فيكي عشان حبه فلوس .
اتسعت ملامحها بذهول لعدم فهم زوجها مغزى حديثها واردفت بجدية
هو انت مفكرني عايزه اروح اشتغل في المصنع علشان خاطر المرتب ولا علشان خاطر الفلوس!
انا بصراحه كده شايفه اني بډفن نفسي وتصاميمي اللي انا شايفاها انها تستحق تبقى براندات عالميه في شغل الأون لاين
اللي زيي كان زمان دلوقتي عندها اتيليه ومشغل بسيط وعامله مشروع صغير تحقق فيه حلمها
بس انا ما طلبتش منك كل ده كل اللي انا طالباه اني اشتغل
انا حاسه ان انا مخنوقه من روتين الحياه اللي انا عايشاه .
انزعج بشده من حديثها ولاول مره يعلو صوته عليها مرددا پحده
يعني انا يا ست ريم هانم خاڼقك وقافل عليكي!
ما انا حياتي كلها انتم وشاغل نفسي بيكم اكتر من اي حد وبحاول بقدر الامكان اني اخرجك انتي والاولاد وقت ما اكون انا فاضي .
اشارت ريم بسبابتها في وجهه
لو سمحت يا باهر ما تعليش صوتك عليا انت عارف اني ما بحبش الصوت العالي
وعلى فكره اللي انا بطلبه منك ده حقي لا الدين ولا الشرع منع الست انها تشتغل وتحقق حلمها طالما مش هتقصر في بيتها
ثم ربعت يديها واكملت بتاكيد
وبصراحه كده انا مصممه ان انا انزل اشتغل ويبقى ليا هدف اسعى علشانه .
استشاط ڠضبا واجابها بصوت عالي اكثر من ذي قبل
هو الشرع حلل يا ست هانم ان الست ما تسمعش كلام جوزها او تخالف اوامره شرع ايه ده اللي انت بتتكلمي عنه
وخلاصه الكلام يا ريم شغل ما فيش شغل انسي .
تمام ياباهر يا نوصل لحل مرضي يا اما اتصل ببابا وماما يجوا يحلوا معانا المشكله دي
قالتها ريم بتصميم.
اڼصدم مما سمع لتوه وتوجع من حديثها وأردف بهدوء ما يسبق العاصفه
من امتى يا هانم واحنا
بندخل حد في مشاكلنا من امتى خرجنا سر بيتنا بره وحد سمع بينا !
واستطرد پغضب شديد
قفلي الحوار ده